موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

الرئيسية /
روح وحياة
نشر الأحد، ١٤ فبراير / شباط ٢٠٢١
14 شباط: عيد القدّيس فالنتين، أسقف روما

أشخين ديمرجيان :

 

تحتفل الكنيسة الكاثوليكية بعيد القدّيس فالنتين أسقف روما في 14 شباط من كلّ عام، والذي كان يعيش في روما في بدايات العصور الوسطى. وبدأ الاحتفال بعيد القدّيس فالنتين في أواخر القرن الثالث الميلادي.

 

في أواخر القرن الثالث الميلادي، لاحظ الإمبراطور الروماني الوثني كلاوديوس الثاني أنّ الرجال غير المتزوّجين أشدّ صبرًا في الحرب من المتزوّجين الذين يرفضون الذهاب إلى المعركة. وكان يعتقد أنّ المتزوّجين لا يمكن أن يكونوا جنودًا أكفّاء. وقرّر منع  زواج المحاربين لزيادة عدد أفراد الجيش، وأصدر أمرًا بذلك.

 

غير أنّ الأسقف فالنتين كان يتمّم مراسم الزواج في الكنيسة بشكل سرّي إلى أن انكشف أمره. وحازت تصرّفات القديس فالنتين على إعجاب الإمبراطور. وقد حاول بعد ذلك إقناع فالنتين بترك الإيمان المسيحي وبعبادة آلهة الرومان ليعفو عنه وينجو بحياته. لكن القديس فالنتين رفض ذلك بشدّة وآثر التمسّك بإيمانه، فنُفّذ فيه حُكم الإعدام يوم الرابع عشر من شهر فبراير شباط ، وكانت هذه بداية الاحتفال إحياءً لذكرى القدّيس فالنتين الذي دافع عن حق الشباب الطبيعي في الزواج والحب.

 

ومع مرور الزمن حوّلت العقليّة الأمريكيّة المادّيّة عيد القدّيس فالنتين إلى مصلحة تجاريّة باسم عيد الحبّ الذي يدرّ أرباحًا طائلة. وانتشر عيد الحب أو "فالنتين داي" في معظم دول العالم، وصار مرتبطًا بمفهوم الحب الرومانسي ورموزه من الأزهار الحمراء والهدايا الحمراء. وتتضمّن رموز الاحتفال بعيد الحب في العصر الحديث رسومات على شكل قلوب وطيور الحماموكيوبيد ملاك الحب ذي الجناحين، وغيره كثير. وهو اليوم الذي يعبّر فيه المحبّون عن حبّهم عن طريق إرسال هدايا أو بطاقة أو زهور وغيره، كلّ حسب وضعه المالي.

 

خاتمة

 

يكفي القدّيس فالنتين أسقف روما فخرًا أنه كان مثال القدوة في المحبّة وبذل الذات حتّى الاستشهاد من أجل الدفاع عن حقوق الشباب. وما أحوجنا لأمثاله في عصرنا هذا كي "نبني جسور المحبّة والعطاء" على رأي البابا القديس يوحنّا بولس الثاني بدل أسوار القمع والطغيان. ورد في الإنجيل الطاهر: "المحبة لا تسقط أبدًا. وأمّا النبؤات فستَبطل والألسنة ينتهي أمرها والمعرفة تبطل، لأنّ معرفتنا ناقصة ونبؤاتنا ناقصة. فالآن تبقى هذه الأمور الثلاثة: ويثبت: الإيمان والرجاء والمحبة، ولكن أعظمها المحبّة" (1 قور 13 : 8 وتابع).