موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الخميس، ٢٣ يناير / كانون الثاني ٢٠٢٥
ذخيرة بيت العذراء وصورتها من الناصرة إلى المكسيك وأمريكا اللاتينية

حراسة الأراضي المقدسة ، ترجمة: موقع أبونا :

 

في يوم الاثنين الموافق 20 كانون الثاني 2025، احتفل حارس الأراضي المقدّسة، الأب فرانشيسكو باتون الفرنسيسكاني، بالقداس الإلهي أمام مجموعة من خمسة وثلاثين حاجًا قدموا من المكسيك، وذلك في كنيسة البشارة في مدينة الناصرة.

 

وفي نهاية الاحتفال، قدّم الحارس إلى الأخ خوسيه ألكاراز، مفوّض الأراضي المقدّسة في المكسيك، صندوقًا يحتوي على قطعة من الحجر من بيت مريم في الناصرة. هذا الصندوق الثمين، المخصّص للحج إلى المكسيك ودول أمريكا اللاتينية الأخرى، له هيكل خشبي مغطى بالصدف، صمّمه المهندس المعماري فينسينزو زوباردو، ثم صنعه مركز بيتشيريلو في بيت لحم.

 

وفي نهاية الاحتفال، بارك الأب الحارس صلبانًا خشبية صغيرة، وقدّمها كهدية للحجّاج المكسيكيين. وسيرافق الذخائر المقدّسة في رحلتها، شخص للسيدة العذراء مريم، وهو نسخة طبق الأصل من شخص العذراء الموجود في بازيليك الناصرة، وقد أنجزه الفنان سانتياغو أوكامبو هيجيتا بناءً على طلبه.

 

وفي عظته، أكد الأب باتون على الاندهاش الذي يميّز وجه مريم التي ترحّب بالله في حياتها بتواضع وإيمان. وقال: "إن الصورة التي نباركها اليوم والتي ستبدأ من هنا في هذه الرحلة إلى أمريكا اللاتينية تعبّر بشكل خاص عن اندهاش مريم وإيمانها. فهناك كل الاندهاش والإيمان البهيج في عينيها وفي وضعية ذراعيها ويديها كامرأة ترحب بابن الله في أحشائها".

 

حجّاج الرجاء

 

اتخذ الأب خوسيه قرار نقل ذخيرة الأرض المقدّسة في رحلة حج عبر المحيط في تشرين الأول الماضي. وفي وقت لا يستطيع فيه العديد من الحجاج الوصول إلى الأرض المقدسة، تساءل الأب خوسيه: "إذا لم نتمكن من الذهاب إلى الأرض المقدّسة، فلماذا لا نطلب من العذراء مريم أن تأتي إلينا؟".

 

ومن هنا جاءت فكرة عمل نسخة من شخص مريم في الناصرة، لترمز إلى السيدة العذراء التي تنطلق للقاء أبنائها. وبفضل ذخيرة البيت في الناصرة، سيتمكن جميع الحجاج من لمس قطعة صغيرة من الأرض المقدسة بأيديهم في بلدهم.

 

وبعد وصولها إلى المكسيك، سيتم نقل الشخص والذخيرة المقدسة في موكب في مدن مختلفة لمدة خمس سنوات على الأقل. ويضيف الأب خوسيه: "بما أننا في وقت مهم للكنيسة، وهو زمن اليوبيل، فقد قررنا أيضًا إعطاء العذراء مريم لقب حاجّة الرجاء. بهذه الطريقة، سنشجّع الناس على تنظيم مواكب المشاعل في مدنهم، حاملين الشخص معهم، لكي يصلوا من أجل السلام في الأرض المقدّسة وفي أمريكا اللاتينية".

من كولومبيا إلى الأرض المقدّسة

 

يتمتع الفنان سانتياغو أوكامبو، الذي أنتج هذا العمل، بعلاقة وثيقة بحراسة الأرض المقدّسة. ففي عام 2019، أنتج بالفعل شخص "المسيح المقدس الصامت"، وهو صليب وُضع في كنيسة القيامة في القدس، تخليدًا لضحايا الصراع المسلح في كولومبيا.

 

يقول سانتياغو: "هنا في أمريكا اللاتينية، نحب العذراء مريم كثيرًا، وهذا في حدّ ذاته سبب لفرح عظيم. بالإضافة إلى ذلك، بالنسبة لفنان مؤمن أيضًا وأعماله الفنيّة المكرّسة للإيمان ونمو الكنيسة، فإنّ صنع هذا الشخص هو مصدر فخر كبير".

مريم حاملة الرجاء

 

إنّ الحج الذي سيقوم به الشخص والذخيرة المقدسة مليء بالمعنى في بداية يوبيل الرجاء الذي دعا إليه البابا فرنسيس. وكما يتذكر الأخ فويتشيك بولوز، حارس دير الرهبان الفرنسيسكان في الناصرة، "فإنّ الأرض المقدّسة هي في حدّ ذاتها مكان للرجاء، وخاصة هنا في الناصرة، حيث حدثت البشارة. هنا، مع "نعم" العذراء مريم، وُلِد رجاء الخلاص للبشريّة".

 

إنّ الحج الذي ستقوم به مريم حاملة الرجاء يبدأ من كنيسة الناصرة، التي تُعَد في هذا العام المقدّس موقعًا للحج في سنة اليوبيل 2025. وفي هذه الرحلة التي تستمرّ لمدة خمس سنوات عبر المكسيك وأميركا اللاتينية، فإنّ "العذراء مريم ستحمل علامات الرجاء إلى العالم أجمع، أي يسوع في أحشائها والذي تجسّد على وجه التحديد في هذا المكان المقدّس".