موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الأربعاء، ٢٠ يناير / كانون الثاني ٢٠٢١
البطريرك يونان يوجه رسالة بخصوص زمن الوباء والمحنة التي يمرّ بها العالم‎
فيما يلي نص رسالة التشجيع والقرب والتعزية التي وجّهها بطريرك السريان الكاثوليك الأنطاكي اغناطيوس يوسف الثالث يونان، إلى رؤساء الأساقفة والأساقفة آباء السينودس المقدس، وإلى الآباء الخوارنة والكهنة والرهبان والراهبات والمؤمنين "اللائذين بالكرسي البطريركي الأنطاكي في بلاد الشرق وعالم الإنتشار"، بخصوص زمن الوباء والمحنة التي يمرّ بها العالم‎:

أبونا :

 

"فرحين في الرجاء، صابرين في الضيق، مواظبين على الصلاة)" (روم 12: 12)

 

من النصوص المحبَّذة لنا، الفصل الثاني عشر من رسالة مار بولس رسول الأمم إلى كنيسة روما. وقد رأينا أن نستهلّ رسالتنا إليكم بالعبارات الثلاث أعلاه التي وردت فيه، كي نشارككم مرارة الأزمة الصحّية التي يتخبّط بها عالمنا اليوم، والتحدّيات المقلقة التي نواجهها جميعًا أينما كنّا، شرقاً في بلدنا الأمّ، أو غربًا في كنيسة الانتشار. إنّها لكارثةٌ كونيةٌ لم يعرف أحدٌ لها مثيلاً، سوى، اللّهمّ، مَن اختبر في ذاته وبين ذويه وجماعته، في سنوات الإرهاب الأخيرة، معاناة التهديد بالقتل والإقتلاع من أرض الأجداد والتشرّد في بلاد الغربة.

 

يحثّنا الرب يسوع بفم بولس رسوله، أن نعيش اليوم أكثر من أيّ زمنٍ مضى، الرجاء والصبر والصلاة. نِعَمٌ يفيضها علينا الروح القدس، كي نستمرّ أقوياء ونتابع مسيرتنا الأرضية، متّكلين عليه تعالى، وواثقين برحمته، مهما عصفت الزوابع، واشتدّت الضيقات، وازدادت التحدّيات. مواهبُ روحية، نحن مدعوون ألا نستأثر أو نعتَدَّ بها، بل أن نكرز بها للذين يحتاجون إلى محبّتنا وتشجيعنا ورأفتنا، فنلهمهم شجاعة القلب وطمأنينة النفس والإتّكال المطلق على العناية الإلهية، متذكّرين وإيّاهم وعدَ الرب يسوع لنا: "لا تخافوا، أنا معكم".

 

لنكن مثالاً لإخوتنا وأخواتنا المؤتمَنين لخدمتنا، في الرجاء "فوق كلّ رجاء"، في الصبر الذي نقتني به خلاص نفوسنا، وفي الصلاة، مناجاة الآب الذي يعرف ضعفنا البشري، ويسرّ بتلعثُمِنا البنوي، ويفتح باب رحمته واسعاً لانتشالنا من وهدة الخطيئة.

 

ويطيب لنا أن نحثّكم كي ننتهز مناسبة صوم نينوى الذي تبدأ به كنيستنا يوم الإثنين القادم في الخامس والعشرين من كانون الثاني الجاري، فنقدّم صومنا وصلاتنا زمنًا مقبولاً وعطرًا روحيًا مباركًا أمام الرب، ضارعين إليه كي يزيل هذه المحنة، ويبيد هذا الوباء من الأرض، ويشفي المرضى، ويرحم الموتى، ويوجِد العلاج الشافي له، إنّه السميع والمجيب.

 

"فإنَّ الله شاهدٌ لي كيف أشتاق إلى جميعكم في أحشاء يسوع المسيح" (فيلبي 1: 8). أجل، أحبّاءَنا، كم نحن تائقون إلى مشاهدتكم ولقياكم، وإن كان الأمر يبدو صعباً تحقيقه بسبب الأزمة اليوم، لكن تأكّدوا أنّكم جميعًا في قلبنا، وأدعيتنا ترافقكم، بشفاعة والدة الله مريم العذراء، سيّدة النجاة، مع بركتنا الرسولية، والنعمة معكم.