يُعتبر عيد البشارة نقطة تحوّل في التاريخ. فعندما قالت عذراء الناصرة "نعم" لبشارة الملاك المرسل، حُبل بيسوع في حشاها الطاهر، وبدأ معه عهد جديد من التاريخ سيكتمل في سر الموت والقيامة باعتباره "العهد الجديد الأبدي".

وفيما نشكر الله شكرًا خاصًا على هبة الخلاص التي منحها المسيح للعالم بتجسده: "الكلمة صار جسدًا"، نود التذكير بما كان يقوله البابا القديس يوحنا بولس الثاني:" من خلال التأمل في هذا السر، يستطيع جميع المؤمنين أن يستمدوا طاقة روحية متجددة لإعلان المسيح، خلاصنا الوحيد، والشهادة له باستمرار، ولخدمة "إنجيل الحياة" الذي أوكله إلينا بأمانة.

خدمة "إنجيل الحياة"، ذكرتني بها عشية عيد البشارة، الدكتورة آمال الشماس المحاضرة في دورات الخطاب عندما نبهت الشباب والشابات من خطر الوقوع في "عمليات الإجهاض". وتذكرتُ عندها ذلك الموقع الإلكتروني المرعب الذي يحسب عدد الإجهاضات المرتكبة في كل لحظة على مدى ثواني كل عام.

نبّه القديس يوحنا بولس الثاني لضرورة احترام الحياة في كل مراحلها: "في مواجهة ثقافة الموت والهجمات المتزايدة على الحياة البشرية، للأسف، دعونا لا نتردد أبدًا في الدفاع عنها في كل مرحلة، من لحظة الحمل الأولى إلى نهايتها الطبيعية. لتشهد البشرية ربيعًا جديدًا من الحياة، مع احترام وقبول كل إنسان، الذي تشرق على وجهه صورة المسيح"! (من رسالة البابا يوحنا بولس الثاني في 25 آذار 2001).