موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر
في اليوم الرابع من زيارته إلى البرتغال بمناسبة اليوم العالميّ للشبيبة السابع والثلاثين، قام البابا فرنسيس، صباح اليوم السبت 5 آب 2023، بزيارة إلى مزار السيّدة العذراء في فاطيما، حيث رفع صلاة المسبحة الورديّة في كابيلا الظهورات، مع المرضى الشباب والمساجين، من أجل السلام.
وفي ختام الصلاة ألقى قداسته كلمة عفويّة قال فيها:
لقد تلونا صلاة المسبحة الوردية، وهي صلاة جميلة وحيوية، حيوية لأنها تضعنا في تواصل مع حياة يسوع ومريم. وتأملنا في أسرار الفرح التي تذكرنا بأن الكنيسة لا يمكنها إلا أن تكون بيت الفرح. إن الكابلة التي نحن فيها هي صورة جميلة للكنيسة: مضيافة وبدون أبواب، إنّ الكنيسة ليس لها أبواب، لكي يتمكن الجميع من الدخول. وهنا يمكننا أيضًا يمكننا أن نُصرّ على أنه يمكن للجميع أن يدخلوا، لأن هذا هو بيت الأم، وقلب الأم مفتوح دائمًا لجميع أبنائها، للجميع بدون استبعاد أحد.
نحن هنا تحت نظرها الوالدي، نحن هنا ككنيسة، كنيسة أم. والحج بالتحديد هو سمتها المريمية، لأن مريم هي أول من قام بحج بعد أن نالت البشرى بيسوع. فما إن اكتشفت حمل نسيبتها التي كانت مُسنّة، خرجت راكضة إليها. إنها ترجمة فضفاضة نوعًا ما، لكن الإنجيل يقول، "مضت مسرعة"، لكن باللغة المحكية نحن نقول خرجت راكضة لكي تساعد وتكون حاضرة. هناك الكثير من الأدعية لمريم، ولكن هناك دعاء آخر يمكننا أن نقول إذ نفكر فيها كالعذراء التي تنطلق مسرعة، في كل مرة تحدث مشكلة ما، في كل مرة ندعوها فيها، هي لا تتأخر بل تأتي مُسرعة إنها "العذراء المسرعة"، هل يعجبكم ذلك؟ لنقل ذلك معًا: سيدتنا مريم العذراء المسرعة، التي تسرع لكي تكون بقربنا، والتي تسرع لأنها أم. وهكذا رافقت حياة يسوع، ولم تختبئ بعد القيامة، بل رافقت التلاميذ، في انتظار الروح القدس، ورافقت الكنيسة التي بدأت تنمو بعد العنصرة. إنَّها سيدتنا مريم العذراء المسرعة وسيّدتنا العذراء مريم التي ترافق! لم تكن أبدًا رائدة! وتصرف مريم الأم التي تستقبل هو مزدوج، أولاً تقبل يسوع ومن ثمَّ تدلُّ إليه. إنَّ مريم في حياتها لم تفعل شيئًا سوى أن تدلنا إلى يسوع. "افعلوا ما يقوله لكم"، اتبعوا يسوع، هاذان هما تصرفا مريم، لنفكر في ذلك جيّدًا، هي تقبلنا جميعًا، وتدلنا إلى يسوع، وتقوم بذلك بسرعة.
إنّ سيدتنا مريم العذراء المسرعة تقبلنا جميعًا وتدلنا إلى يسوع؛ وفي كلِّ مرة نأتي فيها إلى هنا لنتذكّر ذلك: إن مريم حاضرة هنا بشكل مميّز لكي ينفتح عدم إيمان الكثير من القلوب على يسوع، وبحضورها هي تدلنا إلى يسوع دائمًا. واليوم هي حاضرة هنا بيننا، إنها دائمًا بيننا، ولكنني اليوم شعرت بأنها أقرب بكثير. أيها الأصدقاء، إن يسوع يحبنا لدرجة أنه يتماهى معنا، ويطلب منا أن نتعاون معه، ومريم تدلنا إلى ما يطلبه يسوع منا، أي أن نسير في الحياة، ونتعاون معه. أريد أن ننظر اليوم إلى صورة مريم، ونفكر كلٌّ منا بماذا تقول لي مريم كأم، وما الذي تدلني إليه بإصبعها؟ هي تدلنا إلى يسوع، ولكنها تدلنا أحيانًا أيضًا إلى شيء لا يعمل جيدًا في قلبنا. لنسألها إذن: يا أمي ما الذي تدليني إليه؟ لنأخذ وقفة صمت وليسأل كل واحد منا العذراء في قلبه: "يا أمي وما الذي تدليني إليه؟ ما الذي يقلقُكِ في حياتي؟ ما الذي تتأثرين به في حياتي؟ ما الذي يثير اهتمامك في حياتي؟ وأنت تدُلِّين إليه". وعندها ستشير إلى قلوبنا لكي يأتي إليها يسوع، وبالتالي تمامًا كما تدلنا إلى يسوع، هي تدل يسوع إلى قلب كل واحد منا.
أيها الإخوة الأعزاء، لنشعر اليوم بحضور مريم الأم، الأم التي ستقول دائمًا "افعلوا ما يقوله لكم يسوع"، هي تدلُّنا إلى يسوع، ولكن الأم تقول ليسوع أيضًا: "افعل ما يطلبونه منك". هذه هي مريم. هذه هي أمنا، سيدتنا التي تُسرع لكي تكون قريبة منا. لتباركنا جميعًا، آمين.