موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

الرئيسية /
روح وحياة
نشر الإثنين، ٢٤ نوفمبر / تشرين الثاني ٢٠٢٥
الطفل مجد برنارد من غزة يلمس قلب البابا ويقول له: إننا نتوق إلى السلام

لينا بطرس نصري مرقص ، ترجمة موقع أبونا :

 

يكفي أن تلقي نظرة واحدة لتدرك مشاعرهم وصدق محبتهم ليسوع والبابا. إنّها عائلة مسيحية بكل معنى الكلمة: عائلة أنهكتها الحرب في غزة وامتحنتها القسوة، لكنها لا تزال قادرة على الشكر والرجاء.

 

الأم، البالغة من العمر ثلاثين عامًا، أُصيبت خلال الحرب وخضعت لعمليتَين في ساقها. تقول، بينما ما تزال تتكئ على عكّازها: «كنتُ خائفة أن أفقده. لكن بفضل العلاج الذي تلقّيته هنا في إيطاليا، أصبحت أفضل حالاً». أما الأب، فرجل طيب قليل الكلام، يحمل في نظراته عمق الروح وثقل الألم الذي يرافق من فقد أحبّاء. وإلى جانبهما يقف ابنهما الصغير، مجد برنارد، البالغ من العمر أربع سنوات، بعينيه اللامعتين وبساطة طفل لا يريد سوى أن يعيش بسلام.

 

خلال المقابلة العامة مع البابا لاون الرابع عشر، يوم الأربعاء 19 تشرين الثاني 2025، تدخّلت العناية الإلهية بلمسة غير متوقعة ومؤثّرة؛ إذ تمكّن الصغير مجد من الاقتراب من البابا ومصافحته، وحصل منه على توقيع على العلم المخصّص ليوم الأطفال العالمي الثاني الذي سينعقد في روما العام المقبل.

 

بقي مجد قرب الأب الأقدس في المكان المخصّص، بتلك الطمأنينة العفويّة التي يمتلكها الأطفال وحدهم، فيما كان والداه، وقد غلبتهما المشاعر، يتمنّيان لو يُتاح لهما شكره شخصيًا. وعندما جاء دوره، تقدّم مجد نحو البابا ببراءة الأطفال، وقال له إنه يحبه ويحمله في قلبه، وإنه يصلّي من أجل السلام. كانت لحظات لامست قلوب الجميع، يصعب وصفها بالكلمات.

 

وبعد المقابلة وعبور الباب المقدّس، كانت الأم تردّد بعينين مغرورقتين بالدموع: «يشبه يوم زفافي… بل ربما أجمل».

 

وأرادت العائلة أن تشارك أيضًا هذه الكلمات التي تختصر ما عاشته في قلبها:

 

«نرغب في أن نشارككم عمق المشاعر التي اختبرناها خلال زيارتنا للبابا لاون وللفاتيكان. كان الأمر أشبه بحلم يتحقّق؛ عشنا لحظات مملوءة بالروحانية والسكينة والسلام الداخلي. كان يومًا من أجمل أيام حياتنا، نعمة ستبقى محفورة في قلوبنا إلى الأبد. حتى مجد كان في غاية السعادة؛ بالنسبة له كانت تجربة رائعة ولا تُنسى. وعندما تحدّث مجد إلى البابا، قال له بحماس إننا نتوق إلى السلام وإننا نحبه بكل قلوبنا. كما طلب منه أن يوقّع علم اليوم العالمي للأطفال، وهي لفتة بسيطة لكنها عميقة المعنى، سنحفظها دائمًا بامتنان عميق».

 

لا مكان للمرارة في كلماتهم، بل للشكر وحده: شكر لله، ولمن رافقهم، وللحياة التي يأملون أن تزهر أخيرًا بالسلام.

 

إنها عائلة تُنبت الرجاء حتى من قلب المعاناة.