موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر
واحدة من المآسي التي يعيشها العراقيين النازحين بسبب احتلال داعش لمدينتهم وقراهم من الموصل وضواحيها هو التعليم حيث نجد ان الالاف من طلبتنا المهجرين ضاعت عليهم دراستهم ومتابعاتهم العلمية وبالرغم من وجود قرار في حكومة اقليم كردستان بقبول الطلبة في المناطق التي نزحو اليها وبدا القسم الكبير منهم بالانتظام في الدوام وهذا موقف يسجل لحكومة اقليم كردستان.. الا ان المهجرين قسرا والنازحين من اهلنا العراقيين المسيحيين اللذين وصلوا الى المملكة الاردنية الهاشمية لا يزال اطفالهم بدون تعليم بالرغم من بدء العام الدراسي وبالرغم من الرعاية الكبيرة التي قدمتها المملكة الاردنية الهاشمية ومنظمات الاغاثة فيها بالاضافة الى منظمة الكاريتاس الاردن التي تبذل جهودا استثنائية في تقديم كل الجهود الممكنة لمساعدة العوائل العراقية النازحة ولكن تبقى هذه الجهود محدودة دون وجود مساعدات لدعم قبول هؤلاء التلاميذ في المدارس. كما يعلم الجميع ان الاردن استقبل اكثر من مليون لاجيء سوري والذي ادى الى اكتضاض المدارس ولم يبقى امام ابنائنا الا اللجوء الى المدارس الاهلية او ان تقوم وزارة التربية العراقية بفتح مدرسة عراقية في الاردن يمكنها ان تستوعب هؤلاء التلاميذ حيث ان بقائهم بهذه الحالة والامم المتحدة لا تعلم ولا تصرح بالفترة التي سيبقى فيها هؤلاء المهجرين والنازحين في الاردن بعد ان طردوا من ارض الاجداد بسبب صراعات الاخرين كما ان منظمة اليونيسيف وعلى حد تصريح المسؤول عنها في الاردن امس حيث قال ان اليونيسيف لم تقدم لحد الان اي دعم او مساعدة لمعالجة مشكلة هؤلاء الاطفال الذين يتجاوز اعدادهم 750 طفلا بدون تعليم والذي يعتبر كارثة على هؤلاء الاطفال وعوائلهم لان هؤلاء الذين تتراوح اعمارهم بين 7-16 سنة سيعانون كثيرا من حرمانهم من التعليم. لهذا.. فقد تحركت معالي وزير التنمية الاجتماعية الاردنية بحسها الانساني والاخلاقي باتجاه العمل على محاولة معالجة ما يمكن معالجته من خلال البحث عن شركاء لمساعدتهم من منظمات المجتمع المدني لتقديم الدعم لهؤلاء الاطفال المهجرين.. فهل ستتحرك وزارة التربية العراقية كما هي وزارة التنمية الاردنية.. لان ذلك يحتاج الى دعم ياتي من دولة العراق صاحبة الشان الاساسي في معالجة هذا الموضوع والذي يتطلب ان تتحرك وزارة التربية العراقية للبحث عن بدائل لمساعدة هؤلاء التلاميذ لان ذلك هو مسؤولية وطنية عراقية قبل ان تكون مسؤولية الاخرين كما ان الكوادر المتواجدة من العراقيين من اساتذة الجامعات في الاردن على استعداد للعمل لمساعدة هؤلاء التلاميذ عندما تتحرك وزارة التربية والجهات الحكومية العراقية في العمل على فتح مدرسة عراقية في الاردن لاحتواء هؤلاء التلاميذ وغيرهم من المتواجدين على ارض المملكة الاردنية الهاشمية لانها مسؤولية الدولة والوطن والسلطات الحكومية لابنائها. انها دعوة للسيد وزير التربية العراقي بضرورة معالجة هذا الوضع وانتشال هؤلاء الطلبة من الحرمان في التعليم والذي يؤدي الى امراض نفسية واجتماعية.. امنيات نتمنى ان تعالج من قبل العراق قبل فوات الاوان.. ليس كما عولجت مشكلة المنحة الحكومية للنازحين والتي لم يستلم منها هؤلاء العوائل حقوقهم منها بالرغم من موافقة وزارة الهجرة والمهجرين على صرف المنحة ولكن اللجنة العليا السابقة التي تم حلها من قبل البرلمان في العراق رفضت منح هؤلاء حقوقهم في هذه المنحة فذهبت تلك الحقوق الى جيوب الفساد.. فهل سنرعوي ونقف مع ابناء واطفال العراق.. ان حكومة العراق وبرلمان العراق وشرفاء العراق مطالبين اليوم بمعالجة هذه الماسي لكي نستطيع ان نعالج جزء من مما يعانوه هؤلاء الاصلاء.