موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

الرئيسية /
روح وحياة
نشر الإثنين، ٥ سبتمبر / أيلول ٢٠٢٢
إهداء إلى القدّيسة "مادري تريزا": إلى صاحبة الساري الأبيض والقلب الأبيض

أشخين ديمرجيان :

 

أمّنا تريزا لله مُنحنية، وعلى الفقراء

وننحني لهواتفٍ ذكيّة، أذلاّء

تريزا تُضمّد جراحَ الناس

ونُضمّدُ نحنُ "كيبورد" بـ"ماوس" ...

 

تُعانق مرضى وبُرص منبوذين

وبعناق "لابتوب" نبدو فرحين

كم تَعلّقَ بها مُعجَبين ومُعجَبات

وتَعلّقنا نحنُ بـ"سكايب" و"تـشات"...

 

التكنولوجيا ما فيها إنسانيّات

تُفكّك روابط الأسَر والعائلات

وهيهات أن نتواصل بها هيهات...

 

مادري تريزا!

أُعجِبَ بكِ مئاتِ الملايين

مع أنّكِ فلسًا أحمر لا تملكين

وماذا تملكين؟

سبحةً ورديّةً، شمسيّة، وجرابات

كنزة صوف وثوب راهبات

 

وبعد، ماذا تملكين؟

تملكين ولا تملكين

نوبل وجوائز للفخرِ مَدْعاة

أهدَيتِها بسخاء للمحتاجين...

 

مادري تريزا!

أراكِ أنتِ والراهبات،

بالفقرِ المُدقع مُتّشحات

وبعناية المرضى عاكفات...

 

ومع مرور الزمن والسنوات

تجاعيدكِ امتلأت مساحات

لكنّك من غير تجميل وعمليّات

بطهركِ  أجمل الجميلات

والمهمّ أهدافك الساميات...

 

مادري تريزا!

قصيرةٌ أنتِ من الهزيلات

وقامةٌ للسحابِ ناطحات

اقتَدَيتِ بالمسيح وأخلَيْتِ الذات

فملأكِ بنورٍ أبهرَ السماوات

وحوّلَ لصالحِكِ القَسَمات

وجعلكِ مُتحرّرة من النزوات...

 

مادري تريزا!

قلتِ في إحدى المرّات:

"الإجهاض أعظم مدمّر للسلام وللثقافات"

"وهو قتل مباشر للأطفال من قِبَل الأمّهات"

ألهمينا ماذا نفعل وكيف نعظ المخلوقات؟

وننهيهم عن سفك الدماء والمحرّمات؟!

بلاد كثيرة تُشرّع الإجهاض وتنفي التضحيات،

وتُشجّع على العنف وتحقيق النزوات،

فالإجهاض أعظم مدمّر للمحبّة في القارات.

 

أيا صاحبة الساري الأبيض!

كان همّك تبنّي ثقافة الحياة

وإنقاذ مئات الأطفال بل الآلافات

ولمّا سألتكِ كلينتون من بين السيّدات:

"لماذا برأيك لم نحظَ بامرأة في رئاسة الولايات"؟

كان ردّك صريحًا وأنتِ من الجريئات:

"على الأرجح تمّ إجهاضها ونبذها في المجتمعات"...

 

ارتفعتِ على المذابح مثل أعظم القدّيسات

كنتِ سفيرة التعبير عن الحقّ ولكِ وقفات

في مقاومة الإجحاف والدفاع عن الحضارات

كي لا يموت الإنسان ظلمًا في وقتٍ من الأوقات.

 

أيا أمّ الفقراء!

تشفّعي فينا من ملكوت السماوات

واغدقينا بغزير النعم والبركات!  

آمين!