موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر
يذكر الإنجيلي متى في الفصل 19 أن المسيح بعد ان ترك مدينة الجليل عاد الى اليهودية عن طريق الاردن ولكن كان لابد منه ان يمر عبر مدينة السامرة. يسوع اراد الصعود الى اورشليم طبعا ونحن نعرف يسوع اين ما كان يذهب يتبعه كثير من الناس وكان من الذين تبعوه جماعة الفريسيين. هذه المجموعة من قادة اليهود الدينية دائما كانوا يحرجون ويسالون يسوع عن امور عسى وان ما كان في بالهم ان يقع في خطىء. حاشا من يسوع ان يقع في خطىء هذا كان هدف الجماعة اليهودية. الفريسيون سالوا يسوع عن الزواج وعن الطلاق. هل يحل الرجل ان يطلق امراته لاي سبب كان. المسيح هنا عرف ما هو في فكرهم وغايتهم من سؤالهم هذا. نعلم من الطلاق كان موجود في العالم اليهودي وبدون اي سبب كان. هنا السؤال؟ الى اي من الامور يسمح بها الطلاق؟ كان في ذلك الزمان جماعتان الأولى كانت تؤيد باسباب، والثانية تقول لا، الطلاق يجوز فقط بسبب الخيانة. هذا الاختلاف بين الجماعتين كان بسبب تفسيرهم ما هو مكتوب في سفر التثنية (24/ 1). المسيح جلب لهم اية مكتوبة في كتبهم وتقول ان الله خلق من البداية ذكر وانثى. بمعنى اخر ان كل رجل كان تابعا لوالديه من يوم ولادته. لكن عندما يتزوج يترك أباه وأمه ويتحد بامراته اي الاثنان يصبحا جسدا واحدا ولن يكونا بعد جسدين بل انسانا واحدا في الحياة الواحدة. وصية يسوع هي ان الحب اقوى من الموت وهذا الحب يدوم الى الابد ويرتبط بالله الخالق. الله يكون الشاهد للرجل والمراة. أعطى موسى لليهود كتاب الطلاق والسبب هو قساوة قلوب المجتمع اليهودي في ذلك الزمان. خاصة الفريسيين الذين كانوا يعملون شرائع تخالف وصايا الله. فكروا في انفسهم ان يسوع يمنع الطلاق. الفكرة وهذا الامر من النبي موسى رفضه يسوع رفضا قاطعا ولا اي شيء يفرق الرجل والمراة عندما يتزوجون حاشا من الله أن يعلمنا وصية وبعدها ينقضها أبداً ألله ليس هكذا كما نتصور نحن. مع الاسف في زماننا الكثير منا لا يطبق ولا يفهم معنى هذه الاية مع العلم ان الزوج والزوجة سمعوها وعرفوها كل المعرفة عندما وقفا امام الله والكنيسة والكاهن والشماسة والاقرباء والناس الاخرين فيقولا الاثنان نعم. ألم يقرأ الشماس الرسالة يذكر فيها على الرجل والمراة ان يحبا بعضهم البعض كما أحب المسيح كنيسته وكذلك الكاهن يتلو ويقرأ على العريس والعروس أنه من البدء الله خلق ذكر وانثى ويكونا جسدا واحد ولا يكونا جسدين بمعنى انه لا يوجد انفصال بين الرجل والمراة وما جمعه الله لا يفرقه انسان. الم تفهما معنى كلمة نعم التي قلتموها والقراءت التي سمعتموها. لكن العريس والعروس يتركا بعضهما بسبب بسيط جدا او مشكلة صغيرة جداً وأشياء تافهة أخرى تقع بينهم. الرجل يذهب وياخذ امراة اخرى وهي تذهب وتتخذ رجل اخر ليتزوجها ويقفا في كنيسة اخرى ويقولا نعم امام الجميع كما قالوها في السابق في زواجهم الاول ولا ياخذأ في الاعتبار كلام الكتاب المقدس. قال يسوع أن رباط الزواج لا يمكن ان يفكه اي انسان لان الذي جمعه الله لا يفرقه. بمعنى اخر ان سر الزواج هو محبة وفرح وسلام وسعادة وخير بين الرجل والمراة. جاء في رسالة افسس الاصحاح 5 على لسان بولس وصيته الى كل رجل ان يحب امراته مثل ما يحب نفسه وفي المقابل اوصى بولس المراة