موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الإثنين، ٧ مارس / آذار ٢٠٢٢

صلاة الاصغاء

بقلم :
الأب بيوس فرح ادمون - مصر
صلاة الاصغاء

صلاة الاصغاء

 

يحل الروح القدس في القلب بالايمان البسيط الواثق من رحمة الله وحلول الروح القدس لا يلازمه أي شعور جسدي، وهو لا يرتاح في القلب القاسي او الظالم او الحاقد او الغاضب او المتكبر، كما لا يرتاح في الانسان الدنيوي او المحب للأشياء التي في العالم او المائل الى الجمال الزائل او الطامع في امجاد هذا الدهر، بل حل في العذراء مريم والقديس يوسف العفيف المطيع لله.

 

الروح القدس صديق وشريك لصلاة الفقير الشاكر والغني المحب للفقراء، وهو معزي المرؤوسين المضطهدين، والرؤساء الرحماء القلب، نور للبؤساء، وحياة للذين وضعوا انفسهم لخدمة الانجيل ومحبة الاخوة المساكين.

 

فالقديس يوسف هو الشخص التي تعلقت نفسه بحبيبه يسوع، وثبت فيه على الدوام، (الغصن الثابت في اصل الشجرة، لا يستطيع أن ينفصل عنها لا بالموت). وهو النفس السعيدة بالرب، فتتحدث معه سرًا، في حديث قلبي ملتهب في هيام وعاطفة جياشة بالحب "اليس كل من التصق بالرب قد صار معه روحًا واحدًا" (1 كورنثوس 6 / 17).

 

طلب يسوع من الآب "ليكون فيهم الحب الذي احببتني به، واكون انا فيهم" (يوحنا 17 /26) فعندما يكون فينا حب الله، يكون فينا يسوع (أنا فيهم) أي يكون الملكوت في داخلنا. وأيضًا ليكون الجميع واحداً "كما انك انت ايها الآب فيّ وانا فيك ، ليكونوا هم ايضاً واحد فينا" (يوحنا 17 /21).

 

إن شدة الحب توحد وتدمج الإنسان مع الله، أي بين المحبوبين.. فيكون للصلاة قوة، والنعم الالهية تمر به وتملأ نفس الانسان، كما قال الملاك لمريم العذراء "يا ممتلئة نعمة الرب معك".

 

محبة الله.. من كل القلب وكل الفكر وكل القدرة وكل النفس، أي ان الانسان يفرغ نفسه من أي حب وتعلق بشري ومادي واستهلاكي ويعطي كل طاقاته لله، وبالتالي هي للقريب على مثال يسوع الذي احبنا حتى الموت على الصليب، "لأنه احب خاصته الى الغاية احبهم الى اقصى الحدود".

 

لنصلي:

ليكن اسم يسوع القدّوس في فمي وفي قلبي وعلى لساني،

ليكن اسم يسوع القدّوس في عقلي وليطهّر مخيّلتي وليقوِّ إرادتي،

ليكن اسم يسوع القدّوس فيّ وفوقي وأمامي وبقربي،

ليكن في كلّ أفكاري وأقوالي وأعمالي.

ليكن اسم يسوع القدّوس حاميًا إيّايّ ضدّ هجمات الشرير وتجاربه،

فليحفظني من كلّ فكر محبط، ومن فقدان للشجاعة، ومن كلّ خوف.

ليكن اسم يسوع القدّوس ثقتي الغير المتزعزعة وقوّتي وعزائي، ورجائي في الحياة.