فتح أرشيف الفاتيكان محفوظاته المتعلقة بحبرية البابا بيوس الثاني عشر (1939-1958) أمام العلماء والباحثين والمتخصصين، وذلك بعد مرور أكثر من 14 عامًا من التحضير لهذا الحدث الهام، والمعدّ من قبل قسم الأرشيف التاريخي التابع لأمانة سر الكرسي الرسولي للعلاقات مع الدول (ما يُعرف بوزارة الخارجية).

وبدءًا من الاثنين 2 آذار 2020، أصبح بإمكان الأكاديميين الوصول والإطلاع على حوالي 120 سلسلة وغيرها من المواد التوثيقية التي تتعلّق بتلك الفترة، والصادرة عن الأمانة العامة لدولة حاضرة الفاتيكان والمجامع الرومانية المتعدّدة ومكاتب الكوريا الرومانية، والتي تشكّل مجموعها قرابة 20 ألف وحدة أرشيفية. وقد أتيح جزء كبير من هذه المواد بشكل رقمي، بحسب ما أفاده بيان صدر من قبل أرشيف الفاتيكان الرسولي.

وجاء قرار البابا فرنسيس بالسماح بفتح أرشيف البابا بيوس الثاني عشر مبكرًا للمساعدة في توضيح النقاش الدائر حول مواقف سلفه وقت الحرب العالمية الثانية. وكان البابا فرنسيس قد أكد في 4 آذار 2019، عندما أعلن عن قراره بإتاحة الأرشيف، على أن "الكنيسة ليست خائفة من التاريخ"، آملاً أن يتم تقييم الدبلوماسية الخفية والنشطة لبيوس الثاني عشر في ضوئها المناسب.

وامتدت حبرية البابا بيوس الثاني عشر قرابة 20 عامًا، وشهدت أحداثًا مهمة في حياة الكنيسة والعالم خلال الحرب العالمية الثانية. وشهدت تلك الفترة أيضًا صدامًا بين التكتلات السياسية الشرقية والغربية، وانفتاح الكنيسة المتتالي على العالم بروح أقل مركزية وأكثر عالمية.