موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

الرئيسية /
روح وحياة
نشر السبت، ١٨ ديسمبر / كانون الأول ٢٠٢١
نبوءات عن السيّد المسيح

أشخين ديمرجيان :

 

تنبّأ كثير من الأنبياء في فترة لا تقلّ عن ألف سنة عن مجيء المسيح المخلّص وميلاده، وذلك بتفاصيل كثيرة لا سبيل إلى تجاهلها أو التقليل من شأنها. وهنالك نبوءات أخرى عن حياته فيما بعد، وعن معجزاته وآلامه وقيامته المجيدة، وحتّى عن مجيئه الثاني ليدين الناس. والنبوءات مع كثرتها (أكثر من ثلاثمائة نبوءة) تتمحور حول خلاص البشرية عن طريق المسيح كلمة الله وروحٌ منه. والمعجز في الأمر أنّها تكمّل بعضها البعض من غير تناقضات أو اختلافات.

 

والنبوءة وحي مُنزل من الله يكشفه لبصيرة النبي الروحانيّة، الهدف منه إعلان إرادته القدّوسة أو إصلاح الأوضاع الدينية والاجتماعية. والنبوءة الحقيقيّة لا بدّ أن تتحقّق وتتمّ، وهذا الإتمام دلالة فريدة على صدقها. كما أنّ النبوءة أنواع : إمّا أحلام أو رؤى أو تبليغ. والأنبياء مُرسلون من عند الله ويتكلّمون باسم الربّ . ويسمع النبي صوت الله في قلبه فينطق بذلك، ولا يتكلّم بصوت قلبه هو أو بأفكاره الذاتية، وإلاّ يكون نبيًّا كاذبًا .  

 

لقد وردت النبوءات عن السيّد المسيح في العهد القديم من الكتاب المقدّس.  وتحقّقت هذه النبوءات طبق الأصل على أرض الواقع بعد مئات السنين. ويبيّن لنا العهد الجديد أي الإنجيل المقدّس كيف تمّت تلك النبوءات ومتى تحقّقت. واليوم سوف نلقي الضوء على النبوءات التالية:

 

 

نبوءة أشعيا عن يوحنّا المعمدان

 

يوحنّا الذي كان ينادي بمعمودية التوبة لغفران الخطايا. وكان يخرج إليه أهل أورشالم واليهوديّة، فيعتمدون في نهر الأردن معترفين بخطاياهم.

 

النبوءة في العهد القديم (أشعيا 3:40) "صوتُ منادٍ في البرية: أعدّوا طريق الربّ، واجعلوا سُبُله في الصحراء قويمة..."

 

تحقّقت النبوءة في العهد الجديد ووردت في (متّى 3: 1- 3) "في تلك الأيام، ظهريوحنّا المعمدان يُنادي في برّيّة اليهوديّة فيقول: توبوا، قد قرب ملكوت السماوات. فهو الذي عاناه النبي أشعيا بقوله: صوتُ مُنادٍ في البرّيّة: أعدّوا طريق الربّ، واجعلوا سبله قويمة".

 

تحقّقت أيضًا في ( لوقا 4:3) وفي ( يوحنّا 1 : 23).

 

 

نبوءة ملاخي عن يوحنّا المعمدان

 

وردت في العهد القديم في (سفر ملاخىي 1:3) "هاءنذا مرسل رسولي فيُعدّ الطريق أمامي".

 

وتحقّقت النبوءة في العهد الجديد وذُكرت في (مرقس 2:1-3) "كُتِب في سفر النبي أشعيا: هاءنذا أرسل رسولي قدّامك ليُعدّ طريقك. صوتُ منادٍ ...".

 

 

نبوءة بأنّ المسيح يأتي من نسل ابراهيم

 

"وابراهيم سيصيرأمّة كبيرة مقتدرة وتتبارك به أمم الأرض كلُّها" (تكوين 18: 18). وردت أيضًا في (تكوين 12: 3 و7) وغيرها.

 

تحقّق الوعد في العهد الجديد في (أعمال الرسل 3: 25 و26): "أنتم أبناء الأنبياء والعهد الذي عقده الله لآبائكم إذ قال لإبراهيم: في نسلك تُبارَك جميع عشائر الأرض. فمن أجلكم أوّلاً أقام الله عبده وأرسله ليبارككم، فيتوب كلّ منكم عن سيئاته".

 

وفي (غلاطية 3 : 16) "فمواعد الله قد وُجّهت إلى إبراهيم و إلى نسله، ولم يقل: وإلى أنساله، كما لوكان الكلام على كثيرين، بل هناك نسل واحد الذي هو المسيح". وورد الوعد أيضًا في متى 1: 1 ولوقا 3: 34.

 

لقد أجرى الله مع إبراهيم أبو المؤمنين وعد خلاصيّ وعهد خلاص تحقّق ملؤه في السيّد المسيح.

 

خاتمة

 

الغريب في الأمر أن يتّفق أكثر من أربعين نبيًّا، عاشوا في أجيال مختلفة من الزمان، في كتابة أكثر من ثلاثمائة نبوءة عن المسيح، تمّت كلّها بحذافيرها وتحقّقت واتّفقت جميع النبوءات على نفس الموضوع. في انتظار النبوءة الأخيرة التي سوف تتحقّق في المجيء الثاني للسيّد المسيح  مع السحاب، في نهاية العالم وانقضاء الدهر. "لذلك كونوا أنتم أيضًا مستعدّين، ففي الساعة التي لا تتوقّعونها  يَأْتِي ٱبْنُ ٱلْإِنْسَانِ (يوحنّا 24: 44).