موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر
قام الكاردينال بييرباتيستا بيتسابالا، بطريرك القدس للاتين، صباح الجمعة 15 تشرين الثاني 2024، بزيارة راعويّة إلى بلدة الوهادنة، استمرّت مدّة ثلاثة أيام، التقى خلالها أبناء رعيّة مار الياس التابعة للبطريركيّة اللاتينيّة، وكذلك أبناء البلدة الواقعة غرب محافظة عجلون.
وقد كان باستقبال البطريرك بيتسابالا كاهن الرعيّة الأب سلام حداد، وكهنة منطقة الشمال، والنائب وصفي حداد، والنائب عبدالحليم العبابنة، ورئيس بلدية الشفا زهرالدين أبو عون، والكهنة من أبناء بلدة الوهادنة، وعدد من الشخصيات المدنيّة ووجهاء وأبناء الرعيّة.
وفي قاعة الكنيسة، أقيم لغبطته حفل استقبال ألقيت خلاله كلمات الترحيب. فتحدث أولاً الأب سلام حداد مرحبًا، ورئيس البلدية أبو عون، والنائب وصفي حداد، وكلمة للأب رفعت بدر، باسم كهنة آل بدر، أشاد فيها بنموذج العيش المشترك بين المسيحيين والمسلمين في الوهادنة، مؤكدًّا على دور غبطته في قيادة كنيسة القدس، وجهوده المتواصلة في خدمة خير الكنيسة والجميع.
ثمّ استمع الحضور إلى أولى كلمات البطريرك بيتسابالا في الوهادنة، حيث شكر فيها حفاوة استقبال أهالي البلدة له، داعيًا من أجل استمرار الأردن بقيادة جلالة الملك الحكيمة، ليبقى علامة فارقة في هذا الزمان لحسن العلاقات بين المسلمين والمسيحيين.
وتضمن حفل الاستقبال فقرات فنية قدّمها طلاب المدرسة.
بعدها توجه غبطته إلى كنيسة مار الياس الرعويّة لتلاوة صلاة الساعات، وهناك أكد على أولويّة زيارة جميع الرعايا. وقال لأبناء الرعيّة الحاضرين: "لقد أتيت من مدينة القدس لكي أسمعكم والتقي بكم. فمن مهام الأسقف أيضًا أن يزور كل الرعايا، ليس فقط الرعايا الكبيرة، بل الصغيرة منها أيضًا. فزيارتي تهدف لتعزيز العلاقة مع أهل البلدة التي تتميز بنموذج للعيش المشترك".
وتضمن برنامج اليوم الأول زيارة عدد من عائلات الرعيّة حيث منح المرضى والمسنين منهم سرّ المناولة المقدّسة، وزيارة إلى موقع مار الياس الدينيّ، الذي ولد فيها النبي إيليا في تشبة جلعاد (بلدة لستب اليوم)، وكان باستقباله السيد فراس الخطاطبة، مدير سياحة عجلون. واستمع غبطته إلى شرح من البروفسور نبيل بدر، أستاذ التاريخ والآثار في جامعة اليرموك.
من ثمّ توجه البطريرك إلى كنيسة المقبرة، التي جدّدها العام الماضي فارس القبر المقدّس الأب منويل بدر، ورفع صلاة خاصة من أجل نفوس الراقدين. تلاها زيارة أخويّة إلى كنيسة مار الياس للروم الأرثوذكس، حيث كان باستقباله الأب سالم حداد، كاهن رعيّة الروم الأرثوذكس منذ أربعين عامًا، وعدد من أبناء الرعيّة. وقال الأب حداد إنّ زيارة البطريرك "تحمل لنا الإيمان والقداسة، وهي شهادة حيّة على المحبة الحقيقية"، مشيدًا بحرص غبطته على التواصل مع أبناء الرعايا.
بدأ اليوم الثاني بزيارة مدرسة البطريركيّة اللاتينيّة، وكان في استقباله السيّدة حنان أيوب، مديرة المدرسة. وقد اجتمع غبطته بالكوادر التعليميّة والإداريّة. تلاه لقاء خاص بأهالي الطلاب في قاعة الكنيسة، حيث قدّم عدد من الطلاب عروضًا متنوعة.
وفي نفس اليوم، زار البطريرك بيتسابالا "متحف الوهادنة للتراث الشعبي"، حيث استقبله العميد المتقاعد محمود الشريدة، مؤسّس ومدير المتحف، برفقة أعضاء الهيئة الإداريّة. وقام غبطته بجولة في أرجاء المتحف للتعرّف على تراث بلدة الوهادنة وتاريخها.
ومع نهاية اليوم ترأس غبطته قداسًا الهيًا بمشاركة حشد من المؤمنين. وفي عظته، أشار البطريرك بيتسابالا إلى اليقين حول مسألة الموت والنهاية، وكيف أن هذا الإدراك يدفع المسيحيّ لكي يعيش حياته بوعي ويقظة بعيدًا عن الاسترخاء، مؤكدًا أن نهاية العالم -على عكس ما يعتقد الكثيرون- ليست خفيّة، بل ظاهرة لمن يعرف الله ويحبه. وبعد نهاية القداس، التقى غبطته مع فعاليات وأبناء الرعيّة، حيث عبّر عن سعادته بهذه الزيارة. كما طرحت بعض المواضيع للنقاش حول أوضاع الرعية وسبل الاستمرار في النمو.
في اليوم الثالث والأخير، ترأس غبطته قداس الأحد بمشاركة القائم بأعمال النائب البطريركي في الأردن الأب جهاد شويحات، وكاهن الرعيّة الأب سلام حداد، والأمين العام للنيابة البطريركيّة الأب عماد علمات، وفارس القبر المقدس الأب منويل بدر.
وفي العظة، تحدّث غبطته على الأثر الطيب المطبوع في قلبه لهذه الزيارة، شاكرًا الجميع على حسن الضيافة والاستقبال، والعزيمة في تحقيق مستقبل أفضل لكنيسة وبلدة الوهادنة. وفي ختام القداس، قدّم الأب حداد للبطريرك بيتسابالا قلادة صليب كتذكار لزيارته إلى بلدة الوهادنة.
لاحقًا، توجه غبطته لزيارة عطوفة محافظ محافظة عجلون، السيد نايف عودة الهدايات، حيث رحب وثمّن بالزيارة التاريخية لغبطته، وسلّمه درعًا تذكاريًا لهذه المناسبة التي حظيت بها محافظة عجلون عامة، وبلدة الوهادنة بشكل خاص.