موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

الرئيسية /
روح وحياة
نشر الجمعة، ١٣ يناير / كانون الثاني ٢٠٢٣
همسات إلى الكاهن الجديد
كتبت بمناسبة الرسامة الكهنوتية للأبوين مايكل منذر الذيب والأب يزن فريد بدر
الأب يزن بدر (يمين) والأب مايكل ذيب يمنحان المناولة بعد رسامتهما الكهنوتية (تصوير: أسامة طوباسي / أبونا)

الأب يزن بدر (يمين) والأب مايكل ذيب يمنحان المناولة بعد رسامتهما الكهنوتية (تصوير: أسامة طوباسي / أبونا)

سامح مدانات :

 

قدس الأب مايكل منذر الذّيب (ابن رعيتنا المحبوب)

قدس الأب يزن فريد بدر

 

سعدنا عائلتي وأنا ونحن نشاهد وقائع رسامتك الكهنوتية على الهواء.

 

أولاً دعني أُقَبِلُ راحةَ كفيك، التي تمَّ مَسْحهُمَا بالمَيْرونِ المُقَدَّس، ليصبحا أداة يستعملها السيد المسيح له المجد، لمنح الأسرار والبركة والغفران للمؤمنين، رجالاً ونساءً، شيبًا وشبانًا. ثم أن أنالَ مِنكَ بَرَكَتِكَ الأولى ككاهنٍ على مَذْبَحِ الرَّب. ودعني أُهنئك أولاً وأهنىء والديك وسائر أفراد عائلتك، وأن نهنىء أنفسنا بك.

 

لقد بدأتَ الآن حياةً هي الأعظم التي يمكنك أن تتخيلها والأكثر تلبية لطموحك وأحلامك، والأكثر إشباعًا لروحك. فألف مبروك وتقبل تهاني القلبية الحارة لك بهذا الإنجاز الرائع.

 

أما الآن فاني أودُّ أنْ أهمس في أذنيك هذه الافكار التي جالت في خاطري:

 

حيث أنك ستقوم بالإحتفال بالذبيحة الإلهية كل يوم، تذكر دائمًا أن تتعطش للقاء الرَّب ولا تجعل هذا اللقاء أن يصبح لقاءً روتينيًا، مع مرور الأيام والسنين، بل اجعل نفسك تشتاق وتتوق إليه كما تشتاق للمياه بعد تمرين رياضي طويل. وفي صلاتك كُنْ كاهنَ صلاةٍ عميقةٍ، ليس للتظاهر، ولكن بصدق ومثابرة. لا تتكلم عن الحب إلا اذا اختبرت الحب: بأفراحه واحزانه، بدفئه وبرودته. وتذكرانك سوف تُحِب، وسوف تُحَبْ. وتذكر أيضًا أنك عملٌ رائعٌ من صُنع الله، صوَّرك واختارك وأعَدَّكَ لهذه الرسالة الساميّة قبل أن كُنتَ في احشاءِ والدتِك "قَبْلَمَا صَوَّرْتُكَ فِي الْبَطْنِ عَرَفْتُكَ، وَقَبْلَمَا خَرَجْتَ مِنَ الرَّحِمِ قَدَّسْتُكَ" )أرميا 1: 5 .

 

وسوف يعتني بك لتكبر حسب إرادته وبنعمته الوفيرة. فتذكر انك لست وحدك.

 

تذكر أنك سترى بعض الآلام، وستعاني من بعضها، ولكنك ستتقوى ويشتد عودك أكثر، وستكتسب الشجاعة من خلال المرور بالألم. فكن مستعدًا لتصبح شجاعًا.

 

أما عن التواضع فاعمل على أن يكون لديك ما يكفي من هذه الفضيلة الرائعة لتُقِرَّ وتعترف بأنك لست كاملاً، وأنك قد ترتكب بعض الأخطاء، ولكنك تعرف جيدًا ما هي المغفرة الحقيقية، وأنك لست خبيرًا، ولكن يمكنك أن تتعلم. فكن جاهزًا لتسامح وتغفر. وتذكر أيضًا أن خدمتك ليست مقصورة على منطقة معينة أو أناسًا معينين، بل أنك جندي في حقل الرب، يرسلك هو حيث يشاء.

 

لا تكن مُعبسًا، بل بشوش الوجه، كما اعتدنا أن نراك دائمًا منذ نعومة أظفارك، وليكن لديك روح الدعابة والفكاهة، فالوجه البشوش أكثر قربًا من قلوب الناس من الوجه العبوس والجدي أكثر من اللازم.

 

وأخيرًا وأهم شيء: تذكر مقولة القديسة الأم تريزا: "أيها الكهنة أقيموا ذبيحة القداس الإلهي دائمًا، كما لو كانت هي الذبيحة الأولى، والذبيحة الوحيدة، والذبيحة الأخيرة في حياتكم".