موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر
فبيانا فارس، شابة عراقية مبدعة وطموحة، تمتلك موهبة الفن في صناعة وتصميم مسكات العرائس وباقات الورد وأطواق الشعر مصنوعة من الورود بعدة أشكال مختلفة ومزخرفة بأشكالها وبتصاميمها المبهرة. أحبت أن تشاركنا أعمالها المصنوعة بأناملها لتسقي أنظارنا بإبداعتها.
ثقتها في نفسها وشغفها لحرفتها جعلها تطمح بتوسيع مشروعها. برزت موهبتها وتميزت بإمكانياتها واستمرت على هذا المِنوال. ثابرت لتحصد ثمار جهودها، وكل ما تصنعه بأناملها مستوحى من شغف وإبداع وتميّز أفكارها.
ضيفتي في هذا الحوار شابة تستحق الالتفاتة وتسليط الأضواء على إبداعاتها المبهرة:
في بداية الحوار حدثينا عن نفسكِ ومشروعك؟
اسمي فبيانا فارس، من سكان ناحية برطلة بسهل نينوى. خريجة بكالوريوس تربية لغة إنجليزية، وأعمل في مجال الأعمال اليدوية. بدأت في مشروعي منذ عام 2022، حينها كنتُ في الثالثة والعشرين من عمري. يختص مشروعي بتصميم مسكات الأعراس وباقات الورد، وكذلك توفير مستلزمات العرائس بالإضافة إلى ترتيب بوكسات الهدايا.
كيف كانت بدايتكِ وهل واجهتِ صعوبات أو معوقات معينة؟ وكيف تخطيتيها؟
في بداية مشروعي واجهت بعض الصعوبات والمعوقات، وكانت أهمها اختيار المكان الأنسب لشراء البضاعة فلم يكن لدي الخبرة الكافية في كيفية اختيار المكان الأنسب والارخص. ولكن بعد محاولات البحث تمكنت من إيجاد بعض الصفحات التي أتعامل معها لشراء البضاعة. وكذلك في بداية المشروع لم يكن لدي أي خبرة في كيفية تصميم الباقات لكن بعد متابعتي لمقاطع الفيديو التعليمية وبعد عدة محاولات تمكنت من تطوير عملي، وكذلك أصبحت أصمم الباقات بطرق مميزة ومختلفة عن المتعارف عليها في الأسواق.
كيف جاءت فكرة هذا المشروع؟
عندما أتيحت لي الفرصة للبدء بمشروعي، اقترحت والدتي وشقيقتي بافتتاح مشروع يختص بتصميم باقات الورود. أعجبتني الفكرة وافتتحت مشروعي على هذا الأساس. أنّ دور عائلتي كان مهمًا، حيث قدّمت لي الدعم المستمرّ. فوقوفهم إلى جانبي أعطاني الدافع للإنطلاق نحو افتتاح هذا المشروع، وبفضلهم حققت النجاح والتقدم على ما أطمح إليه.
متى وكيف اكتشفتِ موهبتكِ بهذا المجال؟
كنت مهتمة بالأعمال اليدوية منذ أن كنت صغيرة. وعند البدء بهذا المشروع اكتشفتُ أن لديّ الموهبة في هذا المجال، وبعدها عملت بجهد ومثابرة لتجسيد هذه الموهبة وهذا الشغف على أرض الواقع.
ما الدوافع من إختيارك لهذا المشروع تحديدًا؟
اخترت هذا المشروع بسبب قلة وجود هكذا نوع من المشاريع في منطقتي ولأنه مشروع مميّز.
هل تلقيتِ ردود سلبية في بداية عملك؟
لا أبدًا على العكس من ذلك فقد تلقيت الكثير من المديح والكلام المشجع وكذلك الدعم المعنوي من الأقرباء والأصدقاء.
ماذا عن عرض أعمالكِ على مواقع التواصل الاجتماعي؟
لدي صفحات على تطبيق فيس بوك وانستغرام باسم "بيلا روز Bella Rose" أعرض من خلالهما تصاميمي وأروّج لها، وهذا ساهم بعرض أعمالي بشكل واسع. إنّ غالبية الطلبيات أنجزها من خلال مواقع التواصل الاجتماعي.
هل تلقيتِ دعوة للمشاركة في البازارات مثلاً؟
نعم تلقيت دعوة للمشاركة في بازار السوق الخيري في أربيل. كما شاركت في معرض الأعمال اليدوية الذي نظمه منتدى برطلي للثقافة والفنون السريانية. لقد كانت هذه الدعوات بمثابة تقديم الدعم لي، فالمشاركة فيها ساهمت في تعريف المجتمع بأعمالي وتسويق منتوجاتي. إنني أطمح أن أشارك كلما أتيحت لي الفرصة.
كم من الوقت يستغرق لإنجاز الطلبيات؟
بعض الطلبيات تستغرق نصف ساعة وبعضها ساعتان والآخر ثلاثة ساعات وذلك يعتمد على طريقة إعدادها وشكل التصميم وحسب التفاصيل الموجودة في التصميم إذا كان بسيطاً أو لا.
هل تسعى فبيانا لتطوير مشروعها؟
بالطبع أسعى ولدي اهتمام وطموح لتطوير مشروعي. إنني أبذل قصارى جهدي لجعله مشروعًا مميزًا.
كيف تنظمين وقتكِ بين حياتكِ الشخصية والعملية؟
تتظيم الوقت ضروري ومهم. في الصباح أقوم بواجباتي المنزلية وبعد ذلك أخصص الوقت الكافي لإنجاز طلبياتي في الوقت المحدد. إنني أيضًا أمارس هواياتي المفضلة، من قراءة الكتب التي تخص علم النفس والكتب الروحية، بالإضافة إلى الروايات والقصص. وفي أوقات الفراغ أحب متابعة القنوات التي تتضمن تطوير اللغة الإنكليزية أو الاستماع إلى الموسيقى. إنني أحرص على ترتيب أوقاتي بشكل منتظم.
ماذا تود فبيانا إيصاله للفتيات اليوم عبر هذا الحوار؟
رسالتي لأي فتاة شغوفة وطموحة تريد أن يكون لديها مشروع خاص بها ومصدر رزق لها، عليها أن تسعى لهدفها بافتتاح مشروعها وفي المجال التي تجد نفسها فيه موهوبة. إن لم تسر الأمور في البداية كما هو مخطط له، لا قدّر الله، عليها أن تواصل طريقها، وأن تسعى جاهدة لتطوير ذاتها وتطوير مشروعها الصغير. كذلك عليها أن تتقبل الانتقادات مهما كانت، فإنّ ذلك الأمر سيجعلها فتاة قوية وناجحة في المستقبل.
ما هي رسالتكِ للجهات المانحة؟
أرجو من الجهات المانحة أن تدعم وتشجع المشاريع الصغيرة، ماديًا ومعنويًا، لكي تعطيها الحافز لمواصلة نجاحها. يمكن أن يكون ذلك من خلال إقامة منتديات أو تنظيم ورشات عمل تدعم الموهوبين وتصقل مواهبهم، أو من خلال استقطاب أصحاب الطاقات الشبابية لغرض احتضانهم وتشجيعهم نحو بذل المزيد من العطاء، كما يمكن تنظيم دورات لتطوير قدراتهم.
كان معي في هذا الحوار الشابة المبدعة والطموح فبيانا فارس.
أشكرها لتواجدها المتواضع وأسلوبها المتميز وعلى إتاحة وقتها وسعة قلبها الواسع.