موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

الرئيسية /
روح وحياة
نشر السبت، ٢٥ يونيو / حزيران ٢٠٢٢
الأب بشير بدر يلخص من روما نشاطات اليوم الثالث من اللقاء العالمي العاشر للعائلات
يوميات اللقاء العالمي العاشر للعائلات
اليوم الثالث: الجمعة 6/24

الأب بشير بدر :

 

وكان مساء وكان صباح يوم ثالث ابتدأ بالاحتفال الذبيحة الالهية في كنيسة مار بطرس. وعند الساعة العاشرة كانت الوفود قد وصلت الى قاعة البابا بولس السادس حيث تجرى أعمال المؤتمر اللاهوت/ الرعوي الذي تواصل هذا اليوم أيضًا ودارت اللقاءات والشهادات الايمانية والمسيحية الزوجية والعائلية حول موضوع الدعوة.

 

افتتحت الجلسات الصباحية بمحاضرة لزوجين فرنسيين تحت عنوان: هوية العائلة المسيحية ورسالتها. هويتها أنها عطية من الله، وهي غنى وكنز للبشرية. ولكن للأسف هذا الكنز ما زال مطمورًا ويجب الحفر لاستخراجه. وهذا الكنز لا يتطلب مشاركته مع الآخرين لكي يغني ويبني. لذلك نبّه الزوجان من خطر الاستغلال ودعيا الى الانتقال لمبدأ العطاء المجاني على مثال الله خالق العائلة. لذلك على العائلة أن تجد هويتها في العيش في الله وبالله ومع الله. ومن أجل إحياء شعلة الحب، يحتاج الزوجان للصلاة وطلب عطايا الروح القدس.

 

وأما فيما يختص برسالة العائلة فتوقفت العائلة الفرنسية عند 3 رسائل: الأولى هي إعطاء الحياة والتربية عليها. والثانية هي أن تكون منارة لمن حولها: أنا نور العالم. وأما الرسالة الثالثة فهي أن تصبح (الزوج والزوجة وليس فقط احدهما) مرسلين في الكنيسة. هذه المشاركة تجعل الزوجين يكتشفان غنى عمل الروح في شريك الحياة. وهنا أعطت السيدة مثالاً عن خبرة والديها اللذين كانا مختلفين في الاهتمام الكنسي، وبعد أن عاشا مراجعة لدعوتهما انخرط الزوج مع زوجته في خدمة رعوية ورسولية في باري لومونيال مكان ظهور قلب يسوع للقديسة ماري الاكوك. وختما محاضرتهما باستيداع قلب يسوع الأقدس كل العائلات بمناسبة عيد قلب يسوع الاقدس اليوم.

 

ثم تحوّل المؤتمر إلى المنصة الحوارية الخامسة حول موضوع مهم بعنوان: أن تكون مسيحيًا في عصر التكنولوجيا الرقمية. أدار الجلسة الصحافي الايطالي Raffaele Buscemi. قال بالرغم من أننا نعيش حياتنا اليوم على ايقاع online & offline ولكن هويتنا لا تتغير. لذلك هل هناك اسلوب مسيحي لعيش العصر الرقمي؟!

 

المشاركة الاولى كانت لعائلة فرنسية من مجموعة mission Cana. تحدثت الزوجة عن خبرتهما لمدة 20 عامًا في الزواج حيث أن العلاقة بين الزوجين تؤثر على العلاقة في العائلة كلها. وعلقا على دعوة البابا في ارشاد فرح الحب رقم 224 على أهمية قضاء وقت خاص بين الزوجين ولكن أيضًا على نوعية الوقت والحديث. وكيف خلال فترة أزمة كورونا تلاقيا مع أزواج آخرين من خلال شبكة الانترنت للقاءات المتبادلة، وكيف أشركا أبناءهما معهما في الصلاة وتحضير اللقاءات ثم تحضير برنامج أسبوعي للعائلات لعدد من المبادرات العائلية والروحية في زمن المجيء استعدادًا لعيد الميلاد، ثم في الزمن الأربعيني استعدادًا لعيد الفصح… وهذه الدعوة وصلت في النهاية إلى أكثر من 3000 عائلة في فرنسا.

