موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

الرئيسية /
روح وحياة
نشر السبت، ١٩ مارس / آذار ٢٠٢٢
في عيد القدّيس يوسف البارّ

أشخين ديمرجيان :

 

يُصادف عيد القدّيس يوسف في 19 آذار من كلّ عام. كما وتُكرّس الكنيسة كلّ شهر آذار لتكريمه.‏

 

يقول البابا بندكتوس السادس عشر العبقريّ: "القدّيس يوسف، هذه الشخصية الصامتة ‏المجاهدة، التي خدمت الربّ بكلّ تواضع ومحبّة وصمت وتأمّل... إنّ صمت القدّيس يوسف لا يُظهر فراغًا داخليًّا، بل يعكس ملء الإيمان الذي يحمله في قلبه، والذي يقود أفكاره وأعماله كلّها.

 

صمتٌ حفظ بفضله يوسف، مع مريم، "كلمة الله" المعروف من خلال ‏الكتب المقدّسة، من خلال مقابلته باستمرار مع أحداث حياة يسوع. صمت ‏منسوج بالصلاة الدائمة، صلاة مباركة الربّ، وتمجيد مشيئته المقدّسة وثقة ‏كاملة في عنايته. دعونا "نُصاب بعدوى" صمت القدّيس يوسف! فنحن بحاجة ماسّة إلى ‏ذلك، في عالم غالبًا ما يكون صاخبًا، ولا يُشجّع على التأمّل والاستماع ‏ إلى صوت الله".‏

 

 

القدّيس يوسف من أهمّ شخصيات العهد الجديد

 

ينحدر من سلالة ملوك يهوذا ومن أشهر آباء العهد القديم.  ومع ذلك تميّز بتواضعه العميق في خدمة الربّ بثقة عمياء، وعاش عيشة بسيطة وخفيّة.  ‏رجل تقيّ بارّ، تحلّى بالإيمان الحيّ وبأسمى الفضائل. لذلك أوكله الله برسالة مهمّة في حياة العذراء مريم وطفلها. وقد اختاره حارساً لمريم ووكيلاً ومربّياً لابنها.

 

عُرِف القدّيس يوسف، خطيب مريم العذراء، بصَمته. ويؤكّد بذلك أنّ الصمت أبلغ من الكلام. ولم يُسلَّط الضوء عليه في تاريخ الكنيسة، بل كان الجندي المجهول الذي اختاره الربّ كي يرعى السيّدة العذراء وطفلها، ويعيش معهما تحت سقف واحد، ويحافظ على بتوليّتها :"ها إنّ العذراء تحمل فتلد ابناً يُسمّونه عمانوئيل" (متّى 23:1). ولم يختار يوسف دوره، بل كلّفه الله بدوره المهمّ مع مريم العذراء وطفلها. ولم يبُح أبداً بسرّه وبعظمته ومجده أو بسرّ مريم العذراء أو طفلها.

 

ولمّا قرّر الملك هيرودس قتل الطفل ، أخذ الطفل وأمّه وهرب إلى مصر كما أوحى إليه ملاك الربّ .  وأقاموا هناك إلى أن ظهر له الملاك وأمره بأن يرجع إلى البلاد، فعاد وسكن في الناصرة، حيث عمل في النجارة واهتمّ بتنشئة الطفل وتربيته وتعليمه.

 

أسماه قداسة البابا الأسبق يوحنّا بولس الثاني: "حارس الفادي". ووضع الكنيسة تحت حماية القدّيس يوسف. وأطلق عليه شفيع الكنيسة الجامعة الرسولية. وهو أيضاً شفيع العائلة. وشفيع الميتة الصالحة. وشفيع العمّال. وشفيع المسافرين. ومثال العفّة والطاعة لمشيئته تعالى.

 

قالت القدّيسة تريزا من أفيلا في شفاعة القدّيس يوسف: "أناشد بالربّ جميع الذين يشكّون في كلامي عن قوّة شفاعة القديس يوسف، بأن يجرّبوا الأمر هم أنفسهم، فيتأكّدوا من قدرة شفاعته. وسوف يجْنون لذواتهم الخير الكثير اذا كرّموا هذا الأب الأكبر المجيد، والتجأوا إلى معونته".

 

يُعلّمنا القدّيس يوسف أن مجد الدنيا الباطل ‏وزهوها ليست إلاّ جنونًا وحماقة. ويشجّعنا على أن نبذل كلّ جهدنا لنيل السعادة الحقيقيّة الخالدة.‏ إذا شئنا أن ننال كلّ نعمة نحن ‏في حاجة إليها ، وأن ننمو في الفضيلة على مثال القدّيس يوسف ونموت ‏ميتة الصالحين، فلنتّخذه قدوة لنا وشفيعاً.

 

 

صلاة للقدّيس يوسف

أذكر أيها القدّيس يوسف، خطيب مريم البتول، جزيل القداسة، شفيعي ‏المحبوب، أنّه لم يُسمَع قط أنّ احداً طلب معونتك واستغاث بحمايتك ورُدَّ ‏خائباً. أتقدّم إليك بهذه الثقة، مفوضاً إليك أمري، فلا تردّ توسلاتي، يا مَن ‏دُعيتَ أباً لمخلّص العالم، بل تعطّف واستجِب لها… آمين!