موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الجمعة، ٧ نوفمبر / تشرين الثاني ٢٠٢٥
كيف نجعل العراق يعود عظيمًا؟

الكاردينال لويس روفائيل ساكو :

 

تردد  شعارُ "لنجعل العراق عظيمًا  مرة أخرى"  – Make Iraq great again على لسان مبعوث الرئيس الأمريكي الى العراق السيّد مارك سافيا وبعض المفكرين العراقيين النشامى الذين يتطلعون إلى أن يروا بلدهم بلد الأمجاد والخيرات، بلد يمتلك سيادته وقدرته التشريعية والتنفيذية والمالية في إدارة شؤونه.

 

هذا الشعار مُلْهِمُ، بالرغم من أن ليس للسيد مارك سافيا عصا سحرية لجعل العراق يعود عظيمًا، بل أرى أن العصا هي بيد العراقيين أنفسهم، عندما يعودون إلى تاريخهم المتجذر، وهويتهم الوطنية، ويدركون ماذا ينتظره المواطنين بعد كل الأزمات.

 

لا أحد من الخارج يقدر أن يبني بيتنا مجانًا ويسلمه لنا. الخارج ليس جمعية خيرية، إنما علينا أن نبنيه نحن بأيدينا بالتعاون مع الدول الصديقة. نحن بحاجة إلى قبطان أو فريق من القباطنة يعتمد شكلاً مناسبًا يقود قارب العراق إلى برّ الأمان، لذا مقاطعة الانتخابات لا تجدي نفعًا، بل صوتك لمن هو الأنسب مهم للإصلاح الذي ينتظره العراقيون بفارغ الصبر؟

 

 

كيف؟ "الوصايا العشر!"

 

1. العودة من دون انتقاء أو تطرّف إلى جذورنا التاريخية والحضارية المتنوعة الثرية.

 

2. وضع خير الوطن فوق المصالح الخاصة والولاءات.

 

3. الخروج من الخلافات والنزاعات المذهبية والاثنية والسياسية التي تضر بالجميع.

 

4. إقامة دولة مدنيّة، مبنيّة على أساس المواطنة والعدالة والمساواة والحرية والكرامة. النظام المدني ليس ضد الديانة.

 

5. إعداد دستور نهجه المواطَنة المتساوية، لجميع مكوّنات المجتمع، ودعم حقّهم في المشاركة الكاملة في الحياة العامة بضمانات أمنيّة، بحيث يشعر كل عراقي أنه شريك في بناء بلده.

 

6. محاربة الفساد واستعادة الأموال المنهوبة إلى خزينة الدولة. ثروات البلد ملك للمواطنين ينبغي توزيعها بشكل عادل.

 

7. محاسبة من تورط بجرائم الخطف والقتل والأعمال الإرهابية.

 

8. الاهتمام بالتعليم والتربية والحياة الاجتماعية من خلال تأهيل المعلمين وتقويم المناهج وإعداد جيل مثقف وواعٍ.

 

9. تقدم المجتمع مرتبط بالحداثة، لا تقدم من دونها. الوضع الحالي يحتاج إلى تشريعات جديدة تتناسب مع التغيرات الثقافية والاجتماعية، وإصلاح القوانين القديمة الموروثة والأحوال الشخصية التي تتعارض مع الواقع المعاش ومع القانون الدولي.

 

10. عملية الاعمار والبناء وفق نهج حديث منسق وليس عشوائيًا. وهنا أناشد الحكومة الجديدة بتحفيز العراقيين أهل الكفاءات والاقتدار في الخارج  بالعودة والانضمام إلى عملية الإصلاح الشاملة وقلب الموازين الحالية.

 

الإصلاح هو السبيل الوحيد لإنقاذ الوطن من الفوضى وتعدد مراكز القرار، وإلا سيستمر العراق بلدًا عاجزًا عن توفير الأمان والحرية والكرامة والخدمات العامة.