موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

الرئيسية /
روح وحياة
نشر الجمعة، ٢٤ يونيو / حزيران ٢٠٢٢
الأب بشير بدر يلخص من روما نشاطات اليوم الثاني من اللقاء العالمي العاشر للعائلات
اليوم الثاني، الخميس 23 حزيران
المؤتمر اللاهوتي/ الرعوي

الأب بشير بدر :

 

ابتدأ النهار الثاني من اللقاء العالمي للعائلات بالقداس الإلهي في كنيسة مار بطرس. وعند الساعة العاشرة صباحًا ابتدأت المحاضرات بترحيب من الكاردينال كيفن فاريل.

 

وكانت المحاضرة الاولى من زوجين أمريكيين حول معنى "العائلة: كنيسة بيتية". فقد تعمقا في رسالة الكنيسة المثلثة في التعليم والتقديس والرعاية. وعكسا ذلك على حياة العائلة اليومية وروحانيتها بجعلها ليتورجية خدمة ورسالة خلاص. ودعا الزوجان الأبرشيات (الكنيسة الهرمية) الى انشاء مجموعات من عائلات الكنائس البيتية والتواصل فيما بينها من اجل خدمة اوسع في رسالة الكنيسة.
 

ثم كانت الجلسة النقاشية الاولى حول موضوع: "أزواج وكهنة معًا من أجل بناء الكنيسة". تمت مناقشة الموضوع من قبل ثلاث عائلات تعمل في الخدمة الرعوية العائلية وكاهن.

 

العائلة الاولى زوجان منذ 29 عامًا في  من جمهورية لاتفيا. قالا إن الزواج والكهنوت هما دعوتان مختلفتان وموازيتان لبناء الكنيسة. وقالا إن  تنشئة الكاهن على الدعوة الكهنوتية تبدأ في البيت قبل التنشئه في الاكليريكية.

 

أما الكاهن فتكلم عن الدعوة الكهنوتية والدعوة الى الزواج. فذكر بقول للبابا فرنسيس: "بأن كل دعوة هي دعوة زواجية/كهنوتية في ذات الوقت أي هي دعوة الى الحب وعطاء الذات والانفتاح على الله وعلى الاخرين بعطاء مجاني". ثم أعطى شهادة حياة عن عمله في المحكمة الكنسية في لاتفيا. وبعد العديد من القضايا القانونية، شعر بالحاجة الى مساندة العائلات الشابة وتنشئتهم على دعوتهم. وقال بأن الكنيسة لا تعلن الأمور الجميلة فقط عن العائلة بل هي تعلم وتشارك صعوباتها وأتعابها. مساعدات العائلات ليست هامشية بل اساسية في رسالة الكنيسة.

 

العائلة الثانية من بوروندي من افريقيا: متزوجان منذ 19 سنة. يعملان في راديو مريم ويعيشا في جماعة رعوية مع عدد من العائلات التي ساعدتهم على جعل عائلاتهم كنيسة بيتية. قالت انهما فهما ان الرب لا يريدهما فقط كنيسة بيتية بل كنيسة مرسلة. فاكتشفا دعوتهما الارسالية في مساعدة العائلات الشابة.

 

العائلة الثالثة من لبنان: جيروم وجانيت ضاهر يعيشان ويخدمان في لبنان وفرنسا. وتحدثت عن خلق جماعة بين العائلات. قالت إن الكنيسة الاولى كانت بيتية… وأننا نحتاج بعضنا لبعض لكي نصنع عائلة وكذلك لنصنع الكنيسة.

المحور الصباحي الثاني كان حول موضوع: الشباب وكبار السن معًا من اجل كنيسة الغد. وتحدثت عائلة (جد وجدة  متزوجان منذ 50 عامًا) من اسبانيا عن دور الجدود في نقل الايمان في العائلة. وتحدثت عائلة امريكية عن دور الجدود ومسيرة سينودس الكنيسة القادم. وأخيرًا كانت شهادة عائلة ايطالية عن رسالة كبار السن في رعويات الكنيسة.

 

أما الجزء الثاني من النهار فابتدأ بمحاضرة عن موضوع المرافقة الرعوية للمتزوجين حديثا قدمها زوجان شابان من اسبانيا.

الجلسة الحوارية الثالثة دارت حول موضوع الحب العائلي واوقات الأزمات. تحدث زوجان من البرازيل (والدان لـ7 أبناء وبنات) عن جمال الحب العائلي وعن هشاشته. هو كالكنز الذي نحمله في آنية من خزف. وهو حب على مثال محبة الله اللامتناهية ولكنه هش بسب ضعف طبيعتنا. وكما يقول البابا فرنسيس الحب لا يرتجل، بل يحتاج الى عمل دقيق والتزام يومي. وكيف اثبتت ازمة الكورونا هشاشة البشر والحاجة الى قوة الحب من الصبر والمغفرة والنصح.

