موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

الرئيسية /
روح وحياة
نشر الجمعة، ٢٥ مارس / آذار ٢٠٢٢
الأب بشير بدر يكتب في عيد البشارة: لا تخافوا، لا شيء مستحيل لدى الله!
الأب بشير بدر، كاهن رعيّة قلب يسوع الأقدس للاتين في ناعور - الأردن

الأب بشير بدر، كاهن رعيّة قلب يسوع الأقدس للاتين في ناعور - الأردن

الأب بشير بدر :

 

في كتابه عن طفولة يسوع، يذكر البابا بندكتس أحد التفاصيل القويّة في إنجيل البشارة، وهو أمر مذهل: إنها "وِحدة مريم العذراء". كتب البابا: "من المهم التركيز على الآية الأخيرة من رواية البشارة التي يختتمها القديس لوقا: ’وانصرف الملاك من عندها‘".

 

إن الساعة العظيمة للقاء مريم العذراء مع الملاك جبرائيل المرسل من الله -والتي تغيرت فيها حياتها كلها- تأتي إلى نهاية، وتبقى هناك وحيدة، بمهمة تفوق حقًا كل القدرات البشرية. إنها صورة مؤلمة: فتاة تحمل عبء التاريخ ومصير البشر على أكتافها النحيلة، وفيما تستعد لتغيير العالم، لا بدَّ أنها شعرت بالخوف... والوحدة!

 

ولكن في الفصل الثاني، يذكر الإنجيلي لوقا مرتين كيف استوعبت مريم ما تعيشه وكيف استجابت له. يكتب ببساطة أن مريم "كانت تحفظ هذه الأمور وتتأمل بها في قلبها". إذًا، فمريم التي تركها الملاك وحدها، لم تكن أبدًا وحيدة حقًا على الإطلاق. فالملاك أعلن لها "السلام عليك (افرحي) يا مريم، الرب معك".

 

"الرب معك"!.. كم مرة أعطتها هذه الكلمات القوة والأمل.

 

فإلى كل من قد يشعر بالوحدة أو بالعزلة، إلى كل من قد يشعر بالعجز أو اليأس، لأولئك الذين قد يكونوا قلقين أو متروكين أو خائفين بشأن شؤون الحياة والعائلة والمستقبل... تذكروا مريم العذراء ومثالها، واذكروا كلمات البشير العلوي لها: "لا تخافي، لا شيء مستحيل لدى الله".

 

في هذا الزمان الصعب، لا شك أن مريم "سيدة البشارة" تحنو علينا بقلبها الأمومي وتجعل من كلمات الملاك لها، رسالتها لنا في هذا العيد.

 

عيدًا مباركًا لجميعكم