موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الإثنين، ٩ يناير / كانون الثاني ٢٠٢٣
الكنيسة الكاثوليكية في الأردن تصلي لراحة نفس البابا بندكتس السادس عشر
تصوير: أسامة طوباسي / أبونا

تصوير: أسامة طوباسي / أبونا

أبونا :

 

رفعت الكنيسة الكاثوليكية في الأردن صلاتها لأجل راحة نفس البابا بندكتس السادس عشر.

 

جاء ذلك خلال القداس الذي ترأسه النائب البطريركي للاتين المطران جمال دعيبس، مساء الاثنين 9 كانون الثاني 2023، بمشاركة رئيس أبرشية الروم الكاثوليك المطران جوزيف جبارة، والقائم بأعمال السفارة البابويّة المونسنيور ماورو لالي، وبطريرك اللاتين السابق فؤاد الطوال، وراعي الكنيسة المارونيّة الأب جوزيف سويد، وراعي الكنيسة الكلدانيّة الأب زيد حبابة، وراعي كنيسة سريان الكاثوليك الأب ثائر عبّا، ولفيف من الكهنة، بمشاركة الأب إبراهيم دبور ممثلا عن مطرانية الروم الأرثوذكس، والأنبا انطونيوس صبحي راعي الكنيسة القبطية الأرثوذكسية.

 

كما شارك القداس الذي أقيم في كنيسة العذراء الناصرية في عمّان، عدد من الشخصيات المدنيّة والدبلوماسيّة، واتحاد الجمعيات الرهبانيّة في الأردن، وأعضاء حركات كنسيّة، وجمع من المؤمنين من مختلف الرعايا، أحيت ترانيم القداس جوقة ينبوع المحبّة.

 

وبعد إعلان إنجيل "الراعي الصالح" (يوحنا 10: 1-16)، ألقى المونسنيور لالي عظة باللغة الإنجليزية، وألقى ترجمتها الأب بشير بدر، شكر فيها الحضور على مشاركتهم بذبيحة القداس من أجل راحة نفس البابا السابق بندكتس السادس عشر، مشيرًا إلى أنّ اسمه سيبقى محفورًا وعظيمًا في التاريخ الطويل لباباوات الكنيسة الكاثوليكيّة.

 

وقال: "تميّز البابا بندكتس بفكره اللاهوتيّ والإنسانيّ العميق الذي أعلنه بالتدريس والوعظ، وبالتعليم الرسميّ، وهي اليوم مجموعة من المجلدات تدعى ’المجموعة الكاملة‘، ويمكن القول أنّ السنوات الثماني لحبريته، من 19 نيسان 2005 إلى 28 شباط 2013، تميّزت بنشر ثلاث رسائل عامّة هامّة: "الله محبّة"، و"بالرجاء مُخلّصون"، و"المحبّة في الحقّ". وإلى جانب روح بحثه المستمرّ للجمع بين الإيمان والعقل، فقد تحلّى بشجاعة عظيمة للحوار والنقاش المفتوح مع الحداثة وتحديات العلمنة. وتبقى وقفته دقيقتي صلاة في المسجد الأزرق الكبير في اسطنبول أمام المحراب دليلاً على احترامه الكبير".

أضاف: "وخلال رحلته التاريخيّة إلى الأراضي المقدّسة عام 2009، مع وقفته الأولى في عمّان، وفي لقائه مع رجال الدين المسلمين، وأعضاء السلك الدبلوماسي، في مسجد الملك الحسين بن طلال (السبت 9 أيار 2009)، شكر البابا بندكتس جلالة الملك عبدالله الثاني وأعضاء العائلة الهاشميّة المالكة والحكومة الأردنيّة قائلاً: ’إنّ العديد من المبادرات لتعزيز الحوار والتبادلات بين الأيان والثقافات تحظى بتقدير شعب المملكة الأردنيّة الهاشميّة، وتحظى باحترام المجتمع الدولي على نطاق واسع... و(هذه المبادرات) تجد صدى كبيرًا في العديد من مبادرات التعاون بين الأردنيين. لكل هذا، أودّ أن أعرب عن إعجابي الصادق... ويجب على المسلمين والمسيحيين -وبسبب عبء تاريخنا المشترك الذي غالبًا ما اتسم بسوء الفهم- أن يسعوا اليوم لأن يُعرَفوا ويُعترف بهم على أنهم عابدون لله، أمينون للصلاة، وحريصون على التمسّك بشرائع الله القدير، وأن يعيشوها، رحماء وشفوقين، ثابتين في الشهادة لكلّ ما هو حقيقي وخير، ومدركين للأصل المشترك ولكرامة كلّ إنسان، الذي يظلّ في قمة مخطط الله المبدع للعالم وللتاريخ‘".

 

تابع: "وردًا على سؤال صحفيّ حول حبريته: ’هل أنتم نهاية القديم أم بداية الجديد؟‘ أجاب البابا بندكتس: ’كلاهما‘. فقد كان واعيًا بأنّ حبريته لم تكن انتقاليّة، بل كانت حبريّة لإعادة إنطلاق. فعلى سبيل المثال، أوجد أشكالاً جديدة من اللقاء في الحوار المسكونيّ، في الحوار بين الثقافات. لذلك، فتح طريق الالتزام بالسلام، ليس فقط للأديان، ولكن لغير المؤمنين أيضًا".

وخلص المونسنيور لالي إلى القول: "وأما محاضرته الأخيرة، فكانت كلماته التي قالها قبل وفاته: ’يا رب، إني إحبّك!‘. لقد أصبحت هذه الكلمات هي كاتدرائيّة البروفيسور راتزينغر والبابا بندكتس، حيث ألقى من خلالها أجمل عظة وتعليم لآلاف الأشخاص الذين هرعوا لتقديم الاحترام له. وهذه الأفكار والعواطف، سيطرت على خطاب البابا فرنسيس لسلفه الفخري بندكتس السادس عشر عندما قال: ’نشعر في قلوبنا بامتنان كبير لله على منحه إياه للكنيسة والعالم؛ والشكر له، على كلّ الخير الذي حقّقه، وعلى شهادته للإيمان والصلاة، بخاصة في هذه السنوات الأخيرة من حياته بعد التقاعد.. فالله وحده يعلم قيمة وقوّة شفاعته، وتضحياته المقدّمة من أجل خير الكنيسة. شكرًا لك، عزيزنا البابا الفخري بندكتس، فلترقد روحك بسلام أبدي، ولتبقَ ذكراك إلى الأبد. آمين".

 

وتوجه الحضور إلى القاعة المجاورة للكنيسة لتقديم العزاء للمونسنيور ماورو والمطران جمال، وللكتابة على "كتاب الذكرى" الموضوع خصيصًا لهذه المناسبة الجليلة، وإلى جواره صورة البابا بندكتس مرتديًا الكوفية الأردنيّة الحمراء، أثناء زيارته للاردن في أيار 2009.