 

اختتما بالقول، بأنه وإن كان العالم يجبرنا على استخدام طرقه في التواصل، فإن المطلوب منا هو الاهتمام بالمحتوى الذي نقدمه لبعضنا. هو نعمة إذ يقدم لنا طرقًا جديدة للتواصل مع بعضنا واقترحا على العائلات خلق مساحة (مصلى) في بيوتهم لكي تنمو في المحبة والايمان. وبفضل التكنولوجيا الرقمية دعت المجموعة بعض الكهنة والعائلات المشتركة لسهرات لقاء وصلاة ومصالحة في الرعايا ولبى العديد الدعوة.

 

ثم جاء دور عائلة ايطالية (باولو وباتريسيا) لديهما 12 ابنًا وابنة من جماعة  طريق الموعوظين الجدد. وهما مرسلان في هولندا منذ 18 عامًا. تحدث الزوجان عن موضوع نقل الايمان الى الابناء. وتكلم الزوج عن خبرتهم في الاسرة وكيف كان والداهم يجمعان العائلة للصلاة والتامل ويسألاهم عن تاثير كلمة الرب على حياتهم وبخاصة ايام الاحاد والغداء الاحتفالي. وكيف كانوا يشاركون في جميع اللقاءات الكنسية  وهذا زاد من محبتهم للكنيسة.

 

قالت الزوجة: تزوجنا بعمر صغير وكنا نريد ان نبني عائلة مسيحية. ولكن مهمة نقل الايمان لابنائنا في هذا العصر الذي يغيب عنه الله وهجوم الشيطان على العائلة والشباب والزواج صار تحديًا كبيرًا. هناك هجوم افكار وايديولوجيات تنتشر من خلال العصر الرقمي. لذلك، كم يحتاج الابناء الى خيارات جذرية وجدية وبخاصة في عمر التثبيت والمراهقة. ومن هنا انتشرت خبرة جميلة وجديدة وهي أن تقوم عائلة مؤمنة في جمع الابناء والبنات الاصدقاء في بيت عائلي للقاء والصلاة. واعطت هذه اللقاءات ثمارا طيبة في رعايا كثيرة.  وحول رعويات الشباب، فمن المهم شهادة العائلة المؤمنة. لانهم يؤمنون بالمثال وليس فقط بالكلام. أهم أمر هو إيمان الوالدين (البابا بولس السادس). كما شددا على أهمية التعليم المسيحي للبالغين، وكاننا نعيش بداية جديدة للمسيحية في عالم وثني.

 

ثم تحدثت عائلة شابة من البرازيل Gustavo & Fabiola عن موضوع شبكات التواصل، وهل هي بيئة حاضنة لابنائنا؟ قالا بأن الانترنت لم يعد وسيلة بل هو بيئة. وهذا ما جعله خطيرًا. فبالرغم مما يقدمه من خير وتواصل فهو يحمل تاثيرات خطيرة على الحياة بالانعزال. تقدم لنا الكنيسة ثلاثة محاور للتمييز:

 

1. الهوية: معرفة من نحن وماذا نريد ومن اين اتينا والى اين نذهب وهل نستطيع ان نتعامل بشكل جيد مع هذه البيئة الرقمية. وما هي القيم التي نريد ان نبحث عنها ونعطيها؟

 

2. الحوار: نشرك الابناء في الحوار عماذا يبحثون في النت وماذا يريدون ان ينشروا ؟ وهنا يمكن ان يصبح هذا الموضوع طريقا للحوار وليس فقط لمراقبة الابناء من أجل حمايتهم.

 

3. الشهادة: انا اؤمن بيسوع المسيح. وهذا ليس كلاما بل هو عمل وهو شهادة واسلوب حياة.

 

ثم اعطوا مثال الشاب الطوباوي كارلو اكوتيس الذي استخدم الانترنت لاعلان ايمانه ومحبته للقربان الاقدس.

 

وهنا اسئلة للوالدين: ما هي الشهادة التي تعطونها لابنائكم في كيف ومتى وكم تستخدمون مواقع التواصل. فليس المطلوب منع الابناء من استخدام المواقع للتواصل، بل لتربيتهم وتعليمهم وتنبيههم من المخاطر فقط، بل الاستفادة منها بما جيد وجميل وحقيقي وحياتي فيها.

