موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الإثنين، ٢ يونيو / حزيران ٢٠٢٥
رئيس الجمهورية اللبنانية يزور مقر البطريركية الكلدانية في العراق
ويعرض مع البطريرك ساكو أهمية الحفاظ على التنوّع الروحي والثقافي في المنطقة

وكالات :

 

استقبل البطريرك الكلداني الكاردينال لويس روفائيل ساكو، بعد ظهر الأحد 1 حزيران 2025، رئيس الجمهورية اللبنانية جوزيف عون، والوفد المرافق له، وذلك في مقرّ البطريركيّة بالعاصمة بغداد، قبل اختتام فخامته زيارته الرسميّة الى العراق.

 

وكان البطريرك ساكو في استقبال الرئيس عون على مدخل البطريركية، مع عدد من الكهنة والراهبات وموظفي البطريركية، وقدمت فتاة باقة ورد إلى الرئيس، قبل أن يدخل الجميع إلى غرفة عقد فيها لقاء في حضور أعضاء الوفد اللبناني المرافق، تناول أوضاع الكلدان في كل من العراق ولبنان، والدور الذي تضطلع به في الحفاظ على التنوع الروحي والثقافي في المنطقة، إضافة إلى شؤون الجاليات اللبنانية والعراقية في البلدين.

 

وأبدى البطريرك ساكو تفاؤله بعودة لبنان إلى طبيعته بعد الأزمات التي عاشها، مبديًا تأييده الأهداف التي وضعها الرئيس عون للنهوض بالبلد، منذ انتخابه رئيسًا للجمهورية، وخصوصًا في مسألة حصر السلاح في يد الدولة ومكافحة الفساد والوقوف في وجه الارهاب، وقال: نأمل أن تعيدوا لبنان إلى سابق عهده، لأن لبنان نموذج يحتذى به، ولنا كل الأمل في الدولة والحكومة الجديدة.

 

وتطرّق البطريرك ساكو إلى مخاطر التعصب الطائفي والخطابات المتطرفة التي دخلت حتى إلى الجامعات، والذي تغذيه لظروف التي نشهدها ومنها مثلاً المأساة في فلسطين وغيرها، مشددًّا على أن لا علاقة للإرهابيين والمتعصبين بالدين أكان مسيحيًا أم مسلمًا، فالإيمان بالله يخالف كل هذه الممارسات. واستذكر إحدى زياراته للمرجع السيد السيستاني الذي شدّد على أن الإرهاب والفساد هو من المحرمات.

 

وبخصوص المسيحيين، شدّد البطريرك ساكو على ضرورة توحيد صفهم كنسيًا وشعبيًا من أجل تسهيل عودة الراغبين منهم إلى وطنهم الأم في العراق ولبنان، وأن تقوم الكنيسة بمساعدة العائلات الفقيرة من خلال بناء مجمعات سكنية لها. ودعا إلى ترسيخ الوجود المسيحي في الشرق الأوسط، وتأمين بيئة حاضنة تساعد على هذا الهدف من خلال الدعم المعنوي والسياسي، وإن هذا ما لمسه من البابا الجديد لاون الرابع عشر.

من جته شكر الرئيس عون البطريرك ساكو، مشدّدًا على أهمية هذا الصرح البطريركي. وأشار إلى أن الدولة هي التي تحمي الطوائف وليس العكس، وإلى أهميّة التعدّد وصون الحريات إنما تحت سقف الدولة، فالاختلاف مسموح ولكن ليس الخلاف. وشدّد على أهمية التنوّع الديني في لبنان وغناه، وما يمكن أن يقدمه من أهميّة للتفاعل والتعايش بين الأديان والشعوب.

 

ثم تحدث رئيس الجمهورية اللبنانيّة عن تجربة لبنان مع الإرهاب، والانتصار الذي حققه على تنظيم "داعش"، داعيًا إلى وجوب الإبقاء على اليقظة والحذر من هذا التنظيم وكل التنظيمات الإرهابية والإجرامية لمنع عودتها وتوسعها. كما شدّد على أن مسيرة الدولة في مكافحة الفساد بدأت، وأن لا مستحيل طالما توافر الإرادة.

 

وتطرّق إلى المخاطر التي تصيب المجتمعات ومنها المخدرات التي تضرب العائلات، وباتت منتشرة وفي متناول كل الفئات الاجتماعية الفقيرة منها والغنية، وهو ما يفتك بالعائلات ويفكك المجتمعات. ولفت إلى الخطوات التي قامت وتقوم بها الأجهزة الأمنية للحد من هذه الآفة، والتي لم تقض عليها إنما خففت الكثير من تأثيرها، واصفًا هذه المواجهة بأنها "حرب طويلة" إنما لا يجب التوقف عن خوضها.