موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الثلاثاء، ٢٨ مارس / آذار ٢٠٢٣
السفير الفاتيكاني الجديد في الأردن يترأس قداسه الاحتفاليّ الأول
السفير الفاتيكاني الجديد في الأردن يترأس قداسه الاحتفاليّ الأول (تصوير: أسامة طوباسي / أبونا)

السفير الفاتيكاني الجديد في الأردن يترأس قداسه الاحتفاليّ الأول (تصوير: أسامة طوباسي / أبونا)

أبونا :

 

ترأس المطران جوفاني بييترو دال توزو، مساء الاثنين 27 آذار 2023، القداس الاحتفالي الأوّل له في الأردن من بعد تعيينه سفيرًا بابويًّا مقيمًا جديدًا في المملكة في كانون الثاني الماضي، وتقبّل الملك عبدالله الثاني أوراق اعتماده في 8 آذار الحالي.

 

وشارك في القداس الذي أقيم في كنيسة العذراء الناصريّة، بطريرك القدس للاتين بييرباتيستا بيتسابالا، والنواب البطريركيون في الأردن وفلسطين والجليل، وسكرتير السفارة البابويّة المونسنيور ماورو لالي، ورؤساء كنائس المملكة وممثلوهم، وأعضاء السلك الدبلوماسي وشخصيات عامّة، ولفيف من الكهنة والرهبان والراهبات، ورؤساء المؤسّسات الكنسيّة، وحشد من المؤمنين.

 

في بداية القداس، ألقى النائب البطريركي للاتين في الأردن المطران جمال دعيبس، كلمة ترحيبيّة عبّر من خلالها عن فرح الكنيسة المحليّة باستقبال المطران دال توزو. وقال: إنّ حضورك معنا هو علامّة واضحة على محبّة واهتمام قداسة البابا فرنسيس لكنيستنا وبلدنا، مؤكدًا على التعاون بين الكنيسة المحليّة والسفارة البابويّة من أجل خير الكنيسة والمجتمع الأردنيّ، كما والحضور المسيحيّ في الأرض المقدّسة والشرق.

أبدأ رسالتي بتواضعٍ

 

وبعد إعلان الإنجيل المقدّس، وفي كلمته الرسميّة الأولى، أعرب المطران دال توزو عن فرحه العظيم بتعيينه سفيرًا بابويًا في الأردن، حيث ولأوّل مرّة يتواجد في هذا البلد سفير فاتيكاني مقيم، وهذا دليلٌ على اهتمام الكرسي الرسوليّ، لاسيّما قداسة البابا فرنسيس.

 

وقال: أمّا أنتم أيها المؤمنون، فإنني أبدأ رسالتي بتواضعٍ، وكلي يقين بأنه فقط من خلال الإصغاء المتبادل، كلّ من موقعه ودوره الخاص، يمكننا أن نخدم بجدارة الكنائس الموجودة على هذه الأرض، أرض المملكة الأردنيّة الهاشميّة، والشعب بأسره. وقدّم سيادته الشكر للجميع لأنّه شعر منذ البداية بحرارة الاستقبال، لاسيّما من قبل جلالة الملك عبدالله الثاني.

وحول النص الإنجيلي (شفاء خادم قائد المئة)، أشار سيادته إلى أنّ الإنجيل يقدّم قائد المئة الروماني كمثال على الإيمان، ولهذا السبب تبّنى طقس الكنيسة اللاتينية كلامه قبل المناولة: ’يا رب، لستُ مستحقًا أن تدخل تحت سقفي، ولكن قل كلمة واحدة فتبرأ نفسي‘، مشيرًا إلى أنّ الكنيسة تقدّم هذا النص للمؤمنين في الزمن الأربعينيّ دعوة منها لكي يدخلوا في علاقة إيمان مع الرّب.

 

وقال: هذه هي المهمّة الأولى للكنيسة: إلهام الإيمان، وإعلان الإيمان، ودعم الإيمان بالمسيح. لأنّ المسيح مات وقام، وهو يعد الإنسان الذي يؤمن به بالحياة الأبديّة. فالمسيح يشفي ويعطي الحياة لأنّه على وجه التحديد قام وتغلب على كل ما ينكر رغبتنا في الحياة والسعادة. لقد قام المسيح كل هذا بدافع المحبّة، واهبًا حياته لكي يضمن لنا الحياة الأبديّة.

