موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر
عقد البابا لاون، اليوم السبت، مقابلته اليوبيلية، فيما تواصل الكنيسة مسيرتها في زمن المجيء استعدادًا لعيد الميلاد.
وفي تعليمه، أوضح الأب الأقدس أنّ زمن المجيء يعلّمنا التنبّه لعلامات الأزمنة، لأنّ التعرّف على يسوع في عالمنا وفي حياتنا اليومية يتطلّب استعدادًا وجهدًا. وشدّد على أنّ انتظار تحقّق الخلاص ليس انتظارًا سلبيًا، فالله يريد دائمًا أن يُشرك الإنسان في عمله الخلاصي.
وقال: "الله يُشركنا في تاريخه، وفي أحلامه. لذلك، فأن نرجو يعني أن نشارك".
وذكّر المؤمنين المحتشدين في ساحة القديس بطرس بشعار اليوبيل: "حُجاّج الرجاء"، مؤكدًا أن هذا الشعار لا ينتهي بانتهاء اليوبيل في عيد الميلاد، بل يدعونا إلى السير في الرجاء طوال الحياة، وإلى الانتظار، لا بأيدٍ مكتوفة، بل بالمشاركة الفاعلة.
وأشار قداسته إلى أن على المسيحيين أن "يقرأوا علامات الأزمنة"، أي علامات الله في الظروف التاريخية، كما علّم المجمع الفاتيكاني الثاني. وأضاف: "الله ليس خارج العالم، أو بعيدًا عن هذه الحياة؛ فمن مجيء يسوع الأول، الله معنا، تعلمنا أن نبحث عنه في وقائع الحياة، بذكاءٍ وقلبٍ وأكمام مشمّرة". وبيّن الأب الأقدس أن المؤمنين مدعوون بشكل خاص لعيش هذه الرسالة، لأنّ الله المتجسّد يأتي للقائنا في مواقف الحياة اليومية، في مشاكل هذا العالم وجماله.
وتوقّف الحبر الأعظم عند حياة وشهادة الشاب الإيطالي ألبرتو مارفيللي، عضو حركة العمل الكاثوليكي، الذي عاش في النصف الأول من القرن العشرين وسعى للمساهمة في إعادة بناء إيطاليا بعد دمار الحرب العالمية الثانية. وقد خاطر بحياته في العمل السياسي، قبل أن يفقدها حين صدمته شاحنة عسكرية بينما كان يقود دراجته في طريقة إلى إحد اللقاءات.
وقال: "يصبح العالم أفضل عندما نتخلّى عن شيء من الأمان والراحة من أجل اختيار الخير". هذه هي المشاركة.
وفي ختام تعليمه، دعا البابا لاون المؤمنين إلى فحص ذواتهم: هل نستخدم مواهبنا بفرح في خدمة الآخرين وفي خدمة ملكوت الله؟ وأضاف: "الرجاء مشاركة: هذه عطيّة يمنحها الله. فلا أحد يخلّص العالم بمفرده؛ حتى الله لا يُريد أن يخلّصه وحده. كام يمكنه ذلك، لكنه لا يريد.. لأنّ معًا أفضل".