استهل اليوم الثاني من أعمال دورة التنشئة الخامسة لمبادرة ينابيع الأمل في الأردن، أمس السبت، بصلاة الفرض الالهي والتأمل الصباحي المعد من قبل الشبيبة الجامعية والعاملة في رعيّة الجبيهة، تخلله تأملات وتراتيل وصلاة المسبحة الوردية والتي أشرف على تحضيرها الآنستان ايفيت البهو وميرنا زيادات.

وألقى الأب د. أكثم حجازين، رئيس المحكمة الكنسيّة اللاتينيّة في الأردن، محاضرة بعنوان: "دور الكنيسة في مجابهة العنف الأسري"، انطلاقًا من أنّ الإنسان مخلوق على صورة الله ومثاله، وأنّ الأسرة تشكّل الصورة الأولى لإرادة الله بخلقه الرجل والمرأة، وبالتالي فهي مدعوة لأن تعيش وفق القيم المسيحيّة بالمحبّة والتضحية. وتم التطرّق إلى دور الآباء والأمهات والأبناء في الحفاظ على قدسية العائلة. وأكد المحاضر على ضرورة نبذ العنف داخل الأسرة بكافة أشكاله وأنواعه حفاظًا على كرامة الأسرة وكينونتها ووحدتها وتفاديًا للتبعات الناجمة عنه.

في الجلسة الثانية، أثرت الدكتورة نسرين حواتمة الحضور بالحديث عن "الرسائل الخفية" التي تفاعل معها المشاركون بشكل مميّز. أما الدكتورة عايدة أيوب فتحدثت في الجلسة الثالثة عن "الحاجات الأساسيّة العشر للإنسان". وتوج النهار بالقداس الإلهي الذي ترأسه الأب بشير بدر، مدير المكتب الراعوي لشؤون العائلة والزواج، والذي أقيم عن نية وحدة المسحيين في ختام الأسبوع المخصص للصلاة من أجل هذه النية الغالية.

وفي فترة ما بعد الظهر، تطرّق المحامي علاء سواقد في الجلسة الرابعة إلى حقوق الإنسان قانونيًّا حسب البروتكول الدولي. تلته مباشرة محاضرة للدكتورة رائدة سويدان حول نشاطات ينابيع الأمل في الشرق الأوسط وتاليتا كوم، والذي تخلله عرض فيلم يبيّن هذه النشاطات وذلك من أجل إطلاع الحضور وتنويرهم.

وفي ختام اليوم الثاني للدورة، شكر القائمون على الدورة جميع المشاركين على جهودهم  المبذولة لإنجاح هذا المؤتمر المميّز حول الوعي للحد من ظاهرة  الاتجار بالبشر في العالم، وتبيان دور المكرسين والمكرسات والعلمانيين في رحلة الكرامة الإنسانيّة، إذ أننا جميعًا شركاء في الخدمة والعطاء وحماية حقوق وكرامة الإنسان الذي خلق على صورة الله ومثاله.

ومن الجدير ذكره أن النائبة العامة لرهبنة الوردية المقدّسة الأخت مدلين دبابنة، ورئيسة الاتحاد الأخت سارة غنيم، والأخت سيسيل حجازين، قد واكبن الورشة على مدار يومين، حيث كان لحضورهن أثر مميّز، عززه حضور ومشاركة مرشد الاتحاد الأب رشيد مستريح في اليوم الأول من الفعاليات. هذا وقدّمت جمعية الكتاب المقدّس في المقدس هدية تذكاريّة لكلّ مشارك، كما قدّمت مبادرة "ينابيع الأمل" أيضًا هدية تذكاريّة عبارة عن درع على هيئة كف، لنقول للجميع: كفانا استغلالاً الناس، كفانا حروبًا، كفانًا متاجرة  بالبشر بكل أنواعها وطرقها.