موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الخميس، ٨ مايو / أيار ٢٠٢٥
افتتاح مؤتمر: المسيحيون في المشرق العربي وطموحات الوحدة والتنوير

بترا :

 

رعى سمو الأمير الحسن بن طلال، رئيس مجلس أمناء المعهد الملكي للدراسات الدينية، الأربعاء 7 أيار 2025، افتتاح مؤتمر "المسيحيون في المشرق العربي وطموحات الوحدة والتنوير"، الذي ينظمه المعهد.

 

وأكد سموه، في كلمة له، أهمية اعتبار حريّةُ العقيدة وما يرتبط بها من حقِّ المواطنة الكاملة للجميع والقائمة على المساواة التامة في الحقوق والواجبات حجر الزّاوية في البناء المجتمعي الحديث. وأشار سموه إلى ضرورة التسليم بمشروعية التعدد في المشرق الذي يعتبر "مشرق المشرقيين"، ورعاية حق الاختلاف والمساواة الكاملة بين المواطنين فيه على أساس متينٍ من المواطنة والشراكة والتكافل في مواجهة الاستقطاب والكراهية.

 

ونوه سموه إلى أن الحوار الثقافي والإنساني بين أتباع الديانات والعمل على تعزيز القواسم المشتركة والبناءة والخلاقة يجب أن يقام في غاية تعزز الاستقلال المتكافل في المشرق والتأكيد على إنسانية الإنسان فيه. ولفت سموه إلى أن تطوير الفهم المشترك للسياسات في المشرق حاجة ملحة خصوصا في الوقت الحالي للحفاظ على اتزان المشرق في العالم المضطرب الذي نعيش فيه، مبينًا أن المنطقة المشرقية تحظى بتنوع ونظرة وسطية.

 

وبين سموه أن "الإسلام يتأسّس على قيم العدل والمساواة وحماية حقوق المواطنة لكلّ أبناء الوطن بلا تمييز بسبب اللون أو الجنس أو المعتقد؛ ونحن نرى في سايكس-بيكو مقدمةً لما تلاها من تفتيت للفتات دينياً وطائفياً".

الجلسة الافتتاحية

 

وشهدت الجلسة الافتتاحية مشاركة كل من بطريرك القدس للروم الأرثوذكس ثيوفيلوس الثالث، وبطريرك السريان الأرثوذكس إغناطيوس افرام الثاني. وشارك في الجلسة أيضًا بطريرك الأرمن الأرثوذكس لبيت كيليكا آرام الأول، وبطريرك السريان الكاثوليك إغناطيوس يوسف الثالث يونان، وبطريرك الأرمن الكاثوليك روفائيل بيدروس الحادي والعشرون.

 

وقدّر البطريرك ثيوفيلوس الثالث، في كلمته، عاليًا مواقف ودور جلالة الملك عبدالله الثاني في دعم الحوار بين الأديان والمحافظة على الأماكن المقدّسة في القدس. وأشار إلى أن الوجود المسيحي في الشرق الأوسط يواجه تحديات ديمغرافية واقتصادية وعنف، لافتًا إلى ما تشهده غزة من تداعيات الحرب والمعاناة والتحديات، مشيرًا إلى أن المسيحيين في غزة مازالوا صامدين ومتمسكين بأرضهم فيها. ودعا إلى الوحدة بين المسلمين والمسيحيين في المنطقة لمواجهة التحديات، منوهًا إلى العيش المشترك التاريخي بينهما.

بدوره، قال البطريرك إغناطيوس إفرام الثاني إنّ عنوان المؤتمر يحمل دلالات عميقة تعكس قيم العيش المشترك بين جميع المكونات في مجتمعات المشرق العربي. وتحدث عن الهوية المسيحيّة المشرقيّة، لافتًا إلى انها ليست محصورة في دين معين، وأن المنطقة تعايشت فيها حضارات عديدة. وقال إن المسيحيين والمسلمين تشاركوا في القرن السابع بصياغة الحضارة العربية الجديدة، مستحضرًا دور العديد من العلماء والمترجمين المسيحيين العرب والسريان في العهد العباسي، مؤكدًا ضرورة عدم توظيف الدين لغايات التفرقة والانقسامات.

 

من جهته، قال الكاثوليكوس آرام الأول إن التسامح الديني والثقافي لم يعد خيارًا بل ضرورة للمجتمعات، داعيًا إلى التركيز على حوار مركز وجديد ومقاربة سياقية. وأكد ضرورة إقامة حوارات أفقية بين الأفراد والمجتمعات في المنطقة، ودعا إلى عدم تسييس الديانات، لافتا إلى أن أبرز تحدي هو الانتقال من الحوار إلى العيش بسلام في ظل التنوع الديني والثقافي في المشرق العربي. وأعرب عن تقديره لجهود جلالة الملك عبدالله الثاني في توفير بيئة للعيش المشترك والتسامح، ومواقفه الداعمة لتعزيز التراحم والتسامح في المنطقة والعالم.

وفي حديثه، أكد البطريرك إغناطيوس يوسف الثالث أهمية تعزيز قيم التآخي والعيش المشترك والتسامح، مشيرا إلى أن المسيحية متجذرة في ثقافات الشرق، لافتا إلى أهمية الاستنارة في طريق السلام وإيجاد فرص لتقوية العيش المشترك في مواجهة هيمنة الشر والتطرف.

 

وأثنى البطريرك روفائيل بيدروس الحادي والعشرون على كرم ومحبة الشعب الأردني وقيادته الهاشمية في استقبال المسيحيين منذ مجيء الأرمن إلى الأردن في مستهل القرن الماضي، وصولا إلى مسيحيي العراق وسوريا إثر ما تعرضوا له من اعتداءات عصابة داعش الإرهابية.

 

وتضمن اليوم الأول للمؤتمر ثلاث جلسات، ويستكمل أعماله الخميس.