موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

الرئيسية /
روح وحياة
نشر الأربعاء، ٨ يناير / كانون الثاني ٢٠٢٥
ما هي الليتورجيا الاحتفالية لافتتاح الباب المقدس؟

نقلها الى العربية بتصرف: سامح حنا المدانات :

 

شاهدنا في الشهر المنصرم، وخلال هذا الشهر، احتفال الكنيسة الكاثوليكية بمراسيم فتح الباب المقدس من قبل قداسة البابا فرنسيس، وكرادلة آخرين في البازيليكات البابويّة الرئيسيّة في العاصمة الإيطاليّة روما. وتساءل البعض ما هي هذه الليتورجية، وما معناها، ولماذا تقام مراسيمها؟ ولماذا ارتباطت بالاحتفال باليوبيل الخامس والعشرين؟

 

تُعتبر الليتورجيا الاحتفالية تقليدًا مميزًا لكنيسة روما، وهي عبارة عن ليتورجيا تنقلية تتكون من حدثين مهمين يحملان دلالات رمزية عميقة، وهما: التجمع  والاحتفال.

 

1. التجمع(Colletta) : تجمع المؤمنين في كنيسة فرعية كنقطة انطلاق.

 

2. الاحتفال(Statio) : الكنيسة التي يُختتم فيها الموكب ويُقام فيها القداس الإلهي.

 

يصاحب المسيرة بين الكنيستين القيام بترتيل طلبات القديسين. وتُجسد هذه الليتورجيا صورة الجماعة المؤمنة المتجمعة حول أسقفها، ما يُعبِّر عن الوحدة والشركة الكنسية. كما أنها  تُذكِّر بأهمية اليقظة الروحية والتوبة الداخلية. لذلك فهي تمثل علامة على الشركة والوحدة حول الأسقف. وإنها أيضًا طريقة لفهم كيف أن الحاجة إلى اليقظة والانتباه من أجل تحول داخلي عميق، لا تزال قائمة دائمًا.

 

أصل كلمة “Statio” لاتيني ذو دلالة عسكرية، حيث يشير إلى وقوف الحراس في المعسكر. ويُفسر هذا الأصل على أنه دعوة للمؤمنين ليكونوا حراسًا روحيين، مسلحين بالصلاة والتوبة والصوم. هذه الممارسات تُهيئ المؤمنين لاستقبال نعمة الله.

 

ويعود تاريخ هذا الاحتفال  الى الزمن الذي كان يُقام في الكنائس القديمة أو المزارات التي دُفن فيها الشهداء. وتُشير وثيقة "إيداع الشهداء" إلى أماكن دفن الشهداء وأماكن إقامة الليتورجيا الاحتفالية، حيث كانت الجماعة تتجمع للصلاة تخليدًا لذكرى ”يوم ميلاد الشهداء“.

 

كان الأسقف يترأس هذه الاحتفالات، أما في روما فكان قداسة البابا يقوم بذلك. ويبدأ الاحتفال بالتجمع في كنيسة، ثم ينطلق الموكب، وهم يرنمون طلبات القديسين، نحو الكنيسة الاحتفالية، حيث تُقام سهرة صلاة، تطورت لاحقًا إلى الاحتفال بالقداس الإلهي.

الباب المقدّس (Porta Santa)

 

يُعد الباب المقدس رمزًا مهمًا في اليوبيل، حيث يُمثل فتحه بداية السنة المقدّسة، وإغلاقه نهايتها. توجد في روما أربعة أبواب مقدسة تُفتح فقط خلال اليوبيلات في البازيليكات الرئيسية: بازيليك القديس بطرس، بازيليك القديس يوحنا اللاتراني، بازيليك سانتا ماريا ماجوري، وبازيليك القديس بولس خارج الأسوار.

 

يُشير الباب المقدّس إلى العبور الرمزي من الخطيئة إلى النعمة، وهذا مستوحى من قول المسيح: "أنا الباب".

 

خلال يوبيل "حجّاج الرجاء"، فتح البابا فرنسيس الباب المقدّس في بازيليك القديس بطرس.

 

وفي مرسوم الدعوة إلى اليوبيل "حجاج الرجاء" - "الرجاء لا يُخيّب" (Spes non confundit)، أعلن البابا فرنسيس أنه سيفتح الباب المقدّس لبازيليك القديس بطرس في الفاتيكان يوم 24 كانون الأوّل 2024، وفي الأحد التالي، 29 كانون الأوّل 2024، سيفتح الباب المقدّس لكاتدرائيّة القديس يوحنّا في اللاتران.

 

وفي 1 كانون الثّاني 2025، في عيد القدّيسة مريم البتول والدة الله، سيتمّ فتح الباب المقدّس لبازيليكا كنيسة القدّيسة مريم الكبرى البابويّة. أخيرًا، في يوم الأحد 5 كانون الثّاني، سيتمّ فتح الباب المقدّس لبازيليكا القدّيس بولس البابويّة خارج الأسوار.

 

ولأوّل مرّة في التاريخ، قام البابا فرنسيس بفتح باب مقدّس خامس، في كنيسة الأبانا داخل سجن ربيبيا الجديد.

 

تاريخيًا، كان البابا مارتن الخامس هو أول من فتح الباب المقدس في كنيسة القديس يوحنا اللاتراني عام 1423. في الماضي، وحتى عام 1975، كانت الأبواب مُغلقة من الداخل والخارج، وكان البابا يضرب عليها بالمطرقة قبل هدم الجدار. غيّر البابا بولس السادس هذا التقليد، فأصبحت الأبواب مرئية دائمًا من الخارج، ولم تعد هناك حاجة لهدم الجدار أو استخدام المطرقة.

الخلاصة

 

تُمثل الليتورجيا الاحتفالية وافتتاح الباب المقدس تقليدين كنسيين يحملان معاني روحية عميقة. فالليتورجيا الاحتفالية تُجسد وِحدة الجماعة المؤمنة ودعوتها إلى اليقظة والتوبة، بينما يُشير الباب المقدس إلى العبور من الخطيئة إلى نعمة الله ورحمته. هذان الحدثان يُذكران بأهمية التجدد الروحي والشركة مع الله والقديسين.