موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر
قال البابا فرنسيس ذات مرة عن دري، الذي عيّنه كاردينالاً في كونسيستوار عام 2023 "كان رجلاً عظيمًا". وكثيرًا ما استشهد به البابا الأرجنتيني كمثالٍ للرحمة، متذكرًا كيف كان الراهب يقول ليسوع بعد ساعاتٍ طويلة من الاعتراف: "يا رب، سامحني على كثرة تسامحي. لكنك أنت من أعطيتني المثال السيئ!".
وُلِد الكاردينال دري في فيديراسيون، الأرجنتين، في 17 نيسان 1927، وهو من الرهبان الكبوشيين منذ عام 1945. ينحدر من عائلة متدينة للغاية، حيث دخل ثمانية من أصل تسعة أشقاء الحياة الرهبانيّة. شملت خدمته سنواتٍ قضاها مرسلاً ومرشدًا روحيًّا، متأثرًا بمثالي الأب بيو والقديس ليوبولد مانديتش.
ورغم عدم تمكنه من حضور اجتماع كونسيستوار روما لعام 2023 بسبب وضعه الصحيّ، فقد حصل على القبعة الكارديناليّة والخاتم في بوينس آيرس. وفي حديثه لوسائل الإعلام الفاتيكانية آنذاك، وصف تعيينه بأنه ليس مكافأة، بل "لفتة حنان" من البابا.
وحتى بعد حصوله على القبعة الحمراء، واصل الكاردينال دري إيقاعه اليومي في الاعتراف والصلاة. وكان يردد دائمًا: "أنا خاطئ بقدر مَن يلجأ إليّ"، مؤكدًا على الرحمة المتجذرة في التواضع الشخصي والساعات التي يقضيها في الصلاة أمام بيت القربان الأقدس.
تحدّث البابا فرنسيس علنًا عن دري في عدة مناسبات، منها كتابه "اسم الله رحمة" الصادر عام 2014، والذي نقله إلى العربيّة المركز الكاثوليكيّ للدراسات والإعلام، وخلال لقاءاته مع الكهنة والمعرّفين. وفي عام 2017، قدّم للإكليروس في روما سيرة ذاتيّة للراهب بعنوان "لا تخشَ المسامحة"، مسلطًا الضوء على مثاله في ممارسة الرحمة الرعويّة.
قال الكاردينال دري، وهو يتأمل حياته: "لا أحمل شهادات ولا ألقابًا. لكن الحياة علّمتني الكثير. ولأنني وُلدت فقيرًا جدًا، أشعر بأنني مدعوٌّ دائمًا لتقديم كلمة رحمة ومساعدة وقرب. لا ينبغي لأحد أن يغادر وهو يعتقد أنه لم يُفهم أو يُرحّب به".