موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر
يوجد في سورية العديد من المزارات المخصصة للسيدة مريم العذراء، التي يزورها عدد كبير من المؤمنين على مدار العام لينالوا البركة والشفاعة، جالبين معهم الهدايا والنذور لوالدة الإله. المزار الأول، هو دير سيدة صيدنايا. فبحسب ما ورد في الكتب والتقيد، فقد بني في القرن السادس للميلاد، وكان له شأن عظيم كمزار سيدة لورد في فرنسا ومزار سيدة فاطيما في البرتغال. يوجد فيه أيقونة للقديسة مريم تلقب بالسريانية شاهوره وشاغورة، أي المعروفة. كما توجد فيه الكثير من الأيقونات التي يرجع تاريخها إلى القرون الخامس والسادس والسابع للميلاد. يحتل هذا المزار المركز الثاني من حيث الأهمية في الشرق الأوسط، نسبة إلى عدد زواره الكثر، الذين كانوا يأتون بصفة خاصة في عيد ميلاد السيدة مريم، في الثامن من أيلول كل عام. ويضم الدير مكتبة كبيرة من الكتب والمخطوطات، كما تسكنه ما يقارب الخمسين راهبة، كونه هذا المزار يمثل أيضاً مؤسسة رهبانية تابعة لكرسي البطريركية الأنطاكية بدمشق. وقد شيد على قمة جبلية عالية تطل على مدينة صيدنايا. أما المزار الثاني فهو سيدة طرطوس. تم بناؤه في منتصف القرن الثاني عشر على شكل كنيسة ضخمة، بمساحة 40×27 متراً. لم يبقَ من مبنى المزار إلا القليل، فقد تهدّم عام 1188، لكنه جدد في القرن الثالث عشر. وبحسب ما يقال فقد شيد المزار على أرض كان يوجد فيها أقدم معبد مسيحي لإكرام السيدة، ويقال بأن القديس بطرس أقام أول قداس من على مذبحه، كما أن القديس لوقا رسم أول أيقونة فيه. وبالرغم من الأحداث التي مرّت بالمزار، فقد كان يزوره عدد كبير من المسيحيين والمسلمين لأخذ البركة والشفاعة. المزار الثالث فهو مزار سيدة الباص الذي يبعد ثلاثة كيلو مترات إلى الجنوب من مدينة بانياس، و28 كلم الشمال مدينة طرطوس الساحلية، وتحديداً في خليج الباص. يعود هذا المزار إلى كنيسة كانت تسمى كنيسة أم الله، إلى ما قبل انعقاد مجمع أفسس عام 431 ميلادية. بعد أن دمرت الكنيسة نتيجة الحورب، انتقل المؤمنون إلى مغارة لإكرام السيدة، حيث كان يعيش فيها عدد من الذين نذروا أنفسهم للمسيح في القرن الخامس. كان المكان يقصده الكثير من الأشخاص المسيحيين والمسلمين، خاصة في اليوم الثامن من شهر أيلول الذي يصادف عيد مريم العذراء، للصلاة وأخذ البركة والشفاعة، كما كانوا يحملون مرضاهم للشفاء، ويقضون الليل كله في الصلاة. ولدت لنا أمنا مريم، السيدة الطاهرة القديسة، الفادي الذي خلص البشرية جمعاء، وصعد إلى السماء وجلس عن يمين الله الآب. وكما قال المطران جرمانوس فرحات عن مريم العذراء: "لسنا نرى شبهاً يوازي حسنها، إلا ابنها، ذاك الإله الأعظم. فلا غرو كون الابن يشبه أمه. فشبه الابن لأمه لا يظلم". والمجد لله. آمين.