موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر السبت، ٥ أكتوبر / تشرين الأول ٢٠٢٤
الاحتفال بعيد القديس فرنسيس: بذرة السلام في الأرض المقدّسة

حراسة الأراضي المقدسة :

 

في الثالث والرابع من تشرين الأوّل، احتفل الرهبان الفرنسيسكان في حراسة الأراضي المقدسة، مع عدد كبير من المؤمنين، بعيد مؤسسهم القديس فرنسيس الأسيزي. واستجاب الرهبان للوميض التي أطلقتها الصواريخ في سماء مدينة القدس بجو مكثّف من الصلاة، سواء أثناء الثلاثية التحضيرية أو في أيام الاحتفال.

 

 

حلم الأخوة والسلام

 

في عظته، خلال صلاة الغروب الأولى من يوم العيد، لخص حارس الأراضي المقدسة، الأب فرانشيسكو باتون، بشكل جيّد الموقف الذي يعيشه الرهبان خلال هذه الأوقات: "نحن نحاول أن نعيش على أكمل وجه روحانيّة الثقة والأخوة التي استمدها القديس فرنسيس من علاقته مع يسوع. نحن لا شيء، علامة صغيرة. ومع ذلك، من خلالنا، لا يزال الرب يمنحنا وقتنا والأرض التي دعانا فيها لإلقاء نظرة على حلمه؛ حلم الأخوّة والسلام".

 

احتفال الاطفال

 

افتتحت الاحتفالات في كنيسة القديس المخلص في البلدة القديمة بالقدس، بالقداس الإلهي لأطفال وشباب مدرسة تراسنطا. وقال الأب إبراهيم فالتس، مدير المدرسة ونائب الحارس: "لقد ذكّرتهم بأهميّة التعليم لمستقبلهم كرجال سلام".

 

وأضاف الأب فلتس: "لقد كان عامًا من الحرب والخوف والتوترات. لقد طلبت من الأطفال أن يتلووا معًا، كما يفعلون كل يوم في المدرسة، صلاة القديس فرنسيس البسيطة: ’يا رب، اجعلني أداة لسلامك‘. لقد تم تخصيص اليوم في المدرسة للاحتفال بالقديس. ويشير بقوله "طلبت من الأطفال أن يكونوا شهودًا للسلام، وأن يعيشوا في الاحترام والمغفرة والمحبة".

على مثال الحجاج

 

في الثالث من تشرين الأوّل، وخلال صلاة الغروب الأولى، جدّد ثلاثون راهبًا (منهم ستة عشر من حراسة الأراضي المقدسة) نذورهم لمدة عام واحد. هم الرهبان الذين أعلنوا النذور المؤقتة ولكنهم لم يعلنوا بعد النذور الدائمة. وقد خاطبهم الحارس في عظته: "اطلبوا النعمة التي تمكنكم من تقدير الهبة التي أعطيت لكم، لكي تنعموا بالدعوة إلى عيش حياة الحجاج في الأخوة. إن هذا الوعي سيساعدنا جميعًا على العيش حتى في هذه الأوقات الصعبة بثقة". كما جدّد سبعة رهبان آخرين من حراسة الأراضي المقدسة، وهم بعيدون عن القدس، نذورهم في الأماكن التي يتواجدون فيها.

 

وقد قُرئت في نفس الاحتفال "عبور القديس فرنسيس"، المقطع الوارد في المصادر الفرنسيسكانية والذي يروي انتقاله من الحياة الأرضية إلى الحياة الأبدية، في الليلة بين الثالث والرابع من تشرين الأول 1226. وقد أطفئت الأنوار في الوقت الذي تذكر فيه الناس موت القديس وصعود روحه إلى السماء، لتستأنف بعد بضع دقائق، مع غناء "نشيد المخلوقات".

القداس الاحتفالي

 

في الرابع من تشرين الأوّل، يوم العيد، تم الاحتفال بالقداس الاحتفالي في كنيسة المخلص في القدس. قبل بدء القداس، ارتدى الطفل إدواردو ثوب القديس فرنسيس، كعلامة على التكريس للقديس، وفقًا لتقليد محلي. ترأس القداس أحد الآباء الدومينيكان، رئيس دير القديس اسطفان في القدس، الأب مارتن ستاسزاك.

 

وشارك في القداس بطريرك القدس للاتين الكاردينال بييرباتيستا بيتسابالا، والمطران بولس ماركوتسو، والمونسنيور ناتالي ألبينو القائم بالأعمال في البعثة البابويّة في القدس، والأب أنطوان الدويهي من الكنيسة المارونية. كما حضر القناصل العامون: ويلفريد بفيفر (بلجيكا)، دومينيكو بيلاتو (إيطاليا)، نيكولاس كاسيانيد (فرنسا)، خافيير غوتييريز (إسبانيا)، وديميتريوس أنجيلوسوبولوس (اليونان).

 

ألقى العظة الأب الدومينيكي أوليفييه بوكويلون، مدير الكليّة البيبلية في القدس، حيث أكد على رابط الأخوّة بين الرهبانيتين. وفي تعليقه على القراءات، حثّ المؤمنين على "الإيمان بالله" الذي يعطي "الأمل في الظلام"، داعيًا إلى "الوقوف واتباعه". وقال: "إن أردنا أن نعاين النور، فجيب أن نخرج. نحن لسنا وحدنا، لقد جاء يسوع ليشاركنا عبء كل يوم". وفي فترة ما بعد الظهر، اختتمت صلاة الغروب الثانية الاحتفالات.