موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر
أقف اليوم ورُغم ما أرى من صراعِ والم وعُنف ورُغم ما أرى من بطشِ وقتلِ وتدمير، أؤكد "ايماني" وصية إلهية سماوية "تُحبُ قريبك كنفسك" هذه هي الوصية الثانية والعظمة، بعد ان تُحب الهك من كل قلبك ومن كل نفسك وفكرك. والثانية أيضًا: تحب قريبك. ومن هو قريبي؟ سأل الرب يسوع المسيح الذي صنع ويصنع ويستمر في صنع الرحمة. الرحمة والتحنن وليس الحرب. لم استطع تجاوز هذه الكلمات، وفكرت وبدلاً من افقد سلامي وايماني ومحبتي علي أن انادي بالمحبة والسلام والوئام والايمان، وانشرها وانشر الصلاح والخير - الإيمان اقوى من الحرب. يقول لي اليوم القديس بولس بَلْ كَمَا "اسْتُحْسِنَّا مِنَ اللهِ أَنْ نُؤْتَمَنَ عَلَى الإِنْجِيلِ، هكَذَا نَتَكَلَّمُ، لاَ كَأَنَّنَا نُرْضِي النَّاسَ بَلِ اللهَ الَّذِي يَخْتَبِرُ قُلُوبَنَا" (1 تسالونيكي 2: 4) وانا لي ولإيماني والمؤمنين لا اريد ان اتعود لغة الحرب والقتل والتمييز العُنصري والابادة الجماعية والتدمير والتسلح والكراهية والمُحاباة.
اريد ان احيي لغُة السلام والمصالحة والمحبة. اريد ان أتغنى بما تعلمت في صغري وانشد كمؤمن في بلادي. سأغني واعلم: "بلاد العرب اوطاني من الشام لبغدان، ومن نجدن الى يمن الى مصر فتطوان... سنعود يوماً وشوارع القدس القديمة".
لا اريد ان اناشد اخوتي، العرب اريد ان يهموا هم بنخوتهم وعزتهم وعزة انفسهم لدعم اشقائنا، اي لدعم الانسان الملكوم والمتألم... ولجميع الثكالى.
نريد ان ننصر اخوتنا (مظلومين اليوم) نريد ان ندعم وننصر أهلنا في فلسطين وفي غزة وفي لبنان.
اليوم نناشدُ الجميع بعد استنكارنا لجميع اشكال العنف الذي يقعُ على أهلنا.
لنقول: ان الحرب هي العاصفة الي لا هوادة فيها، تترك في اعقابها ندوباً في الأرض وفي قلوب الذي يعانون من غصتها. الا انّ اسوأ ما قد يحدث هو أن يغدو المشهد مألوفا فنقبله.
لذلك اليوم أنادي، فلننهِ هذه الحرب والانتهاك الصارخ لحقوق الانسان والقانون الدولي الإنساني... لنوقف اعمال العنف واستهداف المدنيين والابرياء في غزة وفلسطين لنصرخ للحق لكي يتحقق.
لندع لوقف فوري للحرب على غزة، ومن غزة لننادي لكل من له اذان للسمع فليسمع: ننادي الدعم الكامل الإنساني من اجل الانسان: من غذاء ودواء ووقود.
لننادِ من اجل إبقاء اهل الأرض في بيتهم... وعد تهجير الشعب.
لننادِ لشفاء ألمنكسري القلوب والمأسورين بالإطلاق وللعمى بالبصر ولإرسال المنسحقين في الحرية (لوقا 4 : 18).
دعونا نصرخ معًا، ليُسمع صوتنا وان كان خافتنا، ولكن ليكن هذا الصوت صوت حق ونحن ندعو للسلام والوئام وتحقيق العدل لجميع الأطراف.
اخوتي واخواتي، سمعنا ونسمع وفي كل مقابلة هل تدين وتدين؟ وسأقول نعم اذا اردتم ان نُدين فلندن...
وأنا سأدين
أدين العُنف بكل اشكاله
أدين القتل أدين الحرب والبطش
أدين الظُلم وأضيء شمعه لكي لا العن الظلام
أدين كل من يصنع السلاح
وأدين كل من يحمل السلاح بغير حق
أدين كل من لا يسعى للمصالحة والحوار وصنع السلام
أدين من يحمل السلاح ويستخدمهُ على من لا يحمل السلاح وعلى المدنيين الابرياء
او من يحمل السلاح باسم الدولة وباسم العدل
ويقتل الطفل والشيخ والمرأة والمريض والمُسالم والصحفي والطبيب والعاملين بالإغاثة والممرضين والممرضات وادين كل من يقطع شجره ويهدم منزل
وسأدُين كل من يهدم
* كنيسة
* ومسجد
* وملجأ ومأوى
* ومدرسة
اذا اردتم ان ادين؛ سادين من لا يصنع السلام ولا يسعى في اثره ولا يريد ان يعرف الحق ومن يُحابي بالعدل ومن يكيل بمكيالين
أدُين ولا اكُفر الاخرين
أدين كل انسان لا يعرف معنى الإنسانية
وادعو الى الحوار
والمصالحة
والمغفرة
والعيش بوئام
ونبذ الحقد
ان الحرب مثل العاصفة تختبر قدرة الروح البشرية على الصمود ولكن من بين الأنقاض يمكن ان تنبت بذور الرأفة...
في سطور الزمن حكايات الحرب محفورة بحبر المعاناة، ويتحتم علينا ان نقف كشهود ليس فقط للدمار ولكن للروح التي لا تقهر التي تنهض من الرماد. وان ارثنا من ويلات الحرب هو ما يطلب ومن عالمنا ان نكون مهندسين للسلام بناة للجسور.
القديس توما الاكويني يقول: "لا يوجد ألم على الأرض لا تستطيع السماء شفاءه".
وفيما نبحر في التضاريس الخبيثة للصراع فلترشدنا رهبة الحرب الى الدبلوماسية والتفاهم والسعي الى أرضية مشتركة، انه يا اخوتي نداءٌ من اجل إسكات طبول الحرب، وترك سيمفونية السلام تتأرجح عبر وديان الخلاف...
يا شعب الله المؤمنين المسيحيين والمسلمين واليهود، هلم نبني، هلم نبني اوطاننا وابناءنا، هلم نعلم ونحمي أطفالنا والشيوخ والنساء لا ان نقتلهم جسدا وروحاً وعزيمه. يكفينا شرٌ للإنسانية أيها الانسان، يكفينا محاباةٌ وكيل بمكيالين، ويكفينا ان نضع الانسان بدلا من ان يكون اغلى ما نملك ان يمسى ارخص ما يملك العالم.
ليكن السلام التعبير البليغ المكتوب بالحبر الملوث، بدموع المصالحة لانه في تألق الحرب. توجد أيةٌ غير مكتوبه/آيةٌ تدعونا الى تسجيل سرد للوئام و الوحدة على ورق وجودنا.
"سلامي اترك لكم سلامي اعطيكم ليس كما يعطي العالم اعطيكم انا". هذا هو ايماني هذه هي رسالتي هذه هي مناشدتي وهذا ما اطلب.
سلامٌ لشرقنا الغالي وفلسطين وغزة والأردن وللعالم. آمين