موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر
يستأنف وفد "تنسيقية الأساقفة من أجل الأرض المقدّسة" زيارة الحج والتضامن مع الأرض المقدّسة، والتي لم تتم في العام 2024 بسبب الهجمات التي وقعت في 7 أكتوبر 2023، والكارثة الإنسانيّة التي تلت ذلك في غزة، وأدت إلى دوامة من الموت والمعاناة والنزوح.
ومن المقرّر أن يتوجه 12 أسقفًا، من بينهم أسقفان من إنجلترا وويلز، إلى مدينة القدس، في الفترة من 18 إلى 23 كانون الثاني 2025، ليكونوا حاضرين مع مسيحيي الأرض المقدّسة، وللتعبير عن قربهم وبأنهم لم يُنسوا، وللصلاة معهم، ولتشجيع الحج إلى أرضهم، وليكونوا صوتًا لهم حول العالم.
تأسّست "تنسيقية الأساقفة من أجل الأرض المقدّسة" في أواخر تسعينات القرن الماضي، وهي عبارة عن وفد ينظمه مجلس الأساقفة الكاثوليك في إنجلترا وويلز، ويجمع أساقفة من مختلف أنحاء أوروبا وأمريكا الشماليّة وجنوب إفريقيا. ويرتكز عمل الوفد على أربعة محاور: الحضور والصلاة والحج والضغط.
وقال المطران نيكولاس هدسون، رئيس قسم الشؤون الدوليّة ومشرف وفد تنسيقيّة الأساقفة: "نظرًا لأن الزيارة المخطط لها لعام 2024 لم تكن ممكنة بسبب اندلاع الحرب، فإن الزيارة القادمة تبدو أكثر أهميّة، حيث نتطلّع إلى العودة، بعد أسابيع فقط من عيد الميلاد، إلى مهد إيماننا، الأرض التي ولد فيها يسوع وسار ومات وقام، وهي الأرض التي ستبقى دائمًا ذات أهميّة عميقة لكل عضو في جسد المسيح".
أضاف: "إنّ الدمار الذي خلفته الحرب والمعاناة في الأرض المقدسة لهو أمر مفجع. إنّ الصدمة التي شعر بها سكان المنطقة، وخاصة الأطفال، لا يمكن قياسها؛ والحاجة إلى الصلاة والدعم وإيجاد طرق لإنهاء العنف لم تكن أكثر إلحاحًا من أي وقت مضى".
وأشار الأسقف إلى أنّ بطريرك القدس للاتين، الكاردينال بييرباتيستا بيتسابالا، قد أكد خلال زيارته للمملكة المتحدة الشهر الماضي، على الدعوة الخاصة للمسيحيين للمساعدة في تحقيق السلام، مشدّدًا على الحاجة إلى الصلاة واستخدام لغة مصالحة، تعمل على تقريب الناس من بعضهم البعض، وهي الدعوة الخاصة للمسيحيين في الأرض المقدّسة.
وأوضح أنّ الزيارة في كانون الثاني 2025 ستكون لحظة تضامن مع أولئك الذين يتألمون، وتأكيدًا على الشركة مع الكنيسة في الأرض المقدّسة، ولكلّ من يعاني ويفقد الأمل، لافتًا إلى أنّه "في أوقات الحرب، يمكن للكراهية أن تطغو على التعاطف مع الآخر وفهم ألمه. وبصفتنا مسيحيين، فإننا مدعوون إلى التضامن مع أولئك الذين يعانون، وأن نقول لهم: نحن معكم. أنتم لم تُنسوا".