ان تحب زوجها وتوقره وتحترمه. المسيح احب كنيسته فعلى الرجل والمراة ان يحبا بعضهم البعض ويتبادلا الاحترام بينهما. نحن الان لسنا كما كان في قديم الزمان الرجل كان مسيطرا على المراة. الرجل والمراة في عصرنا الحالي لا يوجد فرق بينهم. الاثنان يعيشان في احترام ومحبة وسلام وفرح سوية وفي تربية الاولاد والتعاون. هذا وهذه المحبة جاءت من تعليم يسوع لنا والذي يربطنا بوحدته. والمعنى الاخر الزوج ليس هو مكان الرب بل على الزوجة ان تحب زوجها كمحبتها للرب. في وصية اخرى بولس في رسالته الى اهل قورنتس الاولى الاصحاح 7 والوصية التي اخذها من الرب وهي على المراة ان لا تفارق زوجها لكن اذا فارقته عليها ان تبقى بلا زواج ولكن من الافضل ان تسارع وتصالح زوجها. على الرجل كذلك ان لا يتخلى عن امراته. كلام بولس معناه أن الزوج والزوجة أذا انفصلا لا يحق لهم الزواج ولكن ان اراد مرة ثانية فليعودا ثانية بمعنى أن يسوع والكتاب المقدس وبولس لا يريدان الزوج والزوجة الانفصال. لكن مع الاسف كل هذه الوصايا من الرب يسوع ومن بولس ومن باقي القديسين لا يدخل كلامهم في عقولنا وفكرنا وروحنا لا تقولون لي تحدث مشاكل بين وبين زوجتي. الزواج هو رمز حي للمسيح والكنيسة. إذاً رباط الزواج هو أقوى بكثير من رباط الوالدين. لا يا احبائي انتم وقفتم امام الله وقلتم نعم بمعنى اننا نحمل اثقال بعضنا البعض مع الامراض مع المشاكل الصغيرة والكبيرة مع المسيح الذي يعيش بيننا في داخل ارواحنا وبيوتنا مع العطش والجوع مع العمل سوية. لا يا احبائي لا نبحث عن حجج واعذار بعيدة كل البعد عنا تترك زوجتك وتنفصلي عن زوجكِ. بعد عدد من السنوات وانجبتم اولادا وبنات وفي الاخر تتركون بعضكم البعض. لا سر الزواج هو احد اسرار السبعة للكنيسة المقدسة فكيف نكسر سر من وصايا الكنيسة هذا ان دل ان سر الزواج صار لعبة نحلله على كيفنا ونحرمه عل مزاجنا. الشيء الاخر وهو أن الزواج أصبحا مثل البيع والشراء كل واحد يضع قانون على مزاجه الحفلة في قاعة كبيرة والذهب كذا من المبلغ ومع الحنة والخطوبة والملابس وكانه تشتري شابة أو بنت تجلبها الى البيت. الزواج أصبحا عندنا في وقتنا الحاضر مثل تجارة رابحة لوالدين البنت وأشياء كثيرة كلنا نعرفها. احبائي لا يكون زواجنا مبني على مال او مصلحة بل يكون مبني على حب المسيح والعلاقة التي تربطنا بالمسيح والكتاب المقدس. أوصى بولس على الرجل والمراة ان يخضعا بعضهم البعض في حب واحترام. كان في عصر بداية المسيحية ان النساء الذين صاروا مسيحيات وجدن الخضوع صعوبة لهن. كذلك الرجال المسيحيين الذين ولادوا ونشأوا في بيأت وعادات رومانية لم يعتادوا على احترام الزوجة. لكن ليس هناك اي مشكلة في البيوت من الخضوع. هذا ياتي ان كانت لنا علاقة وثيقة مع المسيح الذي يهتم بنا كزوجين سعدين. الخضوع مطلوب من الزوج والزوجة وفي المقابل على الزوج ما عليه ألا ترك كل مصالحه الشخصية جانبا من اجل العناية بزوجته وباولاده وبيته بشكل عام. اذا على الزوج والزوجة ان يكرسا طاقتهم لخير الواحد للاخر. لان الزوج الحكيم لا يستغل دوره ويفكر في نفسه أنه راس العائلة أبدا هذا تفكير خاطىء وكذلك الزوجة الحكيمة التي تكرم وتحب الرب ان لا تنقص من قيمة زوجها وقيادته في البيت. هذان الامران هما يسببان الانفصال بينهم.