موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الأربعاء، ١٩ مايو / أيار ٢٠٢١
رئيسة فوكولاري: إن لم تُطبّق العدالة وتُحترم حقوق الجميع لن يحل السلام المنشود
عمل الخير من خلال شجاعة المحبة المتأتية من الإنجيل، فيساهم في صنع عالم مختلف

فاتيكان نيوز :

 

في أعقاب النداء الذي أطلقه البابا فرنسيس بعد تلاوة صلاة "افرحي يا ملكة السماء" يوم الأحد الفائت داعيًا إلى وقف الاقتتال في الأرض المقدسة، دعت رئيسة حركة فوكولاري مارغاريت كرّام إلى الحوار واللقاء مؤكدة أنه حتى وسط الخصومة والعداوة يمكن أن يكتشف الأشخاص أنهم بشر وأخوة.

 

وفي مقابلة مع موقع فاتيكان نيوز الإلكتروني، توقفت كرام عند كلمة "ألم" في سياق حديثها عن الأوضاع التي تشهدها حاليًا الأرض المقدسة. وقالت: إن ما يجري حاليًا في الأرض المقدسة يولد لديها ألمًا كبيرًا جدًا، ليس فقط لأن هذه الأرض هي مسقط رأسها، بل لأنها عاشت هناك وهي تعرف السكان المحليين، أكان الفلسطينيين في غزة أم الإسرائيليين، والمؤلم أن الأوضاع تزداد تأزمًا يومًا بعد يوم.

 

وقالت: إنّ كلمات البابا فرنسيس تركت لديها أثرًا عميقًا خصوصًا وأنها تعلم أن من يدفع الثمن الأكبر هم الأشخاص الأبرياء، لاسيما الأطفال، فالأسر التي فقدت أحد أفرادها تعيش في أوضاع مأساوية، كما أن مستقبل الأطفال قاتم جدًا، وليس لديهم أي أمل عندما ينظرون إلى مستقبل ينعمون فيه بالحرية والأمن. وأكدت أنه طالما لم تُطبق العدالة ولم تُحترم حقوق الجميع لن يحل السلام المنشود. وتساءلت: ما هو المستقبل الذي يمكن أن نبنيه بدون أطفال أو إذا تعرض هؤلاء الصغار لصدمة نفسية بسبب ما يجري؟

 

ولم تخلُ كلمة رئيسة حركة فوكولاري من الإشارة إلى وجود أشخاص، من الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني، يريدون السلام، وقد نظم هؤلاء تظاهرات في الشوارع، جنبًا إلى جنب، للمطالبة بالسلام. كما أن هناك أشخاصًا إسرائيليين وفلسطينيين ملتزمين منذ سنوات في تنظيم حوار بين الأديان، بهدف تعزيز التعارف المتبادل والصداقة، ومن أجل التصدي للجهل الذي يولّد الخوف، والخوف بدوره يولّد صدامًا أكبر. وعبّرت كرام عن أملها بأن يعيش الشعبان في إطار الحوار والصداقة المتبادلة.

 

وقالت إن ما يؤلمها هو الاقتتال في حيفا، مسقط رأسها، فضلا عما يجري في قطاع غزة حيث يوجد العديد من الأشخاص الذين تعرفهم رئيسة فوكولاري. ولفتت إلى أن حيفا كانت في السابق مدينة نموذجية فيما يتعلق بالتعايش السلمي في البلاد. وأضافت: لقد قضينا على سنوات من السلام والتعايش بين الشعبين، لأن هناك من ترك الحقد والعنف يسودان لدى الطرفين.

 

أضافت: ينبغي أن نشعر بأننا شعب واحد يريد أن يعيش الأخوّة، مذكرة بأن كل شخص يتمتع بالحق في الحياة وفي أن يكون حرًا وفي الانتماء إلى وطن يعيش فيه بسلام مع الآخرين. وأشارت إلى أن هذه هي المبادئ التي علّمتها كيارا لوبيك التي شجعت أعضاء الحركة على أن يشعروا بآلام ومعاناة الآخرين.

 

وأوضحت رئيسة فوكولاري في ختام حديثها لموقع فاتيكان نيوز، أنّه "من السهل أن نحب من يحبّوننا، لكن محبة من يسيئون إلينا تتطلب شجاعة. وهذا يحتاج إلى ارتداد ذهن الإنسان وقلبه ليدرك أنه إذا عامل الأشرار بالمثل فهو يساهم في صنع الشر، أما عَمَلُ الخير من خلال شجاعة المحبة المتأتية من الإنجيل فيساهم في صنع عالم مختلف".