موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الأحد، ٨ يناير / كانون الثاني ٢٠٢٣
قداس في بازيليك سيدة لبنان – حريصا لراحة نفس بندكتس السادس عشر

فاتيكان نيوز :

 

ترأس البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، عند الساعة السادسة من مساء أمس الجمعة السادس من كانون الثاني القداس الإلهي لراحة نفس البابا السابق بندكتس السادس عشر، وذلك في بازيليك سيدة لبنان – حريصا.

 

استهل البطريرك الراعي عظته قائلا: "يا يسوع أنا أحبّك". هذه هي آخر كلمة قالها المثلث الرحمة البابا بندكتوس السادس عشر، قبل أن يُسلم الروح الساعة 9:34 من صباح 31 كانون الأول، اليوم الأخير من سنة 2022. ما يعني أنه أكمل رحلته في التاريخ ودامت 95 سنة، ليدخل أبدية الله والنور البهي، أبدية المشاهدة السعيدة في مجد السماء. إنه إبن نور المسيح منذ معموديته، وخادم نور الإيمان والمحبة والحقيقة. تربّى على الإيمان واللطف والوداعة على يد والديه، كما ذكر في وصيته الروحية: "من والده تعلّم الإيمان الواعي، ومن والدته ماريا التقوى العميقة والصلاح؛ وتعلّم من شقيقته الخدمة المتفانية، ومن شقيقه وضوح القرار وصفاء القلب".

 

وسلط البطريرك الماروني الضوء في عظته على حياة البابا بندكتس السادس عشر، وأشار إلى أن "عظمته أنه جمع بين الإيمان والعقل، وعمل على الانسجام بينهما. الإيمان عنده لقاء شخصي عميق مع الله، لا مع فكرة. فجعل منه رجل صلاة وتأمل وإصغاء. إيمانه علّمه أن "الله محبة". فكان مفتاح حبريته، وموضوع أول رسالة عامة أصدرها في 25 كانون الأول 2005".

 

وتوقف عند زيارة البابا بندكتس السادس عشر إلى لبنان وقال: "في زيارته الرسولية إلى لبنان من 14 إلى 16 أيلول 2012، التي ختم بها كل زياراته، وقّع الإرشاد الرسولي: "الكنيسة في الشرق الأوسط"، وأعلن حبه ورؤيته للبنان. فقال في كلمة الاستقبال على مطار بيروت: "إن التعايش السعيد في لبنان يجب أن يُظهر للشرق الأوسط ولباقي العالم أنه من المستطاع داخل الأمة الواحدة إيجاد التعاون بروح التعاون والاحترام بين المسيحيين وإخوانهم من أديان أخرى. مثل هذا التوازن يُقدَّم كمثال، لكنه مهدد عندما يخضع لضغوط فئوية. هنا يجب أن يتغلّب العقل على العاطفة الإنفرادية من أجل تعزيز الخير العام".

 

وأضاف: "إن هذا التعايش المشترك الذي يرغب بلدكم لبنان في الشهادة له، لن يكون عميقًا ما لم يتأسس على نظرة قبول، وعلى تصرّف لطيف تجاه الآخر، وما لم يتأصل في الله الذي يرغب في أن يصبح البشر إخوة. إن التوازن اللبناني الشهير سيتمكّن من الاستمرار فقط بفضل الإرادة الحسنة والتزام اللبنانيين جميعًا. آنذاك فقط سيكون نموذجًا لكل سكان المنطقة وللعالم بأسره. لا يتعلق الأمر بعمل بشري محض، إنّما بعطية من الله، التي يجب طلبها بإلحاح، والمحافظة عليها، مهما كان الثمن، وتعزيزها بإصرار". وأثناء الاحتفال بتوقيع الإرشاد الرسولي، عاد ليؤكد أن "التعايش السعيد بين المسيحية والإسلام يصنع فرادة الحياة الاجتماعية والسياسية والدينية في لبنان. ونحن نشجع هذا الواقع بقوة".

 

وفي ختام عظته، قال البطريرك الماروني: "ظلّ البابا بندكتوس أمينًا لحبه للمسيح، وبقوة هذا الحب رعى رعية المسيح الجامعة. وها هو قبل أن يُسلم الروح، يجدّد الوعد للمسيح: "يا يسوع أنا أحبّك!". "فليكن ذكره الخالد دعوة لكل واحد وواحدة منا للأمانة في محبة المسيح حتى النفس الأخير. آمين".