موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر
في رسالة إلى البابا لاون الرابع عشر، بمناسبة عيد القديسين بطرس وبولس، شفيعي كنيسة روما، أشاد البطريرك المسكوني برثلماوس، بطريرك القسطنطينية، بالتقدّم المحرز في استعادة الشركة الكاملة بين الكنيسة الكاثوليكيّة والكنائس الأرثوذكسيّة.
وكتب البطريرك المسكوني: "ما زلنا نذرف الدموع على رحيل سلفكم، البابا فرنسيس، الذي شاركناه الكثير، وفي الوقت عينه نتطلّع إلى خدمتكم الجديدة، يا صاحب القداسة، برجاء وأمل". وأضاف: "بنعمة الله، لقد تمّ إنجاز الكثير، فيما نسير بتواضع معًا على درب الحوار نحو ملء الوحدة" لافتًا إلى أنّ "تبادل التهاني في أعياد شفيعي كنيستينا هو علامة ملموسة لهذا الحوار العملي: حوار المحبة، والحق، والسلام".
أضاف: "لقد دفأت قلوبنا عندما علمنا بشعاركم المستمدّ من الأب الكبير للكنيسة، القديس أوغسطينوس، العزيز عليكم وعلينا: ’نحن واحد في المسيح الواحد‘. إنّنا نستقبل هذا الشعار كدليل ثمين على تعطش قداستكم للوحدة المسيحيّة، المبنيّة على رؤية آبائيّة عميقة للكنيسة، تنبعث من نبع العهد الجديد نفسه، وخاصة من كتابات الرسول بولس الذي نُخلّد ذكراه اليوم بفرح كبيرة".
وبعد أن استشهد البطريرك المسكوني بكتابات القديس أغسطينوس، تابع رسالته بالقول: "يا صاحب القداسة، أيها الأخ الحبيب لاون، نحن في خضمّ الاحتفال بمرور 1700 عامًا على انعقاد المجمع المسكوني الأوّل الذي عقد في نيقية عام 325، وهو وقت مناسب لنقف معًا من أجل ’الإيمان الذي سُلِّم للقدّيسين مرة واحدة وإلى الأبد‘ (يهوذا 3)".
أضاف: "إنّ الإيمان الذي أُعلن في نيقية هو إيمان بطرس وبولس، وإيمان المجامع المسكونية اللاحقة، وإيمان كنيسة الله جمعاء. ونتذكّر في هذه المناسبة المنيرة، الحدث الشهير الذي وقع خلال المجمع المسكوني الرابع الذي عُقد في خلقيدونية عام 451، عندما استمع آباء المجمع إلى "الرسالة العقائديّة" التي وضعها سلفكم الخالد، القديس لاون الكبير، فهتفوا بصوت واحد: ’لقد تكلّم بطرس على لسان لاون!‘".
وخلص البطريرك المسكوني في رسالته إلى القول: في هذا الزمن المأساوي، زمن "الحروب وشائعات الحروب" (متى 24، 6)، زمن الأزمة البيئيّة، والاضطراب الدينيّ، والقلق المتفشي، ندعو بحرارة أن تكون خدمة قداستكم، في سعينا المشترك لإعلان إيمان نيقية الخلاصي، الذي هو الإيمان المسيحي عينه، مُلهمة ومُحفّزة دائمًا بنفس الروح الذي حرّك سلفكم وشفيعكم في السماء. وإذ تتجلّى ثمار الروح القدس من خلال شخصكم، فليتردّد صدى هتاف الماضي بفرح: ’لقد تكلّم بطرس على لسان لاون!‘".