موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر السبت، ٢٨ يونيو / حزيران ٢٠٢٥
البطريرك ساكو: استراتيجيات "فرض أنظمة جديدة" قد تزيد الوضع سوءًا

حاوره: جاني فالنتي :

 

أثار ما سُمّيت بـ"حرب الاثني عشر يومًا" قلقًا وخوفًا في العراق أيضًا. وقد أكد ذلك لوكالة فيدس الكاردينال لويس رافائيل ساكو، بطريرك الكنيسة الكلدانية، في مقابلة قصيرة رأى في الأحداث الجارية مؤشرًا إضافيًا على أزمة النظام الدولي.

 

وأمام سيناريو "الحرب التي لا تنتهي" والتفجيرات التي تُبرَّر كأدوات لتغيير الأنظمة، يستذكر الكاردينال العراقي ساكو التجربة العراقية: ويكرّر أن "تغيير النظام مسؤولية المواطنين"، وأن استراتيجيات "تغيير النظام" قد "تزيد الوضع سوءًا".

 

 

وفيما يلي نص الحوار:

 

 

قنابل إسرائيلية وأمريكية على إيران، وصواريخ إيرانية على إسرائيل، وقواعد عسكرية أمريكية في قطر. كيف تنظرون إلى ما يحدث في الدول المجاورة للعراق، وكيف يتعايش الشعب العراقي مع كل هذا؟

 

ما حدث مؤسف. لقد عشنا جميعًا أوقاتًا عصيبة من القلق والخوف. لقد فقد العالم نظامه الدولي. الآن، علينا أن نستعيد المنطق السليم ونرفض خطاب الكراهية والعنف والحرب. إن تدمير الحياة وما بُني هو خطيئة. السلام هبة، علينا أن نرحب بها ونحميها بحماس، وأن نجعل حماية السلام التزامًا حقيقيًا في حياتنا.

 

 

في الآونة الأخيرة، قُدِّم قصف إيران على أنه عملية تهدف إلى إضعاف القوة الإيرانية وانهيارها. كيف تنظرون إلى هذه الاستراتيجيات الافتراضية، في ضوء تجربة العراق أيضًا؟

 

يجب احترام سيادة الدول وحل المشاكل عبر حوار صادق وشجاع. تغيير النظام مسؤولية المواطنين، وفرض نظام آخر سيزيد الوضع سوءًا. يجب أن يأتي التغيير من الداخل، إذا رأى المواطنون ذلك ضروريًا. بعد 22 عامًا من سقوط النظام في العراق، ما زلنا نفتقر إلى المواطنة الحقيقية، إلى العدالة والأمن والاستقرار. إنّ الفساد والطائفية مستمران.

 

 

ما هي الأمور التي يمكن للمسيحيين في العراق أن يأملوا بها في هذا الوقت وفي ظل هذه السيناريوهات؟

 

لقد عانى المسيحيون، شأنهم شأن جميع العراقيين، معاناةً شديدةً بسبب داعش. تدفعنا هذه المعاناة إلى النزوح والهجرة. حتى الآن، نُهمَّش، وتُحتل قرانا من قِبل الميليشيات، وتُنهب حصصهم في المؤسسات السياسية... مع كل هذا، يبدو أن مستقبلًا أفضل للمسيحيين لا يبدو قريبًا. لكن رغم ما عانيناه، نشعر أن لنا رسالةً في هذه الأرض، بإيماننا. لذلك، يمكننا أن نبقى على ثقة، وننتظر مستقبلًا أفضل.