 

ثم كانت الجلسة الحوارية السادسة حول قضايا حالية، وهي دعوة العائلة ورسالتها في ما يسميه البابا "الاطراف الوجودية". فناقشت دور العائلة امام تحديات الهجرة ومختلف أشكال الادمان والعنف داخل الاسرة. وبعد الظهر عدنا للقاعة وكانت المحاضرة الرابعة قدمتها الدكتورة غابرييلا وزوجها حول موضوع مميز وهو جعل التحضير للزواج مسيرة تعليمية كطريق الموعوظين للعماد في بداية المسيحية.

 

ثم كانت المحطة الثانية بعد الظهر بالجلسة الحوارية السابعة حول تنشئة المرافقين الرعويبن وفي تربية الاجيال على مفاهيم انسانية ومسيحية للحب والجنس وكذلك تحضير الكهنة والاكليريكيين لرسالتهم بهذا الجانب الرعوي. وبهذا الخصوص قال الأب الواعظ الشهير في روما Fabio Rosini السؤال الاهم اليوم هو ما الذي نريد أن نسلمه للاجيال حول موضوع الحب والزواج. علينا ان نعيد موضوع مفهوم الموعوظين في طريق تحضير الخطاب التي تعنى ليس بالتحضير للزواج ولكن لانشاء عائلة . ولذلك اهمية عيش حقيقة الحياة والدعوة وتمييزها في فترة الخطوبة.

 

وتحدثت عائلة عن دورهم في تحضير الخطاب وقالا بان فترة الخطوبة هي من اجمل الفترات ولكنها في الواقع هي من اصعب الاوقات في حياة الشباب لانها تفاجئهم في التعلم والرضى كيف يتنازلون عن مواقفهم من اجل خير اعم واكبر. ثم تحدثت عائلة من تايوان متخصصة في المرافقة الرعوية الدائمة. وتكلما عن تحديات العلاقة الزوجية وبخاصة تلك العلاقة الجامدة / icy marital relationship، ووصفا كورسات التحضير للزواج بأنها مثل التطعيم. قد لا تمنع الفيروس، ولكنها بالتاكيد تمنع التاثيرات الكارثية للمرض.

 

وتحدثا عن امنية وواجب ان يكون لدى الكنائس دورات لتحضير الكهنة والاكليريكيين، وعن أهمية الاصغاء واستدعاء متطوعين مؤمنين لذلك الامر. وركزا على الاهتمام بالاطفال وتوجهاتهم الايمانية  وحاجتهم للمرافقة. ولفتا الانتباه الى حلقة تلفزيونية اعداها "بقلب ابوي patris corde" حيث جمعا آباء ليعطوا خبراتهم  امام شاشات التلفزيون حول حضور الاباء ودورهم في حياة العائلة والابناء. نالت تلك الحلقة صدى كبيرا في المجتمع التايواني.

 

في المساء انطلقت الوفود الى الرعايا في روما للالتقاء بالجماعات المحلية والصلاة. وكان وفدنا مع وفود تايوان واوراغواي وبلجيكا وانطلقنا الى منطقة توسكولانا الى رعية مريم العذراء معونة المسيحيين وهي رعية كبيرة جدًا، إذ تعد 35 ألف مؤمن. الكنيسة كبيرة وجميلة.

 

في الكنيسة عشنا أجواء روحيّة، فرنمنا نشيد لقاء العائلات وصلينا معًا صلاة اللقاء العالمي.، ثم كانت هناك خبرات رعوية. وكذلك أعطى السيد جوزيف عكشة وزوجته عالية خبرة روحيّة عن رسالة مجموعة عائلات مريم في كنيسة الاردن.

 

واختتم المساء بلقاء محبة وفرح وعشاء محبة في الرعية.

 

وخلال النهار كانت لمجموعتنا لقاءات وتعارف مع وفود أبرشيات ومسؤولي الحركات العائلية المختلفة في اسبانيا وبلجيكا وسريلانكا وفرنسا وايرلندا وتايوان والبرازيل وامريكا وغيرهم، وكلهم يرغبون بشدة في التعرف والعلاقة مع عائلات الأرض المقدسة.