موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

الرئيسية /
حوار أديان
نشر الثلاثاء، ١٠ ديسمبر / كانون الأول ٢٠٢٤
المونسنيور خالد عكشة يعلن من المغرب بأنه ينهي 30 سنة في العمل بالحوار بين الأديان

المونسنيور خالد عكشة :

 

أعلن المونسنيور خالد عكشة بأنه أنهى في الفاتيكان مدة 30 عامًا في الحوار بين الأديان، جاء ذلك في مشاركته قبل يومين في «ملتقيات الجامعة الأورومتوسطية لتحالف الحضارات» في مدينة فاس بالمغرب، من 6 إلى 7 كانون الأوّل 2024.

 

وأعلن المونسنيور عكشة (70 عامًا)، وهو من كهنة البطريركيّة اللاتينيّة، في مداخلته بأنّ هذا هو المؤتمر الأخير الذي يشارك به باسم الكرسي الرسولي، بوصفه أمين سر لجنة العلاقات الدينية مع المسلمين، بدائرة الحوار بين الأديان، في حاضرة الفاتيكان.

 

 

وفيما يلي نص المداخلة التي ألقاها المونسنيور خالد عكشة:

 

 

شاءت العناية الإلهية أن يكونَ على أرضِ المغرب المؤتمرُ الأخيرُ الذي أشارك فيه باسم دائرة الحوار بين الأديان بالفاتيكان، بدعوة كريمة من الصديق الدكتور عبد الحق عزوزي، الذي أهنّئه على افتتاح كرسي حوار كرسي الحضارات برئاسته في الجامعة الأورومتوسطية في فاس. ويشرّفني أن أستذكر زيارةَ حبرين أعظمين إلى المغرب، البابا القديس يوحنا بولس الثاني، وقداسة البابا فرنسيس.

 

وأرغب أن أشارككم بعضَ الخواطرِ والاستنتاجات عن خدمةٍ لدى الكرسي الرسولي (أو الفاتيكان) دامت ثلاثين عامًا في مجال الحوار المسيحي-الإسلامي

 

- الحوار الديني أبعدُ مما يوحي به المصطلح لأوّل وَهلة. فهو لا يقتصر على التخاطب، انما يتعدّاه إلى علاقاتٍ إنسانية مبنية على الثقة والمودة، تُفضي إلى الصداقة والمشاركة الوِجدانية والصلاة المتبادَلة والضيافة، ولا تستثني المزاح المؤدب.

 

- الحوار ليس بين الأديان، وانما بين أتباعها. فليس للأديان آذانٌ تصغي، ولا أفواهٌ تتكلم، ولا عيونٌ ترى.

 

- ليس الحوار الديني مساومةً تُفضي الى تنازلات أو إلى "حلول وسط"، إنّما هي شهادةٌ متواضعةٌ وجريئة في آن للإيمان الذي يعتنقه كل من المتحاورين. وبالتالي ليس الحوار خيانةً لما نؤمن به، ولا تنازلاً عن الحق في البشارة أو الدعوة، ولا هو اسلوبٌ ملتوٍ لتحقيق أجندات خفيّة مشبوهة.

 

- لا يهدِف الحوار الى تشكيك المؤمن في دينه أو حثِّه على تغييره، ولكن بما أنّه يفترض البحثَ المستمرَّ عن الحقيقة وحريةَ الفكر والاعتقاد، فقد يكونُ مناسبةً للتفكير ومراجعة الذات واعتناق دين جديد.

 

- يفترض الحوار الديني الاحترامَ المتبادَل والرغبةَ في معرفةٍ أو معرفةٍ أفضل للمؤمن الذي نلتقيه ولديانته ومقاربته لها.

 

 -من شروط الحوار أن يكون صادقًا ومنفتحًا ومحترِمًا للمشاعر الدّينية للمخاطَب. ومعَ أنّه يفترض الملاطفة والمجاملة، فإنه لا يقتصر عليهما، إنّما يتعداهما إلى محادثةٍ ذي محتوى.

 

- شاركتُ منذ مدة قريبة في مؤتمر بعُنوان "البحثُ عن الجمال في الآخَر"، فتح أمامي آفاقًا جديدة. وسوف أعود الى هذا الموضوع، بمشيئة الله، في مداخلتي يومَ غد.

 

وشيئا عن نفسي، بعد استئذانكم: فعلاقاتُ حسن الجوار والصداقة والتعاون مع المسلمين إرث عائلي اعتزّ به، بدأ قبل دخولي إلى دائرة الحوار بين الأديان، وسوف يستمر بعون الله على الصعيد الشخصي بعد نهاية هذه الخدمة بعد أيام قليلة، معَ تعديل: خلالَ العقود الثلاثة الماضية تركّز جهدي على الحوار. والآن أشعر بواجب الاهتمام بالبشارة بشكل أكبر، دونَ prosélytisme ودونَ التنكّر للخدمةِ سالفة الذِّكر، التي قمت بها عن وعي وقناعةٍ تامّين.

 

 بعد واجب حمد الله على الخدمة الطويلة للكرسي الرسولي، عليّ دينُ شكرٍ كبيرٍ نحو إخوتي وأخواتي المسلمين، الذين أحاطوني دومًا بمحبتهم ومودتهم وغمروني بلطفهم وكرمهم.

 

لكم جميعا من الله الرحمة والبركات، ومني السلام.