أضاف المطران دال توزو: لذلك، فإن مهمتنا الرئيسيّة تكمن في مساعدة بعضنا البعض بشكلٍ متبادل، وأن نساعد كلّ إنسان على عيش الإيمان، أي أن نثق في المسيح ونضع حياته بين يديه، لأنّ المسيح هو حياتنا وخلاصنا. لذلك، فإن أهمّ أمر يمكن أن تفعله الكنيسة هو مرافقة كلّ إنسان في لقاءٍ شخصيّ مع المسيح، لكي يختبر، على مثل قائد المئة، الحياة والشفاء منه.

 

تابع: بالتالي، على جميع الكنائس، رغم تنوّعها، أن تشعر بالوحدة في هذا الأمر؛ أن تنقل المسيح وحياته إلى إنسان اليوم. فلا توجد حياة مسيحيّة من دون روح المسيح. وأشار إلى تميّز كنائس الأرض المقدّسة كونها تستمد إيمانها مباشرة من الحياة الأرضيّة للسيّد المسيح، الذي صار جسدًا، وعاش وترك آثارًا لحياته الأرضيّة على هذه الأرض المقدّسة، مشيرًا بشكل خاص إلى مكان المعموديّة، الذي يقع على بعد كيلومترات قليلة، ويذكرنا بمعموديتنا، عطية الحياة الأبديّة.

وقال: لأننا نعلم أن المسيح يريد أن يعطي الحياة، فإننا مدعوون للعمل أيضًا على هذه الأرض حتى تُعطى شروط الشفاء والمصالحة والسلام والصفاء، التي يمكن أن تنبت معها الحياة بحرية أكبر. لذلك، سعت الكنيسة دائمًا إلى مساعدة الإنسان في حاجته الملموسة، وبالتالي أودّ أيضًا أن أعرب عن امتناني لجميع أولئك الذين يلتزمون، في هذا البلد، بتعزيز الإنسان، ولا سيما الأكثر ضعفًا، كما يعلمنا البابا فرنسيس جيّدًا.

 

أضاف: تشعر الكنيسة في هذه البلاد بأنّها مدعوة لتقديم شهادة المحبّة، والسعي إلى السلام والمصالحة بين الناس، وتدعوهم على وجه التحديد إلى تلك الرغبة في الحياة المتأصلة في أعماق قلوبهم والتي يشترك فيها الجميع. بالتالي، فإنّ مهمة السفير الفاتيكاني، الذي يمثّل الأب الأقدس والكرسي الرسولي، تتمثّل في تعزيز الرغبة في الخير والحياة التي يمتلكها كل إنسان في داخله، كونه مخلوق من الله، كما وتشجيعه على وحدة الروح، لكي نتمكن جميعًا من إيجاد الطريق إلى حضارة تحترم الحياة.

 

وأوضح بأنّ الكنيسة الكاثوليكيّة تتعاون، من خلال السفراء البابويين، مع قادة الأمم من أجل جميع الناس، مؤكدًا بأنّ الكنيسة يمكنها الاعتماد على كرم أولئك الذين يحكمون الأردن، ومعربًا عن دعمه للكنيسة المحليّة في تقديم اسهاماتها الخاصة في هذا الطريق. وفي الختام، دعا المطران دال توزو الجميع للصلاة من أجله لكي يقوم بمهامه التي أوكلت إليه، مؤكدًا للجميع بأنّ لديهم في السفارة البابويّة صديق وأخ يسعى معهم إلى خير الكنيسة وشعبها المقدّس.

صلاة، دعم وتعاون

 

وقبل ختام القداس، قدّم المطران دال توزو أوراق اعتماده إلى رئيس الأبرشيّة البطريرك بييرباتيستا بيتسابالا. وألقى غبطته كلمة ترحيبية باسم الكنائس المحليّة بالسفير الفاتيكاني، ممثّل الحبر الأعظم، مؤكدًا على الصلاة والدعم والتعاون في رسالته الجديدة في بلد المعموديّة.

 

وبعد القداس، تقبّل المطران دال توزو التهاني من الحضور في قاعة الكنيسة.