موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الإثنين، ١٥ نوفمبر / تشرين الثاني ٢٠٢١
ماذا يقول البطريرك ميشيل صبّاح في ذكرى إعلان وثيقة استقلال فلسطين؟
ماذا يقول البطريرك ميشيل صبّاح في ذكرى إعلان وثيقة استقلال فلسطين؟

بطريرك القدس للاتين السابق :

 

قال السيد المسيح: طوبى لصانعي السلام. طوبى لأنقياء القلوب فإنهم يشاهدون الله.

 

نحن في حفل استقلال. واستقلالنا ما زال صراعًا، وعلينا أن ننتزعه، بصنع السلام وبالقلوب النقية.

 

هذا العيد في الواقع هو لطلب الاستقلال، هذا عيد شعب يقول: لنا حق في الوجود، مثل كل شعوب الأرض، ولنا حق في الوجود في أرضنا وفي بيوتنا، مثل كل شعوب الأرض، ولنا حق أن نكون فيها أحرارًا وكرامًا في دولة لنا مستقلة، والقدس عاصمة.

 

نطالب الشعوب. ونطالب أنفسنا أولا. فنتساءل لماذا وصلنا إلى ما وصلنا إليه؟ لأن الذي نحن فيه أمر صعب جدًّا. نطالب أنفسنا، بالوحدة وبغيرها. ونسعى جاهدين لنستجيب لأنفسنا. ثم نوجه مطالبتنا إلى الشعوب.

 

عيد استقلالنا، هو نداء إلى الأسرة الدولية التي ترتّب القوانين بين الدول، وتسهر على السلام والعدل بينها. نداء يقول: آن الأوان لأن تطبقوا القوانين والقرارات التي اتخذتموها في قضيتنا. قررتم، فتجرأوا واعملوا. شكرا للصداقة وللمشاعر الطيبة من الدول الكثيرة التي تقف معنا. لكننا نقول: لا الصداقة ولا المشاعر الطيبة، ولا الأموال المقدمة، تحل محل العدل والسلام وكرامة شعب يطلب حريته واستقلاله.

 

ونوجه نداءنا أيضًا إلى الكنائس في العالم المهتمة بهذه الأرض لأن الله جعلها مقدسة، أرادها مكانًا له ومكانًا لأهلها. على الكنائس أن تشارك هي أيضًا في جعل هذه الأرض حقًا مسكنًا لله وللناس، فتكون لنا مسكن سلام وعدل ومساواة، وتكريم لكل إنسان فيها، للفلسطيني والإسرائيلي على السواء.

 

وفي القدس يبدأ السلام. وإن غاب عنها السلام، فمنها تنطلق الحرب. هي مدينة خلاص للبشرية. وهي مدينة خلاص لأهلها. وخلاص أهلها هو أن تكون عاصمة لشعبيها، ثم للعالم الذي يحج إليها. من دون ذلك ستبقى مدينة حرب، كما هو الحال اليوم، والأرض من حولها ستبقى مكان موت وكراهية، وليس لهذا خلقنا الله وخلق أرضنا، وباركها، بل لتكون لجميعنا وللعالم أرض سلام.

 

في القدس يلقي كل قوي سلاحه إن هو أراد أمنًا وسلامًا. يلقي القوي سلاحه ليكون قويًّا بقانون الله وسلامه وعدله، ليكون قويًّا وكبيرا بالكرامة التي جعلها الله له ولكل أخ له في البشرية.

 

اللهمّ ألهم الأقوياء ليروك فينصفوا، اللهم ألهمنا نحن بما هو واجب علينا لأنفسنا، وثبتنا في ما يجب أن نكون لأنفسنا، حتى نصنع وحدتنا وحريتنا واستقلالنا.

 

قال السيد المسيح: طوبى لصانعي السلام فإنهم أبناء الله يدعون، وطوبى لأنقياء القلوب فإنهم يشاهدون الله، ويصيرون قادرين على صنع العدل والسلام والاستقلال الذي يريدونه.