موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

الرئيسية /
روح وحياة
نشر الإثنين، ١٨ أكتوبر / تشرين الأول ٢٠٢١
18 تشرين الأول: القديس لوقا، الإنجيلي

إعـداد الأب وليم عبدالمسيح سعيـد الفرنسيسكانـي :

 

ولد القديس لوقا في أسرة يونانية في مدينة أنطاكية السورية، وكان يتمتع بجانب كبير من الثقافة الهيلينية. وكان طبيبًا، كما يُستدل من رسالة القديس بولس إلى أهل كولسي، إذ يقول: "يسلِّم عليكم لوقا الطبيب الحبيب". وقد آمن لوقا بالمسيح على يد التلاميذ الذين جاؤوا من أورشليم إلى أنطاكية، مبشرين بالانجيل، وتتلمذ لبولس الرسول ورافقه في أسفاره وعاونه في التبشير كما ذكره في رسالته إلى فيليمون، وقد لازم لوقا بولس الرسول، مدة إقامته في قيصرية سنتين، يقوم بخدمته بكل غيرة ونشاط ويشاطره جميع أتعابه الرسولية وما تحمَّله من الشتائم والاهانات. وسار معه إلى روما، حيث كان له خير مُعزٍّ ومؤأسٍ في سلاسله وشدائده، كما حضر استشهاده.

 

ثم كتب لوقا إنجيله باللغة اليونانية للوثنيين المهتدين، معتمدًا على مصادر سبقيه وعلى المعلومات التي جمعها هو بنفسه، وصاغها بحرية الأديب الكبير والكاتب القدير. سماه الشاعر الإيطالي دانتي الجييري "كاتب وداعة المسيح". يركز لوقا في إنجيله على أهمية الصلاة ودور الروح القدس، ورحمة الله وغفرانه للخطأة. وامتاز عن غيره بذكر ما تلقَّنه من فم سيدتنا مريم العذراء: كحَبَلها بالكلمة الالهي وزيارتها نسيبتها القديسة أليصابات والميلاد في بيت لحم والهروب الى مصر والتقدمة الى الهيكل، ودورها فى أحداث الخلاص. يواصل القديس لوقا رواية إنجيله في سفر أعمال الرسل، حيث يتناول ثلاثين عامًا من حياة الكنيسة الناشئة وازدهارها وشهادتها.

 

تقول بعض المصادر أن القديس لوقا الطبيب قد بشَّر بالإنجيل في دلماطية وفرنسا وإيطاليا. ردَّ كثيرين من الأمم واستشهد على يد نيرون سنة 90، وكان عمره أربع وثمانين سنة، ونال إكليل الشهادة. ووُضع جسده الطاهر في كيس شعر وأُلقى في البحر، وبتدبير الله قذفته الأمواج إلى جزيرة، فوجده رجل مؤمن فأخذه وكفَّنه بأكفان حسنة. ونُقل الجسد في عهد الملك قسطنطيوس سنة 357 إلى القسطنطينية مع رفات القديس أندراوس، ثم نُقل بعد ذلك إلى إيطاليا سنة 1177.

 

صلاة: أيها الإله ربنا، يا من اخترت القديس لوقا الإنجيلي ليكشف بكرازته وكتاباته عن سر محبتك للمساكين، هب لنا نحن الذين نفتخر باسمك القدوس، قلبًا واحدًا ونفسًا واحدة. أنعم على جميع الأمم بأن ترى ما أعددته لها من خلاص. آمين