موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الأربعاء، ٣٠ أكتوبر / تشرين الأول ٢٠٢٤
قداس الشكر الذي أقامته حراسة الأرض المقدسة عن نية قديسي دمشق الجدد

الحراسة في الأرض المقدسة :

 

احتفلت حراسة الأرض المقدسة في القدس، في السابع والعشرين من تشرين الأوّل الحالي، بالذبيحة الإلهية كشكر لله على إعلان الكنيسة لقداسة شهداء دمشق، والذي تم في اليوم العشرين من تشرين الأوّل في ساحة القديس بطرس بالفاتيكان.

 

أقيم القداس في كنيسة دير المخلص الفرنسيسكانية، وترأسه حارس الأرض المقدسة الأب فرانشيسكو باتون. شارك في القداس القاصد الرسولي في القدس المطران أدولفو تيتو يلانا، ورئيس الأساقفة الماروني موسى الحاج، الذي ترأس صلاة الغروب في الليلة السابقة. وكان هناك العديد من المؤمنين الحاضرين، من الطقسين اللاتيني والماروني، مما يدل على انتماء كليهما إلى الكنيسة، على الرغم من تنوع التقاليد.

 

 

أبرز ما جاء في عظته

 

عاش الشهداء الأحد عشر آلامهم في دمشق بين 9 و10 تموز 1860، وقد أعلنهم البابا فرنسيس قديسين. هم ثمانية من الإخوة الأصاغر وثلاثة من العلمانيين الموارنة. وأكد حارس الأرض المقدسة في عظته: "إنهم في الواقع ممثلون لعشرات الآلاف من المسيحيين الذين استشهدوا في نفس العام في لبنان وسوريا، وفضلوا الموت على إنكار يسوع المسيح".

 

وأضاف الأب باتون قائلاً: "إنها شهادة تستحق الشكر"، ولكنه عاد ونبه المؤمنين قائلاً: "من الجيد ألا ننتفخ من الكبرياء بسببها". فقد قال القديس فرنسيس: "إنه لأمر مخزٍ للغاية بالنسبة لنا خدام الله أن يقوم القديسون بأعمالهم ونريد نحن أن ننال المجد والشرف فقط من خلال الحديث عنهم". وبعبارة أخرى: الشهداء الذين بذلوا حياتهم مع يسوع ومن أجله، "يجب ألا نقبل شهادتهم على أنها كافية ونتظاهر بأننا جيدون من خلال سرد قصصهم والتلويح بأعلامهم".

 

 

الذخيرة والذكرى

 

خصص لذخيرة الشهداء – التي كانت موجودة في ساحة القديس بطرس أثناء اعلان قداستهم – مكان الشرف. فقد حملها الحارس في موكب في بداية القداس وأعطى معها البركة النهائية. وطوال الاحتفال عُرضت الذخيرة على المذبح الذي أقيم للشهداء. ولكن ما يهم أولاً هو أن تكون شهادة حياة وتعليم مانويل رويز ورفاقه في مركز حياة الرهبان والمؤمنين.

 

وأكد الحارس "أنهم يظهرون لنا بأننا يمكن أن نعيش، وعلى أكمل وجه، في الاستسلام الكامل والواثق بالله، حتى في خضم المواقف الصعبة والاضطهاد الظالم ومعاناة الأبرياء. إنهم يقولون لنا بأن العيش والمحبة بهذه الطريقة الجذرية أمر ممكن، وليس مثاليًا، وليس يوتوبيا. بل على العكس، فإن المحبة التي تصل إلى حد بذل الحياة هي الطريقة الأكثر أصالة للدلالة على كون المرء مسيحيًا".

 

أضاف الأب باتون: "وإذا لم يكن الجميع مدعوين إلى شهادة الدم، فهناك أيضًا شهادة الحياة اليومية، التي تتحقق من خلال كوننا صغارًا وفي خدمة الجميع من أجل محبة الله". كان هذا "أسلوب الخدمة" لهؤلاء القديسين، وفقاً لما قاله البابا فرنسيس، والذي حث الأبُ الحارس الحاضرين على تبنيه أيضًا.