موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الإثنين، ٢ نوفمبر / تشرين الثاني ٢٠١٥

يسوع والتطويبات

بقلم :
الشماس سمير كاكوز - ألمانيا

سأل بطرس يسوع عن السهر والوكيل الأمين وعن قصده بكلمة طوبى والواردة في لوقا الاصحاح 12. طوبى لذلك الخادم الذي اذا جاء سيده وجده منصرفا الى عمله الحق اقول لكم انه يقيمه على جميع امواله. يحثنا يسوع ان نكون مستعدين لمجييه ثانية والا نكون غير مهتمين بالامور الروحية لاني مجيء يسوع لا يعرفه انسان على الارض لا في ساعة وفي اي يوم فعلينا ان نكون مستعدين لمجييه ولا نكون نائمين. يوصي المسيح أن نكون على استعداد لمجئيه. طوبى وردت في مكان آخر من لوقا الاصحاح 14 مثل صاحب الدعوة الذي يقيم وليمة لاناس مقربين عليه. يؤكد يسوع في هذا المثل للذي يقيم وليمة عليه ان يدعو الفقراء والعميان والمعوقين والاشخاص الذين لا يقدرون ان يقيموا وليمة والسبب هو ان له المجد اكد في الاية 14 قال فطوبى لك اذ ذاك لانهم ليس بامكانهم ان يكافئوك فتكافا في قيامة الابرار. نحن نعلم أن الفقراء والمشوهين ناس منبوذين من المجتمع وتتنافى عاداتنا التقليدية. من منا يفعل ذلك عندما يقيم وليمة فاول شيء يفعله هو يدعو جميع الاصدقاء والاقارب والاحبة ولا يفكر بكلام المسيح بانك تكافا في قيامة الابرار والسبب هو ان الذي يقيم وليمة يضع في باله انه قد ذهب سابقا الى دعوات الاصدقاء والاحبة واعطى مكافاة او هدية لهذه الدعوات فكيف يسترد هذه الهدايا فما عليه الا ان يقيم وليمة لهؤلاء الاشخاص الذين دعوه للوليمة التي عملوه هؤلاء الاشخاص وان الذي يقيم الدعوة او الوليمة يفكر في نفسه ان الاشحاص الفقراء او المعوقين او العرجان لا يقدرون ان يعملوا الوليمة للذي دعاهم فهؤلاء الاشخاص لا يفكرون بالروحيات بل بالماديات ويفكرون في المثل القديم أعطي الاخر اليوم لكي يعطيك غداً. ذكر يوحنا كلمة طوبى في العشاء الاخير من الاصحاح 13 تقول فطوبى لكم اذا عملتم به لما يسوع غسل ارجل التلاميذ وان دل هذا على تواضع يسوع. اراد يسوع ان يفعلوا كما فعل هو وان يغسلوا ارجل بعضهم البعض. يعلمنا يسوع من ذلك العمل الذي عمله التواضع والمحبة وعدم التكبر وانه لا فرق بين الاخر والاخر وانهم كلهم سوية عند الله ولا فرق بين انسان وانسان ولا بين معلمهم وسيدهم وما عليهم الا ان يبذلوا انفسهم في خدمة اخوتهم . وردت ايضا طوبى في يوحنا في الاصحاح 20. قال يسوع لاحد تلاميذه اسمه توما الانك امنت رايتني طوبى للذين يؤمنون ولم يروا. هنيئا لنا نحن الذين لم نرى او نشاهد معجزات المسيح كما شاهدها التلاميذ ومعهم توما الذي راى المعجزات وعاش مع يسوع فترة حياته ولم يؤمن. نشكر الله أن ايماننا ثبتَ على شهادة التلاميذ والرسل والقديسين الذين شاهدوا اعمال ومعجزات يسوع. بهذا الايمان والشهادة صرنا متحدين أخوة مع المسيح القائم من بين الاموات. كثيرا منا مؤمنين