موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر
"هوذا ما أحسن وما أجمل أن يسكن الإخوة معًا!" (مزمور 133: 1). وفي هذه الأوقات الصعبة التي تعيشها دول عربية، أضفى اجتماع حوالي 50 ميسرًا للشفاء من الصدمات من الأردن ولبنان وسوريا والعراق والسودان قيمة استثنائية على اللقاء، حيث جمعهم مكان واحد ليكون فرصة للتواصل، والتشارك، وتبادل الخبرات، والصلاة من أجل بعضهم البعض، والنمو الروحي معًا.
أُقيم اللقاء على مدار يومين، نظمه مركز بلسان للمشورة والعائلة التابع لدار الكتاب المقدس، حيث تناول اليوم الأول موضوعًا بالغ الأهمية: "الصدمة المتوارثة بين الأجيال"، تمّ خلاله التعمّق في فهم كيفية انتقال آثار الصدمة عبر الأجيال، وكيف تؤثر على حياتنا وعلاقاتنا وطريقة تعاملنا مع الألم. وبنور الكتاب المقدس، تمّ التأمل في إمكانيات الشفاء من خلال مواجهة هذه الصدمات ووقف تناقلها من جيل إلى آخر بمعونة إلهية.
وتطرّق اليوم الثاني إلى موضوع آخر: "الخدمة في وسط الأزمات"، تمّ خلاله مناقشة كيف نكون كخدام للمسيح نورًا ورجاءً للمتألمين في خضم التحديات، وكيف يمكن للدعم العملي والروحي أن يُحدث فرقًا حقيقيًا في حياة المتألمين. وكما ورد في الكتاب المقدس، "الله ملجأ لنا وقوة، عونًا في الضيقات وجدناه شديدًا" (مزمور 46: 1).
قدّم المتكلمون من معهد الشفاء من الصدمات في أمريكا ومدرسة بترا للمشورة، محتوى قيم عملي وكتابي للمواضيع. كما رفع المشاركون الصلاة من أجل السلام، طالبين من الله أن ينعم بالأمن على الدول التي تعاني من الصراع والحروب، وأن يحفظ الله الأردن بلدًا آمنًا ومضيافًا، داعمًا لكل من يعاني.
يُذكر أن هذا اللقاء كان الأول من نوعه في المنطقة، وأن دار الكتاب المقدس كانت من أوائل المؤسّسات التي أسست برنامج الشفاء من الصدمات في المنطقة، لتكون رائدة في دعم النفوس واستعادة السلام الداخلي، رغم الأزمات والتحديات الكبيرة.