موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

الرئيسية /
روح وحياة
نشر الخميس، ٢٢ يوليو / تموز ٢٠٢١
22 تموز: القديسان فيليب ايفانز وجون لويد، الشهيدان

إعداد الأب وليم عبدالمسيح سعيد الفرنسيسكاني :

 

ولد القديس جون في بريكون بإسبانيا، وتلقى تعليمه أولاً في غينت، وبعد إتمام دراساته الفلسفية واللاهوتية، سيم كاهنًا في 7 حزيران عام 1653. وتم إرساله على الفور إلى البعثات الإنجليزية فبدا رسالته في 17 نيسان 1654. واستقرّ في مدينة ويلز حيث استمر مدة خمسة وعشرين عامًا في نشاطه التبشيري، وكان على مثاله معلمه يسوع المسيح لا يكل ولا يمل من نشاطه ورسالته المسيحية.

 

ولد والأب فيليب إفانز في مونماوتشاير ببلاد الويلز سنة 1645، وانضم الى الرهبنة اليسوعية وهو في العشرين من عمره ودرس اللاهوت في لييج وسيم كاهنًا سنة 1675 وعاد إلى بلاده سرًا ليعمل في خدمة الكنيسة المضطهدة. كان كاهنًا مرحًا يجيد العزف على الجيتار ولعب التنس. وصارت له شعبية كبيرة وكان المؤمنون ينالون منه تعزيات عظيمة حين يعظهم ويشدد عزائهم ليصمدوا في وجه الاضطهاد، وكان ينتقل بين المدن والقرى في الصيف والشتاء ولا يهاب قساوة الطقس أو مراقبة رجال الأمن المشددة في البحث عن الكهنة.

 

في شهر أيلول 1678 كشفت الشرطة اللندية مؤامرة حاكها بعض الكاثوليك المتهورين لاغتيال الملك حين يجتمع مع البرلمان. وهبت الشرطة تبحث في بلاد الويلز عن الكهنة الكاثوليك. حتى عثر على الأب فيليب إفانز اليسوعي، والأب جون لوند وطلبوا منهم أن يقسموا بأنهم يؤمنون بسلطة الملك الدينية فرفضوا وقادوهم إلى السجن وأمضوا ثلاثة أسابيع في زنزانة تحت الأرض رطبة، ثم نقلوا إلى سجن عادي، ومكث السجينان خمسة أشهر بدون محاكمة لعدم وجود دليل يثبت أنهما كاهنان، وأخيرًا عثر القضاة على امرأة وابنتها، كانتا كاثوليكيتين وارتدتا وأناس آخرين، فشهدوا أنهما حضروا قداسات لهم وتناولوا من القربان المقدس من يديهم. وحين واجهت المحكمة المتهمان بكلام الشهود لم يقلوا شيئًا. فثبتت المحكمة على كلاهما تهمة الخيانة العظمى وحكمت عليهم بالإعدام شنقًا، فأخبرهم حارس السجن أنه في الغد يتم إعدامهم فبدوا يرتلون تراتيل الفرح والشكر لله لأنه أختارهم ليكونوا من شهدائه. وانتشر خبر الإعدام بين الشعب بسرعة البرق. فوفدت الجموع من جميع المدن والقرى لترى الكاهنان وتودعهما الوداع الأخير. وفي الساحة العامة يوم 22 تمموز 1679 نزل من العربة رجلان يلبسان الثوب الكهنوتي وصاحا بأعلى صوتهما: "أهلاً بك أيها الصليب الطيب العذب".

 

وقف الأب إفانز ونظر الى الشعب وقال: لا أحتاج إلى أن أخبركم لماذا سجنا، ولا لماذا حكم علينا بالإعدام فالمحكمة ترانا مجرمين في الدين والضمير... تعرفون أن الانسان لا يقول إلا الحقيقة في ساعة موته. لذلك آمل ألا يشك أحد في ما أقوله. إن كان لدي أعداء في هذا العالم، ولا أذكر أن لي أعداء فإنني أسامحهم من كل قلبي على جميع ما قالوه أو فعلوه ضدي. وإن أسات إلى أحد فإنني أتوسل إليه أن يسامحني".

 

وصعد الكاهنان إلى منصة الإعدام وهم يصليان وعلامات السعادة عليهم وقالوا في يديك يا رب استودع روحي. وصعدت روحهما الطاهرة إلى السماء وكانتا في استقبالهم الملائكة السماويين. وأعلنهم البابا بيوس الحادي عشر الأب جون لويد والأب فيليب إفانز طوباويين يوم 15 كانون الأول 1929. فيما أعلنهما البابا بولس السادس قديسين يوم 25 تشرين الأول 1970. فلتكن صلاتهم معنا.