 

وكذلك تحدثت عائلة من جنوب افريقيا، متزوجان منذ 35 سنة، عن خبرة ازمة عاشاها. وكيف عاشا خبرة الحب التي تمر بمراحل اربعة: الرومانسية، الخذلان، البؤس ثم الفرح. ووصفا صعوبة طلب المغفرة واعطائها والحاجة الى اعطاء الثقة من جديد على مثال حب السيد المسيح.

 

ثم جاء دور كاهن وسيدة من كندا. الكاهن حالة خاصة. اذ كان متزوجا وله عائلة، وبعد وفاة زوجته وزواج أبنائه اختار الكهنوت بإذن خاص. تحدث بخبرة وحب عن اهمية حب الوالدين امام اطفالهم وتاثير العلاقة الصعبة عليهم. وتحدث عن اهمية تحضير المخطوبين لمعنى الزواج كسر ابدي.

 

ثم تحدثت السيدة بورجوا Bourgeois من أبرشية مونتريال عن موضوع الهجران. والسيدة بورجوا هي مؤسسة جمعية تعتني بحالات الهجر والعزلة تدعى "famille solitude Miriam". تحدثت كذلك عن خبرتها وكيف ساعدت نساء أخريات على الشفاء من آلام الشعور بالرفض بعد هجران الزوج. تقول: كنت عاجزة، ولكن الرب كان يقدر. فصرنا نتأمل معهن بكلمة الرب. يسوع هو شافي القلوب المكسورة في الافخارستيا. وشفاء المهجور هو شفاء لمن حولهم من الاطفال. وحثت المتزوجين على أخذ ارتباطهم المقدس بجدية بانه تكريس أبدي وبأن ضمانة إستمرارية حبهم هو يسوع.

الجلسة الحوارية الرابعة تناولت المرافقة من أجل الابوة والامومة المسؤولة.

 

تحدثت أولاً عائلة امريكية (تنتظر طفلهما السادس) عن حاجة الكنيسة والعالم لاباء وأمهات واعين لادوارهم. الابوة والامومة هي انفتاح على المسؤولية والالم ايضا.

 

وكذلك أعطت عائلة اسبانية شهادة عن موضوع التبني كخيار حياتي مسيحي. لديهما طفلان وتبنيا اثنين آخرين. وكيف يوزعان النهار بالعمل والصلاة وحضور الرب في حياتهم. وقال الوالد بان ابنتهما الكبرى تقول: صرت اعرف الله بفضل مثال محبة والديّ.

 

وختمت الجلسة عائلة ايطالية متزوجان منذ 18 عامًا ولديهما 5 أبناء. شهادة عن استقبال الحياة الوليدة دوما. فقالا ان ولادة الابن الخامس (جورجيو) قلبت حياة الاسرة. جاءنا طفل مختلف عن اخوته الباقين. انقلبت حياة الاسرة لانه ولد مع متلازمة داون. هذا الطفل هو في الحقيقة أجمل ما حصلت عليه عائلتنا. انه يشبه حبة الكرز فوق الكعكة. وعندما وصفا سعادتهما باستقبال الطفل المريض بحب وفرح عبر صفحة الفيسبوك بهما، قامت العديد من الصحف والمواقع بنشر رسالتهما… واستلما رسائل الدعم والتشجيع وبخاصة من العائلات التي كانت تخاف من ولادة ابن مصاب.

 

قالا في النهاية: إن جورجيو المصاب علمنا كم هي جميلة الحياة، وكم هي جميلة العائلة، وكم هي جميلة حياة العائلة المسيحية. طفلنا المصاب علمنا الحب وتقدير  للحياة، لكل الحياة ولكل حياة. مع ابننا المصاب تعلمنا حب التعب… وتعب الحب. انه تعب خفيف.

 

بعد ذلك كانت صلاة الختام.

ثم انتقلنا إلى مطرانية روما من أجل امسية موسيقية بعنوان "فرح الموسيقى" تضمن البرنامج ترانيم ومعزوفات كلاسيكية للموسيقيين الشهيرين موزارت وشوبرت.

 

وهكذا انتهى اليوم الثاني.

 

تحية للعائلتين اللتين ترافقانا باسم البطريركية اللاتينية: عائلة السيد جوزيف عكشة وزوجته عالية من عمان، وعائلة السيد السيد نزار غطاس وزوجته ياسمين وابنهما الصغير فايز من بيت لحم. وتحية للأخ والأب رامي عساكرية، كاهن رعية بيت لحم.