موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الخميس، ٢٣ يناير / كانون الثاني ٢٠٢٥
بيان وفد منسقيّة الأساقفة من أجل الأرض المقدّسة في ختام زيارتهم لعام 2025
Mazur - cbcew.org.uk

Mazur - cbcew.org.uk

ترجمة مكتب اعلام البطريركية اللاتينية :

 

"سِراجٍ يُضيءُ في مَكانٍ مُظلِم، حتَّى يَطلَعَ الفَجْرُ ويُشرِقَ كَوكَبُ الصُّبحِ في قُلوبِكم" (2 بطرس 1 :19)

 

جئنا إلى الأرض المقدسة في هذه السنة اليوبيلية كحجاج يحملون الأمل. جئنا بأمل أن يستمر اتفاق وقف إطلاق النار، الذي أُعلن عنه أثناء رحلتنا إلى هنا. جئنا متطلعين إلى مقابلة الذين عانوا من ويلات العنف والحرب، من فلسطين واسرائيل، والذين يسعون إلى إعادة بناء حياتهم المحطمة، ويتعزوا لفقدان أحبائهم، ويجتمعوا مرة أخرى كعائلات، ويبدأوا الطريق الطويل غير الأكيد نحو التعافي.

 

الفرح بعودة الأسرى الإسرائيليين وإطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين يمتزج بالحزن على أولئك الذين لن يتمكنوا من العودة: أسرى، رهائن، وعدد لا يُحصى من الموتى. نحن نُدرك القلق الواسع بشأن هشاشة وقف إطلاق النار؛ وأنه قد يوفر استراحة لكنه لا يُحقق السلام المستدام والدائم الذي تنشده الأرض المقدسة.

 

خلال اجتماع عبر الإنترنت مع كاهن رعية العائلة المقدسة في غزة، أدركنا مدى الدمار الذي يعاني منه السكان بأكملهم. إن تأثير الحرب على الضفة الغربية بأكملها نادرًا ما يتم تغطيته إعلاميًا. لقد حظينا بامتياز الاستماع مباشرة إلى العديد من الجماعات المسيحية في الضفة الغربية. وإليهم نقول:

 

شكرًا لكم على الترحيب الكريم الذي قدمتموه لنا؛ ولإظهاركم الجهود الاستثنائية التي تبذلونها في مجالات الرعاية الصحية والتعليمية للحفاظ على كرامة الذين يعيشون في الضفة الغربية. إن جماعاتكم نورٌ في ظلمة أرض متألمة. تأثرنا بشدة لسماع التزام المسيحيين المتكرر بالبقاء وإعادة بناء حياتهم.

 

شكرًا لكم أيضًا على مشاركتكم لنا النضالات التي تعانون منها: القيود الشديدة على الحركة؛ الإغلاقات المفاجئة للطرق التي تضيف ساعات إلى الرحلات القصيرة وتعيق الحياة اليومية، خاصةً المساعدات الطبية العاجلة؛ نقص المياه والكهرباء؛ استحالة بناء مبانٍ جديدة؛ وارتفاع معدلات البطالة بعد إلغاء العديد من تصاريح العمل مع بدء الحرب. ندرك الحاجة إلى تعاون الحكومات المعنية لمعالجة هذه القضايا الحيوية.

 

شاهدنا كيف أن المستوطنات، التي تعتبر غير قانونية بموجب القانون الدولي، والتي كانت في السابق صغيرة، قد توسعت لتُحاصر مناطقكم وتجعلها صغيرة. سمعنا صرختكم من أجل السلام مع العدالة وقلقكم مما سيحدث عندما يتحول التركيز بعيدًا عن غزة؛ ومصير أراضيكم. هناك حاجة واضحة لعمل المجتمع الدولي لتسهيل مساعدات تنموية واقعية وجذرية، كجزء من عملية لتحقيق سلام دائم.

 

جئنا لنخبركم أنكم لستم وحدكم؛ أنكم لستم منسيين. إيمانكم وصمودكم يقويان إيماننا. نأمل أن تلهم زيارتنا المسيحيين من مختلف دولنا للعودة إلى الأرض المقدسة. كما نأمل أن تشمل زيارات الحجاج، إلى جانب المواقع المقدسة في القدس والجليل وبيت لحم، زيارة الجماعات المسيحية المحلية مثل عبود، الطيبة، ورام الله، حتى يستمدوا الإلهام من إخلاصكم لأرض يسوع.

 

نحن نتحد مع غبطة الكاردينال بييرباتيستا ورؤساء الكنائس الكاثوليكية في الأرض المقدسة في أملهم أن يُشكل وقف إطلاق النار أكثر من مجرد وقفة في الأعمال العدائية، وأن يكون بداية لسلام حقيقي ودائم. نشاركهم قناعتهم بأن هذا لا يمكن تحقيقه إلا "من خلال حل عادل يعالج جذور هذا الصراع الطويل الأمد؛ (وأنه سيتطلب) عملية طويلة، واستعدادًا للاعتراف بمعاناة الآخر وتعليمًا مركزًا في الثقة يؤدي إلى التغلب على الخوف من الآخر وتبرير العنف كأداة سياسية".