سطحيا وفقط بالاسم. يصعب علينا ان نؤمن ببعض الايات في الكتاب المقدس فيقولون بعضهم لماذا لا ياتي المسيح ويعمل المعجزات والايات العجائبية لكي نؤمن به. التطويبات وردت في متى هذا كان أحد تلاميذ يسوع في الاصحاح الخامس وذكرت أيضا في لوقا والذي كان احد رسل المسيح الاصحاح السادس. في التطويبات هناك مرحلتان عند متى ولوقا المرحلة الاولى بداية التطويبات قال فلما راى الجموع صعد الجبل وجلس فدنا تلاميذه فشرع يعلمهم قال. في هذه الاية ان الجموع كانت تجلس مع التلاميذ حول يسوع ليسمعوا ما يعلمهم من تعاليم جديدة. في افتتاحية التطويبات تكلم يسوع عن البر والايمان المسيحي الجديد كما كتبها متى في الاصحاح الخامس. هذه الايات هي بمثابة تعليم المسيح للانسان كيف يتمكن ان يكون الانسان المؤمن به وان يعيش مسيحي حقيقي لكي يصل الى هدفه وهو الفوز والدخول الى الملكوت السماوي. المؤمن المسيحي من خلال هذه التطويبات التي تحمل وتبشر بمحبة وفرح وايمان وتودي ايضا الى العمل الجاد لكي يعيش المؤمن المسيحي حياة سعيدة وسلام وامان في الروح والقلب. متى يقول في بداية التطويبات صعد يسوع الجبل هنا المعنى ان يسوع لم يصعد على قمة عالية من الجبل بل كان يجلس على مكان يكون قليلا مرتفع او يجلس على تل لكي يشاهدوه الجموع. وردت في العهد القديم أيضاً عدة تطويبات، مثلاً جاء في سفر طوبيا في الاصحاح 13/14 طوبى للذين يحبونك الذين يحبون الله من كل قلبهم ومن كل نفسهم ومن كل روحهم وطوبى للذين يفرحون بسلامك الذين يعشيون بسلام دائم مع الله ويكونون فرحين مع يسوع وطوبى لجميع الناس الذين يحزنون عليك لجميع عقوباتك لانهم سيفرحون بك. هذه الكلمات ان الله عندما يريد ان يؤدب انسان ليس بمعنى انه لا يحبنا بل يريد الله لنا الخلاص من الشرير واعوانه ومن خطايانا ومع العلم اننا نحن عندما تاتي علينا شيء نكره او مشكلة ترانا نحزن لكن علينا ان لا نحزن بل نفرح ونقول هذه ارادة الله. في سفر الامثال ومن الاصحاح 28/14 تذكر ايضا وتقول طوبى للانسان الذي يخشى في كل حين اما الذي يقسي قلبه فيسقط في السوء. ما معناه ان الانسان الذي يخاف الله من كل قلبه فهنيئا له ولكن الذي لا يخاف الله ولا يعمل ما تقوله كلمته فحتما سوف يسقط ويكون سقوطه لا محال له وبسبب قساوة قلبه وكبريائه ودائما يكون متعالي على غيره ويحب ان يكون وان يعيش في المشقات ولا ننسى ان قاسي القلب وكبريائه لا دواء له لان الشر قد تاصل داخل جسده فعليه ان لا يكون الانسان عنده كبرياء بل ان يخاف الله ويخشاه في حياته فطوبى لهذا الانسان الذي اذا جاء سيده يجده مستعد للقاء يسوع. علمنا له المجد في يوحنا من الاصحاح 14 اني ذاهب لاعد لكم مقاما واذا ذهبت واعددت لكم مقاما ارجع فاخذكم الي لتكونوا انتم ايضا حيث انا اكون بمعنى علينا ان نكون مستعدين للقاء يسوع عند مجيئه ثانية فطوبى لنا ان عملنا بكل ما قال يسوع والمجد لله امين