موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

الرئيسية /
روح وحياة
نشر الأحد، ٥ يونيو / حزيران ٢٠٢٢
الأب بشير بدر يكتب: عيد العنصرة.. حضور كوني وشخصي
الأب بشير بدر، راعي كنيسة قلب يسوع الأقدس، ناعور - الأردن

الأب بشير بدر، راعي كنيسة قلب يسوع الأقدس، ناعور - الأردن

الأب بشير بدر :

 

يروي القديس لوقا ما حدث يوم العنصرة: عندما كان الرسل مجتمعين في العلية، انطلق من السماء دوي كريح عاصفة، فملأ البيت الذي كانوا فيه، ثم ظهرت لهم ألسنة كأنها من نار، فانقسمت ووقف على كل واحد منهم لسان، فامتلأوا كلهم من الروح القدس. كان هذا وصفا خارجيا لحلول قوة روح القدس.

 

أتوقف عند وصفين: الأول أنه ملأ جوانب البيت، أي أن الروح القدس حاضر مع الجماعة (البيت) وهو في الحقيقة يملأ جوانب الكون كله. والثاني نزول ألسنة النار على كل رسول. وهذا يُشير إلى أهمية كل فرد بين الرسل ومؤمن في الكنيسة (الحضور الشخصي). هذا دور وعمل الروح القدس في الكنيسة وفي المؤمنين.

 

ولكن لا يكفي أن نعرف أن الروح القدس حاضر في الكنيسة بشكل عام. نريد أن نعرف كيف أن الروح حاضر في كل واحد فينا شخصيًا، وكيف يمكن لكل واحد فينا أن تكون له عنصرته الخاصة؟ من المناسب في هذا اليوم أن نكتفي بالتأمل بدور الروح القدس في حياة الكنيسة كجماعة، بل عن دوره في حياتنا كأفراد مؤمنين.

 

فعيد اليوم يقدّم لكل واحد فينا مناسبة جديدة ليعود وليدخل إلى ذاته، وليكتشف أنه حيٌّ بحياة وقوّة ونعمة وإلهامات الروح القدس كما أكّد لنا ذلك بولس الرسول في الرسالة الثانية اليوم: "لأن روح الله حالٌّ فيكم... الروح حياة لكم" (رو 8:10). لذلك فبقدر معرفتك ومحبتك للروح القدس، تكون معرفتك ومحبتك للمسيح، الذي هو أيضاً "سر الحياة" فينا ولنا.

 

كان القديس الأسقف الشهيد روميرو يقول: "أريد أن أكون كل يوم عنصرة في الكنيسة".