موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

الرئيسية /
حوار أديان
نشر الثلاثاء، ٥ يناير / كانون الثاني ٢٠٢١
حبيب افرام: إن المشرق بتكوينه مهد حضارات إما نحترمها أو نبقى نغرق في دمائنا!
كلمة رئيس الرابطة السريانية حبيب افرام كلمة خلال "لقاء الأخاء الديني - حماية التنوع الديني في المشرق"
رئيس الرابطة السريانية حبيب افرام

رئيس الرابطة السريانية حبيب افرام

حبيب افرام :

 

اذا لم نؤمن كلنا بشكل عميق شفاف حقيقي بأننا متساوون، احرار، فكل كلام هو هباء! انا الانسان المشرقي متساو في الكرامة الوطنية في الحقوق في الشراكة في صناعة القرار الوطني، دون تمييز، مهما كان ديني او مذهبي او قوميتي او اثنيتي، او لوني او جنسي او لغتي او رأيي او اصلي!

 

لا اساوم على هذا الحق، وهو حق انساني بامتياز، وانا اقرر من انا، هويتي لا يفرضها علي احد، تحت اي حكم او نظام او زعيم او عقيدة او حزب. واؤمن ان التمرد على اي استبداد او ظلم او قهر او احتلال هو حق مقدس! انها قضية تستحق نضالا، حرية التفكير والضمير والوجدان والدين.

 

ان الكرامة الوطنية متأصلة، ارفض ان يلغيني احد، او ان يسميني انا "اقليات" وهو "اكثرية"، او ان اصنف درجة "اخيرة". في المواطنة في سلم قومي او مذهبي، او ان اعامل كذمي، او ان احاسب على العدد، او ان يمنني احد بأمني، او بمعايدتي، او بالسماح لي بتزيين شجرة او بممارسة عقائدي وشريعتي!

 

انا مع التنوع ضد الانصهار، انا مع حرية الانتماء وضد الفرض، انا مع الهويات ضد الغصب، انا مع الاحترام التام وضد التسامح، انا ضد الرأي الواحد والقومية الواحدة والدين الواحد والمذهب الواحد، والحزب الواحد والزعيم الواحد. إنّ المشرق بتكوينه بتاريخه مهد حضارات وثقافات ولغات وقوميات واديان اما نحترمها كلها في دساتيرنا في قلوبنا في عقولنا في ممارساتنا او نبقى نغرق في دمائنا وجهلنا وتخلفنا وتقاتلنا، هل نحلم بشرق جديد ونحن نراه ساحات صراعات دولية واقليمية ونفوذ وسقوط دول؟

 

كل لقاء، كل دعوة لحوار، -من خلال الكلمة- فعل خير ومحبة، لكن الزمن، لن يرحم، آن وقت المصارحة، حتى لا يستمر ارهاب وتكفير وذبح وتهجير واضطهاد وقمع وتهميش ودكتاتوريات ومجازر. نحن بحاجة الى ثورة فكر والى انتفاضة قيم ومبادئ، تزيل عنا عفن الوهم ان احدا ليس شعبا مختارا، او احدا افضل من احد، او احدا لديه وحده مفاتيح جنة على الارض او في السماء!

 

وهل نحلم ان ينهض لبنان، رغم كل انهياره وفساد اهل نظامه وانكسار اقتصاده وهجرة ناسه والتحدي الاسرائيلي والنزوح السوري واللجوء الفلسطيني وهزال الدولة، ويكون هو هو رجاء بحد ذاته، رسالة ما تضيء عتمة الشرق، فلا طوائف بسمنة ورئاسات ولا طوائف بزيت وفتات، ويكون رائدا في ادارة التنوع والتعدد!؟ اين انتم نخبه والمفكرون والطليعيون والحكماء، لماذا تتركونه يموت؟! انهضوا!؟".