موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

الرئيسية /
روح وحياة
نشر الإثنين، ٢٩ يونيو / حزيران ٢٠٢٠
29 حزيران: القديسان بطرس وبولس الرسولان الشهيدان
فسيفساء جميلة تغطي واجهة كنيسة القديس بولس خارج الأسوار البابويّة في روما، وفيها يظهر في المنتصف السيد المسيح "المعلم"، والقديس بطرس (يسار) والقديس بولس

فسيفساء جميلة تغطي واجهة كنيسة القديس بولس خارج الأسوار البابويّة في روما، وفيها يظهر في المنتصف السيد المسيح "المعلم"، والقديس بطرس (يسار) والقديس بولس

الأب بشير بدر - روما :

 

إن عيد القديسين بطرس وبولس هو واحد من أقدم احتفالات السنة الليتورجية.

 

وبناءً على الروايات التاريخية والتقاليد المسيحية يبدو أن القديس بطرس قد استشهد "مصلوبًا" حوالى العام 64 للميلاد على تلّة Vaticanus وهي إحدى التلال السبعة لمدينة روما القديمة ومنها جاء اسم الفاتيكان حيث بُنيت الكنيسة على اسمه "القديس بطرس". ببنما استشهد القديس بولس بقطع رأسه في العام 67 في المنطقة التي تسمى الينابيع الثلاثة خارج أسوار المدينة.

 

بالرغم من تاريخية حقيقة الاستشهاد ومكانها للقديسين الرسولين مع أعداد كبيرة من المسيحيين (حيث يذكر المؤرخ الوثني تاسيتوس - Tacitus، أن "عددًا كبيرًا" من المسيحيين لقوا حتفهم في الاضطهاد بعد الحريق الكبير في روما على عهد الامبراطور نيرون).

 

ولكن يوم 29 حزيران لم يكن تاريخ استشهادهما، بل يبدو أنه كان "تعميدًا" لذكرى رومانية سابقة تحتفي بشخصيتي رومولوس وريموس، "المؤسسان الأسطوريان" للمدينة الخالدة. وبذلك اعتبار للقديسين الكبيرين بطرس وبولس ودورهما في "تأسيس وبناء" روما المسيحية. وتشير العديد من الترانيم القديمة على اعتبارهما "عمودَي الكنيسة" و"والدَي روما" بالكلمة والدم أي بالتبشير وبالاستشهاد. ومنذ ذلك الزمان وروما "كنيسة ومدينة" تعيش تاريخًا مزدحمًا بالأحداث والأشخاص وغنىً روحيا وثقافيًا.

 

وجرت العادة بالاحتفال بهذا اليوم الخاص بطريقة مميزة، إذ تشارك وفود الكنائس الشقيقة مع السلطات المدنية في القداس الاحتفالي وتقديم التهاني لخليفة القديس بطرس "قداسة البابا". هذا العام سيكون الاحتفال ضيقًا... ولكن ذكرى القديسين الشهيدين وإرثهم سيبقى دافعًا للثبات في الرسالة والشهادة المسيحية للخير والحب والخلاص.

 

فلنطلب شفاعتيهما للكنيسة وللعالم وبخاصة لكل من يحمل اسميهما: بطرس، بيتر، وبيير... وبولس وبول وباولو.