موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الأربعاء، ٢٤ يوليو / تموز ٢٠٢٤
مزار المجدلية يرحب بالاحتفالات المقامة على شرف القديسة مريم المجدلية

حراسة الأراضي المقدسة :

 

استقبل المزار الفرنسيسكاني في مجدلا، الواقع على الشاطئ الغربي لبحيرة طبريا، للمرة الثانية، الجماعة الفرنسيسكانية التابعة لحراسة الأرض المقدسة، وذلك بمناسبة عيد القديسة مريم المجدلية، التي كانت أول من التقى بالمسيح القائم من بين الأموات أمام القبر الفارغ، لتصبح بذلك أول شاهد لانتصار يسوع على الموت.

 

تصادف الذكرى الليتورجية لـ "رسولة الرسل" يوم 22 تموز، وهو اليوم الذي رفع فيه البابا فرنسيس هذا الاحتفال بموجب مرسوم صادر في 3 حزيران 2016 – إلى نفس الدرجة التي يحتفل فيها بأعياد الرسل.

 

أقيم الاحتفال الإفخارستي، الذي ترأسه حارس الأرض المقدسة، الأب فرانشيسكو باتون، بحضور الرهبان المقيمين في الجليل والراهبات وبعض المؤمنين المحليين. كما وشارك في القداس الاحتفالي صاحب السيادة المونسينيور ماريانو مانزانا، من ترينتو، الذي شغل منصب أسقف موسورو في ولاية ريو غراندي دو نورتي (البرازيل) لمدة 20 عامًا، وقد جاء اليوم حاجًا إلى الأرض المقدسة.

 

 

"تتملكنا" محبة المسيح

 

وأكد الأب فرانشيسكو باتون في عظته أن "مريم المجدلية هي أجمل وأكمل مثال على أن الحب هو الذي يحشد طاقاتنا وأن الحب هو أقوى دافع يمكن أن نشعر به في حياتنا. وقد ذكر الرسول بولس في القراءة الثانية أن محبة المسيح تمتلكنا. لقد اختبرت مريم المجدلية التحرر الذي يأتي من كونها مملوكة لحبه، منذ أول لقاء لها مع يسوع".

 

تبعت المجدلية يسوع حتى عند أقدام الصليب، متحررة من خوف اتباع رجل محكوم عليه بالموت، مع والدة الإله، أخت مريم ويوحنا. وتابع الحارس قائلاً: "لقد كان كل هؤلاء الناس مسكونين بعمق بمحبة المسيح، التي تحررنا من كل خوف، حتى من الخوف من خسارة حياتنا والموت. هنا، حيث عقدت مريم المجدلية اللقاء الحاسم في حياتها، دعونا نطلب ذلك ببساطة، بشفاعتها: أن تمتلكنا محبة المسيح –لا محبة أي شخص آخر– بالكامل وإلى الأبد.

 

 

الموقع الأثري الفرنسيسكاني في مجدلا

 

يقع مزار مجدلا في المنطقة التي تملكها حراسة الأرض المقدسة: فمنذ ثلاثينيات القرن العشرين، مكّنت حملات التنقيب التي تمت على فترات (1971/1977 و2006/2012)، وتحت قيادة المعهد البيبلي الفرنسيسكاني في القدس، علماء الآثار من إجراء دراسة أكثر تفصيلاً حول الدير البيزنطي الذي كان يقع بجواره مزار مخصص لمريم المجدلية. وكشفت الحفريات أيضًا عن كاردو وديكومانوس يعودان للزمن الروماني، لمدينة مدغالا القديمة (من كلمة "مجدال" العبرية، والتي تعني "البرج")، وصالة الألعاب الرياضية، وبقايا القناة، وربما أيضًا ما يسمى "المجمع اليهودي الصغير".

 

الموقع ليس مفتوحًا للجمهور في الوقت الحالي، لكن الأب تيموتيو مارسزاليك، وهو رئيس الجماعة الرهبانية، يأمل أن يتم الافتتاح الرسمي لهذا المكان التاريخي في العام المقبل، إذ يتمتع هذا الموقع بميزة المساهمة في فهم الحياة حول البحيرة زمن يسوع.

 

 

الموكب وهدية الزيت

 

وفي نهاية الاحتفال، أقيم موكب رائع للجماعة والمؤمنين على طول الطريق الذي يمر من خلال المنطقة الأثرية للمدينة القديمة: وأخيراً، بعد البركة الاحتفالية، قدم حارس الأرض المقدسة للمؤمنين الحاضرين زيت القديسة مريم المجدلية، وهو يذكرنا بالجرة المليئة بالزيت العطري الذي أخذته القديسة معها إلى القبر لتمسح به جسد ربها، الذي التقت به حيّاً بعد قيامته.