موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

الرئيسية /
روح وحياة
نشر الإثنين، ٢٧ يونيو / حزيران ٢٠٢٢
بحر الخطايا والحرام في المسيحية

أشخين ديمرجيان :

 

بحر من الخطايا والحرام ممكن أن يقترفها الإنسان... ولقد قامت الكنيسة بتقسيم الخطايا إلى فئتين رئيسيتين: خطايا رئيسية (مُميتة)، وخطايا عرَضيّة (صغيرة) نسبيًّا.

 

الخطايا السبع الرئيسية "المُميتة" هي قائمة تمّ إستخدامها في التعاليم المسيحية المبكّرة، لتعليم وتوجيه المؤمنين بشأن ميل الإنسان الساقط إلى الخطية: "الكبرياء، البخل، الدعارة، الحسد، الشراهة، الغضب والكسل". إنّ استخدام الكنيسة لكلمة "مُميتة"، إنّما هي وسيلة جيّدة تُساعد الإنسان على تصنيف أنواع الخطايا. ولا يرد ذكر هذه اللفظة في الكتاب المقدّس، وهي فعلاً مُميتة لأنّها دمّرت حياة النعيم الأبدي، وخلقت تهديد اللعنة الأبدية، تقذف بالنفس إلى أعماق الجحيم الأبدي.

 

ولكن إذا ندم الخاطئ وتاب توبة صادقة واعترف بخطيئته، يغفر له الله خطاياه بنعمة سرّ الغفران. ويبقى على الخاطئ التكفيرعن السّوء الذي ارتكبه تجاه الله تعالى في هذا العالم: بممارسة الإماتات والصوم والصلاة ، التي تُخفّف من عذاب المطهر، وبعد الموت يستمرّ الإنسان في التكفيرعن ذنوبه إلى أن يتطهّر.

 

أمّا المُلحد أو غير التائب فنصيبه العذاب الأبدي. والكتاب المقدّس واضح بأن الخطيئة الوحيدة التي لا يغفرها الله هي الاستمرار في عدم التوبة وعدم الإيمان، لأنّ ذلك يعني رفض الحصول على الغفران. وإنْ لم يندم الإنسان على خطاياه فنتيجتها الموت (رو23:6).

 

توجد قائمة أخرى من الخطايا، وردت في الكتاب المقدّس، وتشمل أكثر من الخطايا السبع الرئيسية، على الرغم من أنّ القائمة أطول: "أمّا أعمال الجسد فإنّها ظاهرة، وهي الزّنى والدعارة والفجوروعبادة الأوثان والسِّحروالعداوات والخصام والحسد والسُّخط والمنازعات والشّقاق والتشيّع والسُّكْر والقصف وما أشبه. وأنبّهكم، كما نبّهتكم من قبل، على أنّ الذين يعملون مثل هذه الأعمال لا يرثون ملكوت الله. أمّا ثمر الروح فهو المحبّة والفرح والسلام والصبر واللطف وكرم الأخلاق والإيمان والوداعة والعفاف" (غل 19-22).

 

"ستّة يُبغِضُها الرَّبّ وَالسابعة قبيحة عنده: العينان المُترفّعتان واللسان الكاذب، واليدان السافكتان الدم الزكي، والقلب المُضمر أفكار الإثم، والرِّجلان المسارعتان في الجري إلى السوء، وشاهد الزور الذي ينفث الأكاذيب، ويُلقي النّزاع بين الإخوة" من الكتاب المقدّس (أم 6: 16-19). بالاضافة إلى الخطايا ضد وصايا الله مثل القتل وغيره كثير... وعدم الاحتشام في الملبس، وظلم الفقراء والأرامل والأيتام، وحرمان العمّال أجرتهم.

 

قال السيّد المسيح: "ويلٌ للعالم من العثرات.. ويل لذلك الإنسان الذي به تأتي العثرة (متّى 18:7) "مَن أعثر أحد هؤلاء الصغار المؤمنين بي، فخيرٌ له أن يُعَلَّق في عنقه حجر الرّحى ويغرق في لجة البحر" (متّى 18:6). العثرة هي أن يتسبّب إنسان في إِسقاط غيره. وقد تكون العثرة مقصودة. أي أن يتعمّد الإنسان إسقاط غيره. وطبعاً عقوبتها أخطر من حالة الإنسان الذي يعثر أحدًا عن غير قصد... وطرق العثرة كثيرة: إمّا أن يعثر الإنسان غيره بمعرفة الخطيئة، أو بتسهيل الخطيئة، أو عن طريق الخداع وذلك بإعطاء مفهوم مخادع عن الخطيئة، كأن يقدّمها وكأنّها فضيلة، أو أن يحدّثه عن فوائد الخطيئة، كما فعل الشيطان مع أبوينا الأوّلين.

 

 

خاتمة

 

"توبوا وارجعوا لتُمحى خطاياكم لكي تاتي أوقات الفرج من وجه الرب" (أعمال 19:3). "المجد لله الذي يغفر كلّ خطايانا بما في ذلك الخطايا السبع المميتة" (متّى 28:26؛ أعمال 43:10؛ أفسس 7:1).