موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر
المعرفة أساسية لتطوير الحياة وإن شئنا لمعرفة ماهية وجودنا... والمثقّف غير المتعلّم والعبقري يختلف عنهما تماماً. لكلّ من هؤلاء انعكاساته الفكريّة ويقدّم لنا آراء ووجهات نظر، وأحيانًا أخرى يُتحفنا بمهامّ صعبة وإنجازات لا تقدّر بثمن أو التطوير في بعض الميادين، أضف إلى ذلك الحلول المستعصية لمشاكل معيّنة. كما أنّه يدافع عن القيم بشكل حضاري ويواجه العيوب في المجتمع بلا تردّد...
والعبقرية في علم النفس مواهب تمكّن صاحبها من التفوّق ويقصد بها النبوغ، وينبغي أن يكون حاصل ذكاء الإنسان 140 فما فوق، كي يستحق لقب العبقري حسبما أكّده عالم النفس الأميركي لويس تيرمان.
المعنى الثاني للعبقرية والأكثر شيوعًا يعني تمتّع المرء بقدر من الذكاء عالٍ يساعده على تحقيق منجزات عمليّة باهرة في حقل من الحقول، وتكمن عناصر العبقرية بهذا المعنى في الأصالة، والإبداع، والقدرة على التفكير والعمل في مجالات جديدة لم تستكشف من قبل. وهذا المعنى يكمّل المعنى الأوّل وقد أكّده السير فرنسيس غولتون البريطاني.
وقد حاول كثير من الباحثين تفسير العبقرية. فزعم بعضهم أن العباقرة ينتمون إلى نوع نفساني بيولوجي مستقل يختلف في عملياته الذهنية والانفعالية عن الإنسان العادي كما يختلف الإنسان عن القرد. وقد ذهب السيرغولتون سالف الذكر، الذي كان أوّل من درس العبقرية دراسة نظامية، إلى القول بأنها حصيلة خصال ثلاث هي الذكاء والحماسة والقدرة على العمل، وحاول أن يثبت أنها ظاهرة وراثية مستمرة في بعض الأسر. والإجماع لدى غالبية علماء النفس اليوم أن "العبقرية حصيلة الوراثة والعوامل البيئية مجتمعة.
يُقال فلان عبقري فائق الذَّكاء، متفوّق، مبرَّز، نادرة زمانه، نابغة، يأتي بالعجب في عمله الخ... إنّ الوزنات التي وهبنا الله لا تُعدّ ولا تُحصى ومنها العبقرية وحواسنا الخمس ومشاعرنا وعواطفنا وأهلنا ومعارفنا وأموالنا ووطننا وأهمّ وزنة هي الإيمان والبركات والنعم التي يُمطرها تعالى علينا.
خاتمة
يعود أصل الكلمة إلى اعتقاد العرب القديم بوجود الجن الذي يوحي بالشعر إلى صاحبه. حيث جعلوا لكل شاعر كبير جنّيّاً يوحي إليه بالشعر. وكانوا يظنون أن هؤلاء الجن يسكنون في واد عبقر (وهو موضع في الجزيرة العربية) وينسبون إلى الجن كل عجيب وعمل خارق جيّد.
والغريب في الأمر أنّ العلماء والعباقرة يفتقرون في معظم الأوقات إلى الفراسة في تمييز الصادق من الكاذب، والمخلص من المرائي. ولله في خلقه شؤون!